الصادق يسين يكتب على خطى الاصلاح.. ورحل سيد الكلمات والإلقاء ..!!

الصادق يسين يكتب على خطى الاصلاح.. ورحل سيد الكلمات والإلقاء ..!!
أينما كان احتفاء القوات المسلحة السودانية ..
واينما تداعي رجالنا الابطال الي ارض الحروب والوغي.. وكلما اشتد وطيسها وعلت نيرانها كان هناك رجال تتجسد مواقفهم وصفاتهم قبل افعالهم صورٌ يهابها الفراس ..
هناك في أرض الوغي .. كان هناك رجالاً إن دقت طبول العز ونادي منادى الجهاد لتتمايز الصفوف كان هناك نفوس الرجال الشم تتجاذب اجسادا وأرواحا ونفوسا لتبذل الغالي والنفيس في موقع تسيل فيه الدماء كجداول الخريف .. تسيل فداء للمبادئ والقيم وإعلاء لرائة الحق المبين ..
تراهم حينها ظاهرون(أعلاما) كالنجوم إنهم هم الزاهدون الرافضون لحياة الزل والمهانة والخنوع لأنهم أبطال سطروا أسمائهم باحرف من نور في سفر التاريخ الذي يحفظ أبناءه المخلصين كل سطر فيه ..
بالأمس ونحن نترقب ان نعيش أفراح الانتصار الكبير مع أولئك الذين اكتوا بنيران المدافع والقذائف حينما وقفوا صدورهم عارية وقلوبهم ثابتة كرواسي الجبال الشامخات
حوائط صد منيع حفاظا ودفاعا عن ارض السودان .. عن عرض الإنسان ذوداًَ عن حرائره العفيفات الطاهرات كنا نترقب ان نعيش معهم غدٍ فجر الأفراح بالانتصارات فجعنا الناعي بذلك الخبر الأليم وابكانا بذلك الصوت الحزين وهو
ينعي على مسامعنا نباء رحيل الأخ والصديق (محمد علي عبد المجيد) ليترجل عن صهوة جواد الكرامة إبن اخر وفارسا مغوار نحسبه بإذن الله شهيدا مع الأبرار تحفه حور الجنان بجنة الرضوان .. لقد كان (محمد) فارسا بحق لايشق له غبار .. وكان شاعرا مقتولا بالحب والعشق الطاهر
النبيل لوطن غالي عظيم .. وطن اراد ان يقرضه جرزان أفريقيا المهابيل . رحمك الله يا بن السودان البار وانت تزف اليوم شهيدا لتلحق بركب شهداء (معركة الكرامة .. معركة الابطال) .. لقد كنت نموذجاً ومنارة وعلم للبلاد سيبقى اسمك خالدا (يا ابو الرجال) في صحائف التاريخ .
. وسيبقى رسمك كلوحة (الموناليزا) شامخاً في محافل البلاد لوحة تعجز الأنامل عن تقليد مثلها او رسم خطوطها فهي لوحة قليل من يعرف تفاصيلها ويقراء بريق لمعانها إلا اهل الشأن من ذو الحظوة والقدرة ومن هم أهل للوفاء رحمك الله (يا محمد فإن الموت نقاد يختار الجياد
الأصيلة) .. ولكن يبقى العزاء لنا ان نرى امثالك نجوما تتلألأ في سموات عشق الوطن السامي ونبراسا راسي من رواسي الأرض الطاهرة أرض الاحرار الأطهار الشرفاء .. كتبت ودونت في العشق المباح اشعار لوطن جريح ونحن اليوم لانستطيع ان نقف لنكتب فيك سطرا صغير فقد كنت كبيراً ككبرياء السودان .. وكنت عفيفا كعفة اهل السودان
.. وكنت فارسا محبوبا للكبار والصغار .. رحمك الله (يا محمد) وصبر اهلك ومحبيك وزملاء دربك في الكفاح وانزلك منازل الصديقين والشهداء والأبرار (وانا لله وانا اليه راجعون) .