د.وليد شريف عبدالقادر يكتب: ..امصال وابر..أفلاطون وحينما يدير الأطباء المستشفيات
د.وليد شريف عبدالقادر يكتب: ..امصال وابر..أفلاطون وحينما يدير الأطباء المستشفيات
أحد أضلاع مربع الصحة النفسية وتمام كمالها كما يذهب علماء النفس هو (الصحة النفسية الانتمائية) ويستفيضون في شرحها قائلين هي الوحدة الحيوية بين الفرد ومحيطه سواء أكان في العمل أو الأسرة،وتظهر ظاهرة الاغتراب أو تغدو حياة الفرد(العملية أو الأسرية أو المجتمعية ) بلا معنى عند انقطاع سلالة هذا النسل أي الوحدة الحيوية بين الفرد ومحيطه في العمل أو البيت أو المجتمع.
▪️والأطباء كأصحاب المهن الأخرى في ارتباطهم الوجداني الشديد بمواقع خبراتهم ومسكن أوقاتهم.، وجامع أشتاتهم أي المستشفيات فهي محيطهم العملي فإليها يهرعون زرافات ووحدانا لتلقي التدريب، وهم طلاب علم لا يعرفون عن الطب إلا إنه حلم جميل وأمل طويل وظل ظليل، وتاج وأكليل،وطبعاً هذا قبل أن يأخذهم في موج
بحره الهادر، و يعرفون ان الطب (طلس) ووهم الأكابر والأصاغر، فبعضون أصابع الندم على قرار الإبحار في سفنه التائهة.. ويقولون يا ليتنا عملنا بابيات الشاعر ابن الرومي:
*لا* أركب البحر أني … *أخاف منه المعاطب*
*طينٌ* أنا وهو *ماء* … *والطين* في الماء *ذائب*
▪️وبين طيات وردية وتوجيهات اختصاصي وتقلب مزاج آخر، وتأخر مرتب وبسمة وصول حافز أو عنت وزارة أو إزهاق معنويات أسرة، لا تنقطع علاقة الأطباء بمستشفياتهم حتى لو لاحت في الآفاق بشارة عيادة خاصة أو الترقي الحميد في تخصص معين ،فودها عندهم ثابت كما ثبتت في الراحتين الأصابع أو كما قال مجنون ليلى قيس ابن الملوح :
*لقد* *ثبتت* *في* *القلب* *منك* *محبةً*
…. *كما* *ثبتت* *في* *الراحتين* *الأصابع*
▪️ مشاكل أضحت تقطن قرص الشمس لا تنطفئ جذوتها ،وجدل لا ينتهي أواره ولا يلقي عصاه فينصب عليها كساه يحدث همساً، ومرات في سخط مبين داخل حوش مجالس السمر الطبي عندما يأتي الحديث بغتة أو قصداً عن التعامل السيئ لأطباء المستشفيات وبعض مَنْ
يتقلدون المناصب الإدارية الرفيعة بها من زملاء المهنة ، وطبعاً جلهم أصحاب منهج أتى بي الزمان الأغبر على حين غفلة رقابية من دقة ورقي ضابط التأهيل وغنى النفس بالمقدرات والأفق الإداري الواسع ..والغريب في
الأمر أن أفراد هذه الإدارات(السجمانة) هم نفسهم ذاقوا وبال وويلات هذا التعامل الإداري المحبط الضئيل ، عندما كانوا في شرخ التدرج الطبي وسلالم الصعود في حماس وترقب ولكن كما أقول أهم خاصية عند بعض غير الأسوياء حينما يتقلدون المناصب هي رفع شعارهم الأثير(الكراسي تُنسي المآسي)
▪️الطبيب الذي يتمتع بخلق رفيع وفضائل جمة (أو الذي وقر الطب بسمو قدسية رسالته في قلبه) ؛ بالتأكيد ينعكس ذلك علي ما يتقلده من مناصب سواء أكانت إدارية أو عملية ، وقديماً كتب أفلاطون في مدخل أكاديميته (أول مؤسسة للتعليم العالي والبحث العلمي
في العالم) عبارة تقول (ممنوع الدخول لمن لا يعرف الرياضيات) فينبغي علي وزارة الصحة السودانية أن تكتب علي بوابة مستشفياتها : (ممنوع الجلوس علي كراسي مناصب المستشفيات الإدارية .. مَنْ لا يتعامل بسمو ونبل الزمالة مع أفراد القبيلة الطبية)
▪️وفي الختام حتى الملتقي أعزائي القراء أسأل الله لكم اليقين الكامل بالجمال حتى يقيكم شر الابتذال في الأشياء.