رحمة عبدالمنعم يكتب: .. للحقيقة لسان..راية النصر ترفرف في( الحاج عبد الله)
رحمة عبدالمنعم يكتب: .. للحقيقة لسان..راية النصر ترفرف في( الحاج عبد الله)
نهار أمس الأربعاء، أشرقت شمس النصر في الحاج عبد الله جنوب ولاية الجزيرة، حين سطّر بواسل الجيش ملحمة بطولية جديدة أضاءت سماء السودان بالعزة والفداء، بأقدام ثابتة وقلوب لا تعرف الخوف، تقدمت
القوات المسلحة لتحرير المدينة من قبضة المليشيا، في معركة امتدت أربع ساعات ونصف، كانت خلالها أصوات الرصاص ترتفع كأنها أناشيد الحرية، لترسم حدوداً جديدة من الكرامة على خريطة الوطن.
ابطال القوات المسلحة، أولئك الذين ارتدوا عباءة المجد، واجهوا المليشيا ببسالة منقطعة النظير، وألحقوا بها خسائر فادحة ،سبع عربات قتالية تحطمت، وعربة C8 دُمّرت بالكامل، وراجمة 40 دليل صمتت للأبد في ساحات القتال، تخلّت المليشيا عن قتلاها وجرحاها، تاركة وراءها عرباتها المهشمة وأسلحتها التي أصبحت غنائم النصر.
وفي لوحة نادرة من التلاحم العسكري، التقت قوات الجيش القادمة من سنار مع قوات جيش المناقل عند كوبري 57، في مشهد يشبه لقاء النيلين، حيث توحدت الجهود وتعانقت الرايات، لتغدو الحاج عبد الله عنواناً للوحدة والنصر.
الحاج عبد الله ليست مجرد مدينة حُررت، بل هي بوابة الحلم، خطوة كبرى نحو ود مدني التي تلوح في الأفق، تنتظر قبلة الحرية وأغاني النصر ،على الضفة الغربية للنيل الأزرق، حيث تقف المدينة شامخة، تعود الحياة
مجدداً، ويُعاد رسم أمل جديد على وجه الجزيرة، الحاج عبد الله، بتاريخها العريق ومصانعها التي شهدت بدايات صناعة الغزل والنسيج في السودان، تقف اليوم شاهدة على بطولة لا تنسى، إذ باتت رمزاً للصمود في وجه المليشيات، ومفتاحاً لطريق الحرية.
الأرض هناك تتحدث عن شجاعة جنود مروا فوق ترابها، تركوا خلفهم قصصاً تروى للأجيال، في أسواق المدينة، تعالت الدعوات والنشيد الوطني، بينما انتشرت الابتسامات على وجوه الأهالي الذين خرجوا لاستقبال أبطالهم، حاملين الرايات، نساء الحاج عبد الله زغردن فرحاً، والرجال رفعوا أيديهم بالدعاء، فيما علت أصوات الأطفال بالهتاف للجيش الذي أعاد إليهم الأمان والكرامة.
النصر في الحاج عبد الله ليس مجرد صفحة في كتاب المعارك، بل هو قصيدة كتبها السودانيون بدمائهم وإرادتهم ،هو وعد بأن ود مدني قريبة، وأن ولاية الجزيرة ستعود حرة كما كانت، الجيش الذي يمضي بثبات نحو تحرير كل شبر من تراب الوطن، أثبت أن السودان لا ينكسر، وأن رايته ستظل مرفوعة فوق كل مدينة وقرية.
اليوم، تنبض القلوب بفخر الانتصار، والأمل يزهر في كل زاوية من زوايا الوطن. من الحاج عبد الله إلى ود مدني، ومن الجزيرة إلى كل السودان، يحمل الجيش راية الحرية، ويمضي نحو الغد المشرق، حيث لا مكان إلا للسلام والأمان.