مقالات

علي سلطان يكتب:..وطن النجوم..نقاط الارتكازات.. كعب أخيل

علي سلطان يكتب:..وطن النجوم..نقاط الارتكازات.. كعب أخيل

 

 

المحارب أخيل في الأساطير اليونانية هو إبن الإنسان الفاني “بيليوس” ، ملك الميرميدونيين والنيريد، وابن حورية البحر، “ثيتيس”
كان أخيل محاربا شجاعا وسيما؛ واعتبر أعظم محارب في جيش أجاممنون في حرب طروادة.
و وفقًا لهوميروس ، نشأ أخيل على يد والدته وهي رفيقته التي لا تُفارقه.

و ترجع حكاية كعب أخيل أو عقبه أو وتر أخيل إلى المحارب الشهير في الميثلوجيا الأغريقية والذي أرادت أمه الإلهة تيتيس حمايته من الموت، فقامت بغمسه في نهر الخلود “ستيكس” الأسطوري، غير أنها (ولأنها كانت تمسكه من عرقوبه) لم تغمس هذا العرقوب في ماء نهر الخلود، وفي حرب طروادة أصيب أخيل بسهم في كعبه مما أدّى لسقوطه ثم قتله كما رُوي في الأساطير الأغريقية،
فقيل إن كعبه كان الثغرة التي تسببت في هزيمته.. جيش هو كعب أخيل أو عقب أخيل..

سقت هذه المقدمة عن كعب أخيل لأنبه إلى أن نقاط الارتكازات التي تمتد على طول وعرض أرض السودان قد تكون هي أيضا ك كعب أخيل التي تسببت في هزيمة جيش أجاممنون في حرب طروادة، فتسبب في هزيمة كل السودان.. والنار من مستصغر الشرر…!!
نقاطُ الارتكاز من ثغراتها تأتي الهزائم والانكسارات..!!
الشخصُ المُرتكز شرطًا واجباً أن يكون تقيًا أمينًا صدقًا ذكيًا نجيبًا..!!

مايُحكي عن فساد في عدد من نقاط الارتكازات على امتداد الوطن يستوجب الإعدام شنقا لكل فاسد خائن للأمانة عند كل نقطة ارتكاز.. أحدُ المتضررين من الارتكازات أدلى بافادته قائلا: بعضهم من دناءته يرضى بالألف والالفين جنيه ..! وبعضهم لن يدعك تمر إلا بعد أن تدفع.. على عينك يا تاجر.. وبعضهم يطلب منك الرشوة دون أن يرمش له هدب..!؟

الهزيمةُ تأتي في الغالب من الداخل من الخونة والطابور الخامس والمنافقين..!!
هذه الكلمات تستثني الشرفاء في نقاط الارتكازات.. وتوجه أصابع الاتهام إلى فئة من الفاسدين المرتشين..!!
فسادُ بعض نقاط الارتكازات يؤدي إلى أدخال الأسلحة والمسيرات، والزيوت والدقيق المهرب والمساعدات الإنسانية المسروقة مع سبق الإصرار والترصد وإدخال أو إخراج رجال ونساء الدعم السريع والخونة المتعاونين معهم من ولاية إلى أخرى .!!

لا ريب أن نقطة ارتكاز يحرسها فاسد واحد يكون سببا في هزيمة مدينة كاملة بل وطن بأكمله ..!!
وتساءل ماهي المعايير التي يتم بها اختيار العاملين على نقاط الارتكازات ؟! سؤال ننتظر إجابته؟
وهل يتم تدريبهم وتأهيلهم لتولى هذه المهمة الوطنيةالدقيقة والمهمة؟!

لاشك أن فكرة نقاط الارتكازات ودورها في كل ولايات السودان مهم جدا.. فهي العين المراقبة والعين الساهرة وهي التدقيق والتفتيش الملاحظة الذكية الفَطِنة وهي الذكاء والبداهة والصدق والأمانة والتقوى قبل كل ذلك.
فدورُ الارتكازات في حرب الكرامة دورٌ مهم لا يقل عن أهمية دور الجيوش النظامية في حرب الكرامة.

إن المرتكزين هم حماة ثغور الوطن وعينه مثل عيون زرقاء اليمامة.. وهو مسؤول بشكل مباشر في منع أي عدو ظاهر أو مستتر من الدخول أو الخروج عبر نقطة تفتيش، وأن لا تدخل اي أسلحة كانت ومسيرات و أجهزة تستخدم ضد الجيش و المدنيين.. فما أعظم مسؤولية هؤلاء المرتكزين.

هذه الأهمية القصوى الارتكاز تستدعي أن يحرص المسؤولون عنها على تخير المرتكز الجندي الأمين التقي الذكي النابه..وأن لاتكون مرتعا لأصحاب النفوس الضعيفة الذين لا يتورعون عن الكسب الحرام، والذين يبيعون الوطن وعَرضهم بجنيه وجنيهين أو ثلاثة.
إن الحديث عن فساد في عدد من نقاط الارتكازات والشبهات عن تسلم الرشاوي اذا صدق فذلك أمر خطير يجب أن لا يمر مرورا عاديا ونتغاضي عنه.. فالتغاضي هنا مرفوض تماما..والسكوت عن هذا الفساد واخفاؤه مرفوض تماما أيضا .

إننا لا نطمع أو نعول على اجتثاث الفساد في نقاط الارتكازات فحسب بل نطالب بأن يتم اختيار٩ الذين يعملون في نقاط الارتكازات بعد تمحيص وتدقيق، ثم نطالب بعد ذلك بتدريبهم تدريبا عاليا في كيفية التفتيش والتدقيق والفحص.. وقبل ذلك أن تكون هناك أجهزة ومعدات حديثة متطورة للكشف والفحص الدقيق.. وأن يقل عدد نقاط الارتكازات بحيث يكون كل نقطة ارتكازا

مركزا على مستوى جيد من التأهيل ومن الظبط والربط العسكري.. وأن تتوحد الجهات كلها في نافذة واحدة.
الشاهد أن هناك عددا كبيرا جدا من نقاط الارتكازات.. وكل نقطة كأنها نبت شيطاني لا رابط بينهم الا قبض الأموال من العابرين دون وجه حقه.
وهناك سخط يتوسع لدى الجمهور من هذه النقاط و تأخيرها المسافرين في الحافلات وغيرها.

الآن هذا الضعف في المراقبة وغض الطرف عن مايرتكب في نقاط الارتكازات من خيانة أو تسلم رشاوي أمر جد خطير على البلاد.
أنا هنا لا القى اللوم على المرابطين في كل نقاط الارتكازات؛ ولاشك أن هناك مرتكزين على مستوى عالٍ من الأمانة والتقوى والمسؤولية ويدركون تماما أهمية نقاط الارتكاز وأهمية دوروهم. فهم مثلهم مثل المرابطين

على الثغور.. فلهم التحية والتقدير والاحترام.. ولكن على المسؤولين سرعة اجتثاث الفساد بكل أشكاله وأنواعه؛ ودعم هذه الارتكازات وتوظيفها بشكل ممتاز لأداء مهامها فماتزال معركة الكرامة مستمرة في الحرب والسلم.
هذا المقال ليس موجها إلى شخص بعينه.. ولكن هنا نحاول أن نشير إلى إهمية وضرورة حسم هذا الموضوع باعجل مايكَون.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى