مقالات

لواء شرطة( م) عثمان صديق البدوي يكتب:.. قيد في الأحوال..مابين شرفاء مدراء الجمارك الأردنية ومدراء الجمارك السودانية

لواء شرطة (م) عثمان صديق البدوي يكتب:.. قيد في الأحوال..مابين شرفاء مدراء الجمارك الأردنية ومدراء الجمارك السودانية

 

 

نقلت الأخبار أمس ، أنّ مدير عام دائرة الجمارك العامة بدولة الأردن “جلال سالم” ، أصدر بياناً ، أعلن فيه إحالة نفسه إلى التقاعد، وذلك نتيجة تدخلات من بعض الوزراء في الحكومة ، والتي تتعارض مع قناعاته المهنية

والشخصية . وقال جلال في البيان الذي نشره عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “إن تدخلات من بعض الوزراء في الحكومة والتي تعكس عدم معرفة بعمل دائرة الجمارك ، والتي تتعارض مع قناعاتي المهنية والشخصية، حدت بي إلى أن أقرر إحالة نفسي على التقاعد “.

وأضاف :” إنّ هذا القرار نابع من حرصي على الإستمرار في احترام مبادئي والتزامي بمسؤولياتي المهنية التي كانت دوماً محل احترام وتقدير واعتزاز”.

مثلما لكل منزل حرمات لا يجوز دخوله ، إلّا عبر بوابته ، بقرع الباب ، أو الخروج منه بإذن أهله . كذلك الدول .. لها بوابات.. تتمثل في مؤسسات الجمارك ، إنْ صلحت الجمارك ، إنصلح حال دولتها، وإنْ فسدت، فسد حال دولتها!.

وفي السودان الحبيب لنا جمارك قديمة عظيمة بِعِظَم التاريخ، اتخذت من بوابة سواكن التاريخية رمزاً وعنوانا ، فكان الشموخ ، وكانت العِزّة ، عندما شهدتُ لأحد قادتها موقفاً مُشرِّفاً ، إبّان عملي بالجمارك مديراً لإدارة شئون القوة ، هو موقف مكالمة من مسئول ، يطلب من مدير

الجمارك ، دعماً من مال خصّصه قانون الجمارك ، لتحسين معاش القوات ، لضعف المرتبات ، وترغيبها في الكسب الحلال ، فكان رد مدير الجمارك : (هذا المال هو مال ضباط وأفراد ، لتحسين معاشهم ، وليس لي حق أي تصرف فيه كمنح وهبات ! ، هذا المال خصصته اللوائح ،

حوافز لقوات الجمارك ، أوّل السنة ، وربع السنة ، ونصف السنة ، وآخر السنة ، حتي لا يحتاجوا .. ويلتفتوا للحرام المنتشر حولهم .. والنفس أمّارة بالسوء.. ونأسف لعدم تلبية طلبكم ) !، وأنهى المكالمة !… حاول المسئول ، أن يستجدي مدير الجمارك مرةً أخرى ! ، وكان ردّ مدير الجمارك :

(يا سيِّد… نحن كلامنا واضح ، وتاني مرة ما تضرب لي في الموضوع ده ) !!!. وأنهي المكالمة…

وعندما أحسستُ بالكلام “حرَّا” ، استأذنتُ للخروج ب”المرّا “.. وفي نفسي أُردِّد :
“إنصر دينك سيادتك”!

آخر القيود :
الوظيفة … إنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامة.

لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
15 ديسمبر 2024
قيد رقم (284)

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى