الثقافية

☜لــــنا كلمـــة☞☾ ✏بقلم الأستاذ/ سعد محمد أحمد ♨أثر الجيوسياسي فى الإقتصاد السودان

☽☜لــــنا كلمـــة☞☾
✏بقلم الأستاذ/ سعد محمد أحمد
♨أثر الجيوسياسي فى الإقتصاد السودان
☜☜☜☜☜☞☞☞

الخرطوم: العهد أونلاين
ينشغل الباحثون ربما يستمر لسنوات قادمة فى شرح الازمة السياسية والاقتصادية التى حلت بالسودان وتاريخها ومسارها وأسبابها وقد أصبح البحث فى جذور الازمة مادة مفضلة للمناقشين والمحاورين لاستهلال أي نقاش عن السودان أو لاستخلاص الدروس التى يريدنا المتحدث أن نستخلصها أو لتسجيل نقاط سياسية ببساطة غير أن هذا النقاش العلمى والاقتصادى قد يتحول بسهولة إلى جدال لا ينتهى يشوش الواقع بدلا من أن يشرحه يمكنك أن تأخذ أي نقطة أو أي حدث فى السنوات الثلاثين الماضية وان تعتبره بابا من أبواب الازمة كلما أشار أحدهم إلى مسبب لها يمكنك أن تشير إلى غيره وأن تقدم سردية مختلفة لهذا السبب فان الصراع على تفسير ما جرى هو أيضا صراع سياسي ومن الافضل ان يتم تقديمه بصراحة على هذا النحو بمعنى آخر من الافضل والأكثر نزاهة أن تشرح لنا أنك أخذت موقعا أيدلوجيا واضحا فى الوضع الاقتصادى والسياسي الراهن فى السودان وانك تتلكم انطلاقا منه بدلا من تغليف لانحيازاتك الاجندية الاقتصادية والسياسية بغلاف «موضوعي» غير صادق ونظريات عن السياسة الدولية وكيف يعمل العالم!1
للأسف هذا ما يعيشه السودان حالياً فى ظل سياسات حمدوك وحكومته باقنعة وطنية واجندات وروشتات خارجية مفروض عليها ويجب تنفيذها.
من هنا يدور جزء اساسى من النقاش فى السودان حول ثنائيات كاذبة مسبب داخلى/ مسبب خارجي حصاد بنية ريعية فساد…الخ. وذلك ليس لأننا نختلف على تفسير التاريخ بل لأن هذا مفاصل الصراع السياسى فى السودان أمس واليوم وهذا النقاش لا يحصل فى سياق «حواري» طبيعى بل هو يجرى الآن فيما الناس يقبعون تحت ما يشبه الابتزاز الجماعي خوف، جوع. انهيار، حرمان، اغراق اعلامى وحروب سياسية شرسة وتدخل أجنبى لم تقلص وجودها فى السودان بعد الثورة بل زادت حدتها وهى ببساطة تصرف تمويلها على جماعتها الخاصة فى السودان بدلا من التعامل مع الدولة.
لتعيدنا التاريخ إلى ثلاثينات القرن الماضي ما قبل الاستقلال حيث تأثر المجتمع السودانى بمسار سياسي واقتصادى بشكل رئيسي يتفاعل عوامل ثلاثة تتمثل فى التدخل الخارجي والبيوتات الدينية والطائفية والعشائرية ونفوذها وتدخلها فى الامور السياسية والاقتصادية والاقتصاد غير المنتج.
التفاعل بين هذه العوامل الثلاثة جعل المجتمع السودانى هشا تنخره الانقسامات العمودية وعاجزاً عن توليد دينامية اجتماعية ذاتية دافعه لتغيير بنيوي فى النظام السياسى والخارجى رغم ثلاث ثورات صنعتها الشعب خارج تلك المكونات والتنظيمات لم ينعم الشعب بثورته بل يتم سرقتها ولم تحدث التغيير التى يسعى اليها الشعب ويتم بكل سهولة اجهاض أهداف الثورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ما جعل التدخل الخارجي تلعب الدور الحاسم فى تحديد الوجهة التى ياخذها مسار هذا النظام عبر سلسلة من الازمات لا تنتهي الواحدة منها إلا بتسوية يرعاها هذا الخارج وتعيد انتاج نظام المخاصصة السياسية والاقتصاد غير المنتج بحلة جديدة فى ضوء الواقع وبما يتعلق منها بالعوامل الرئيسية التى حكمت تاريخيا مسار المجتمع السودانى السياسي والاقتصادى نحاول استشراق ما يمكن أن تؤول اليه الازمة التى تعصف بالسودان فى الوقت الحاضر وما إذا كانت ستنتهي مرة اخري إلى اعادة انتاج بشكل جديد من دولة المخاصصة السياسية والاقتصادية الريعى أم أن الظروف قد نضجت للتحول إلى دولة المواطنة المدنية والاقتصاد المنتج السودان فى سنوات الانقاذ الاخيرة بارادتها أو رغما عنها أصبحت جزءاً من المحاور الاقليمية لكن لتنفيذ اجندات الاخرين ليلعب دور مطلوب منه فى عدة محاور منها ليبيا وحرب اليمن بارسال المرتزقة ولربما لحسن الحظ لم تحقق كل تلك المحاور نجاحات بل انتكاسات وصلت إلي تقاطعات فى مصالح المحاور والتحالفات عجز السودان ان يحدد بوضوح موقفه حتي بعد الثورة فى الوقت الذى يشهد مستجدات سياسية وإقتصادية دولية واقليمية على غاية من الأهمية تؤشر إلى تراجع الاحادية القطبية للولايات المتحدة وبداية انحسار نفوذها وصارت تعانى من ازمة متعددة لجوانب سياسية واقتصادية واجتماعية فى الداخل وفى الخارج صعود القطبين المنافسين هما الصين وروسيا ما جعل همها الرئيسي مواجهة هذه الازمة بشقيها ودفعها بالتالى إلى أخذ قرار الانسحاب العسكرى التدريجى من الاقليم وهذا بالطبع ينطبق على ليبيا واليمن.
نقصد بالعامل الخارجى انعكاسات الاوضاع السياسية والاقتصادية الدولية والاقليمية وتفاعلها فى ما بينها على الاوضاع السياسية والاقتصادية فى السودان ونقصد بالمخاصصة السياسية توزيع المناصب فى السلطة لادارة الدولة إما الاقتصاد غير المنتج الاقتصاد الذى لا يقوم بشكل رئيسي على قاعدة من الانتاج الحقيقى في الزراعة والصناعة والخدمات «التجارة ضمنا» المرتبطة به مباشرة ويعني الاقتصاد غير المنتج فى الحالة السودانية تحديداً غلبة انتاج الخدمات لحساب الخارج والخدمات المرتبطة بالسلع المستوردة ونحن نستخدمها بمعنى ان الريوع صارت تشكل أهم مصدر للدخل القومي وهنا ناخذ بالمفهوم الواسع للريع الذى يمكن ان تتعدد مصادر استخراجه من الموارد الطبيعية الموقع الجغرافى الموقع فى السلطة السياسية والعلاقات الزبائنية والمصلحية مع اطرافها «الفساد» الاحتكارات الايجارات التحويلات والمساعدات الخارجية.
وهذا المفهوم الواسع للريع يخولنا إعتبار اقتصاد الوساطة السودانية إقتصادياً ريعيا ومصدر الريع هنا جيو سياسي إقتصادى.
فالتدخل الخارجي المباشر يؤسس للدور الوظيفى للمخاصصة السياسية والاقتصاد غير المنتج.
اذا كانت الظروف الداخلية والخارجية لم تنضج بعد لعبور السودن إلى نموذج سياسي واقتصادى اجتماعي بدلاً للنظام الحالى المتهاوى وأن الغلبة بالتالى ستكون فى المدى المنظور وفى أحسن الاحوال للقوي التى تعمل على ترميمه فماذا يوسع القوى المحلية الساعية إلى التغيير المنشود أن تعمله والحال هذه طبعا ليس المطلوب من هذه القوى ان تبقى مكتوفة الايدى انتظار نضوج الظروف الدولية والاقليمية التى تتيح التغيير فالمفترض ان تسارع منذ اللحظة إلى بلورة برنامج متكامل للتغيير المنشود لا ينفصل فيه البعد الوطني المقاوم للامبريالية والنيوليبرالية المتوحشة عن الابعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن ثم تكثف الجهود من اجل حشد أوسع للقوى الوطنية الشعبية حول هذا البرنامج بهدف حوض نضال طويل النفس وبمختلف الاشكال لفرض اكبر قدر من التنازلات على مراكز القوى السياسية والاقتصادية العاملة على ترميم النظام المازوم وعلى خط مواز على قوى التغيير أن تعمل ايضا على لملمة اطرافها من انجل تحقيق التغيير المنشود وانتشال البلاد من هذا المستنقع.
……………………………….
الخرطوم 15سبتمبر 2021

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى