مقالات

الركابي حسن يعقوب يكتب: السودان أصبح خطراََ على العالم.. الترند الجديد لقحت

الركابي حسن يعقوب يكتب: السودان أصبح خطراََ على العالم.. الترند الجديد لقحت

 

بعد أن بارت وتبددت كل المبررات التي ساقتها ميليشيا آل دقلو وجناحها السياسي ومن ورائهم (الكفيل) دافع الأجر لتبرير شنها للحرب ،والتي بدأتها بكذبة أن الجيش هو من اعتدى عليها وأطلق الرصاصة الأولى ،والتي سرعان ما كشف الغطاء عنها زعيم الميليشيا الهالك حميدتي في نفس يوم العدوان حين قال أن على البرهان الاستسلام، وإلا (ح نستلمو).

ثم أردفت هذه الكذبة بكذبة أخرى أكبر حين فشلت الميليشيا الإرهابية في (استلام) البرهان، فقالوا أنهم يقاتلون الجيش من أجل جلب الديمقراطية والحكم المدني، وهي الكذبة التي أضحكت السودانيين كثيراً ، وما تزال مصدر تفكه بينهم وربما الديمقراطية نفسها تبسمت ضاحكة من هذه الفرية !!

ولما أفلت هذه الكذبة البلقاء ، رأت الميليشيا الإرهابية وكفيلها المشغل وذيلها السياسي أن يُتْبعوها بكذبة تكون أكثر وجاهة بزعمهم ، فقالوا أنهم يقاتلون الجيش من أجل القضاء على (الإسلاميين) أو (الكِيزان) أو كما يحلو لهم ليّاََ بألسنتهم (الفيلول).

وبدورها لحقت هذه الكذبة بأخواتها من الرضاعة، فخرقوا كذبة أخرى لعلها تستر ما إنكشف من سوءاتهم ، وتغطي ما افتضح من أمر ما سلف من الكذبات ، فقالوا أنهم يقاتلون الجيش من أجل القضاء على دولة 56، التي بحسب زعمهم أنها مارست التهميش واستأثرت بطيبات البلد وحرمت منها الآخرين فهم يريدون استرداد حقوقهم المسلوبة..!!

وأيضاََ كانت هذه كذبة لم يجد أحد لها سند في تاريخ السودان الحديث فالعام 56 هو عام استقلال الدولة السودانية من ربقة المستعمر الأجنبي ، والسلطة التي ورثت الحكم من المستعمر هي سلطة وطنية كاملة الدسم للحاضنة المجتمعية للميليشيا وجناحها السياسي دور كبير فيها، وأن دعاوى استئثار هذه (الدولة) بالطيبات وحرمان الآخرين منها دعوى يكذبها الواقع..

ثم لما لم تُجدِ هذه الفرية نفعاََ وبعد أن تجرعت الميليشيا الإرهابية الهزائم المتلاحقة التي بدأت بالجزيرة وانتهت بسحقها في الخرطوم، خرج الذي هو مهين و لا يكاد يبين شقيق الهالك ليقول للملأ حوله من أتباعه أنهم قد أخطأوا الوجهة أول مرة، قال المأفون أنهم أخطأوا حين أشعلوا الحرب في الخرطوم، وكان يتعين عليهم إشعالها في نهر النيل والشمالية ويقصد بذلك أن أهل هاتين الولايتين هم

الأجدر بالتنكيل والقتل والسلب والاغتصاب والسرقة والإذلال والنهب والتجويع والترويع إلى آخر جرائمهم التي ارتكبوها في الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض و الجنينة والفاشر، يقول زعيم الميليشيا الإرهابية متحسراََ أن هذه الجرائم كان ينبغي أن ترتكب في حق أهالي نهر النيل والشمالية..!!

وآخر كذبة حتى الآن في سلسلة أكاذيب الميليشيا وجناحها السياسي وكفيلهما، دشنتها رموز قحت (المتحولة) إلى (تأسيس).

قصت شريط الافتتاح للترند الجديد المقهورة مريم حفيدة الإمام المهدي والتي ظهرت في محفل الافتتاح في لقاء معها في بي بي سي وهي تعتمر عمامة هندوسية حمراء وتتوشح كوفية فلسطينية ، وتلتحف بثوب سوداني في مظهر يعكس فساد في الذوق وإضطراب

وتناقض في التفكير ، وتلاها خالد (سلك) في الترويج للترند الجديد وهو إبن قرية فداسي الوادعة التي ترقد بسلام على ضفة النيل الأزرق وسليل أهلها الكرام البررة الذين نكلت بهم جحافل الميليشيا في اجتياحها الغاشم لقرى الجزيرة ، ولم يحرك ذلك فيه ساكناََ فالنار تلد الرماد.. وصدق من قال (قحاطة يا كوم الرماد)..

خالد سلك هذا الذي حين يتحدث ويرغي ويزبد ترد في خاطري الآية الكريمة (إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث)..

الترند الجديد هو آخر نسخة من أكاذيب الميليشيا الإرهابية وذيلها السياسي، وقوامه أن السودان أصبح خطراََ على دول الإقليم خاصة والعالم بصفة عامة ، وأنه سيكون مهدداََ للأمن والسلم الدوليين صدق أو لا تصدق..!!!

نعم لعلها النسخة الأكثر إتساخاََ وبشاعة ضمن نسخ الخيانة الوطنية في تاريخ البشرية كلها، ولعل (بروتس) الذي غرس خنجره في خاصرة صديقه القيصر وأنهى حياته – في مسرحية يوليوس قيصر لويليام شكسبير – والذي ظل رمزاََ لبشاعة الخيانة والغدر في التاريخ قد تململ في قبره من بشاعة خيانة وعمالة هؤلاء الخونة الجدد.. كيف لا وقد مردوا على معاداة بلادهم ومناصرة أعداء وطنهم واستعداء العالم على بلادهم بجرأة ما سبقهم إليها من أحد من العالمين..

الزعم بأن السودان أصبح خطراََ على العالم من حوله ومهدداََ للأمن والسلم الدوليين القصد منه هو حث المجتمع الدولي على التدخل العسكري في السودان، ومعلومة هي عواقب وتداعيات مثل هذا التدخل إن هو حدث وهو تفتيت الدولة السودانية وتشريد شعبها واستباحة أرضها وسرقة مواردها وفرض الوصاية الأجنبية عليها خدمة لمصالح القوى الأجنبية الإقليمية والدولية ..

نعم يريد هؤلاء العاقين لبلدهم الخائنين لوطنهم ودينهم هذا المصير لبلدهم ولأهلهم غير مبالين بخطورة ما يدعون إليه، مثلما لم يكونوا مبالين من قبل بانتهاكات وجرائم الميليشيا الإرهابية في حقه. ويا للعار..

لكن لن ينالوا مرادهم ، وتعويلهم على هذه الكذبة الجديدة يظهر ضحالة تفكيرهم وسطحية تخطيطهم ، فالتدخل الدولي أمر بعيد المنال بالنظر للوضع الحالي في الساحة الدولية ، فهو وضع يتسم باحتدام الصراع بين الأقطاب الفاعلة فيه واشتد هذا الصراع عقب وصول ترامب للحكم في أمريكا وسياساته واجراءاته الحادة

والجامحة التي أعلنها على صعيد السياسة الخارجية لبلاده، وعلى صعيد الإقتصاد والتبادل التجاري والسياسات الجمركية التي فرضها وقلبت الأمور رأساََ على عقب.. وما أحدثته هذه السياسات من هزة شديدة داخل منظومة الكتلة الغربية نفسها وعلاقات أوروبا بأمريكا، وعلاقات الدول الفاعلة الأخرى خارج منظومة الغرب مثل الصين وروسيا..

لم يعد بالإمكان تحقيق توافق غربي على قضايا خارج منظومتهم مثلما كان يحدث في السابق، ناهيك عن توافق من خارج المنظومة ، لقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر.

فالدعوة إلى تدخل دولي في السودان في السياق الدولي الراهن وهذا الوضع الذي تمر به الساحة الدولية الموسوم بالإضطراب وتناقض المصالح بين أقطابه تعد دعوة في غاية الغباء، وتحقيقها يدخل في دائرة المستحيل..

فلكي يتحقق التدخل لا بد من أن يأتي هذا التدخل بقرار من مجلس الأمن الدولي، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ولكي يصدر قرار التدخل وإرسال قوات تدخل لا بد من موافقة الدول الخمس دائمة العضوية بالمجلس وهو أمر مستحيل الحدوث في الراهن الدولي فالفيتو الروسي أو الصيني أو ربما الفرنسي سيكون قاصمة الظهر للقرار ليحيله لمجرد حبر على ورق. هكذا بكل بساطة..

من اختار هذا الخيار جاهل أو متغافل عن رؤية حالة الإستقطاب الدولي الحادة بسبب سياسات ترامب ، وبطبيعة الحال لا يمكن الحديث عن خيار الغزو الدولي مثلما حدث في العراق، ولا الحديث عن خيار تدخل إقليمي ، فلا توجد منظمة إقليمية قادرة وتملك إرادة وفعالية التدخل في السودان، لم يحدث هذا من قبل في أي مكان ولن يحدث والأسباب معلومة لا تحتاج إلى تفصيل..

وما يميز هذا الترند الجديد او قل الكذبة الجديدة عن سابقاتها من الأكاذيب والترندات البائرة أنها ولدت ميتة ولم ولن ترى النور..

لكن بالطبع لن يكف الكفيل عن الدفع بمزيد من الترندات إلى الساحة فالغريق يتعلق بقشة على أمل أن تنقذه من الغرق..
ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بخطوة الكفيل القادمة على وجه الدقة ، وكل ما يمكن التنبؤ به هو أنها ستكون من جنس سابقاتها وأنها حتماََ ستكون غبية ومن نسج اللامعقول والأهم من ذلك أنها ستنتهي إلى لا شيء..

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى