إبراهيم شقلاوي يكتب: ..وجه الحقيقة..السعودية 2030: ريادة عالمية وفرص اقتصادية
إبراهيم شقلاوي يكتب: ..وجه الحقيقة..السعودية 2030: ريادة عالمية وفرص اقتصادية
في خطوة تاريخية تعكس ريادة وتميز المملكة العربية السعودية وهي تنفذ رؤيتها المستقبلية للتنمية والازدهار، أعلنت المملكة رسميًا في 11 ديسمبر 2024 عن فوزها بتنظيم بطولة كأس العالم 2034. هذا الإنجاز الكبير جاء بعد منافسة حامية، ليؤكد مكانة السعودية الريادية في
العالم على الصعيدين الرياضي والاقتصادي. عبر هذا القرار للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، أصبحت المملكة أول دولة تجمع بين الأفكار والإمكانات والطموح في تاريخ المنطقة العربية والعالم الإسلامي، تُمنح شرف استضافة هذه البطولة العالمية بمشاركة 48 منتخبًا من مختلف قارات العالم.
لذلك جاءت التهنئة الصادقة التي وجهها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي عهد المملكة العربية السعودية، لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بمناسبة فوز المملكة بتنظيم البطولة، والتي لم تكن مجرد
تعبير عن الفخر، بل كانت تجسيدًا لإرادة قوية وعزيمة لا تلين في مسار تحقيق الأهداف الوطنية الناهضة. وقد أوضح ولي العهد أن المملكة تملك جميع الإمكانات لتحقيق طفرة في عالم كرة القدم، بدءًا من تطوير اللعبة وصولًا إلى نشر قيم السلام والتسامح والمحبة في
مختلف أرجاء العالم. لذلك كانت استعدادات مبهرة وتجهيزات على أعلى مستوى؛ فالسعودية لم تكتفِ بممارسة دورها الرائد في كرة القدم، بل تجاوزت ذلك بكثير، حيث قدمت ملفًا شاملاً ومتكاملاً يضمن تقديم حدث استثنائي.
وفقًا لهذا الملف، ستحتضن المملكة البطولة في 15 ملعبًا موزعة على خمس مدن هي: الرياض، جدة، الخبر، أبها، ونيوم. كما تم تحديد عشرة مواقع مميزة لإقامة مهرجان المشجعين، بما في ذلك موقع ضخم في حديقة الملك سلمان بالرياض. تأتي استضافة كأس العالم 2034 كجزء
من رؤية السعودية 2030 التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للاقتصاد والرياضة والتنمية. وقد أظهرت المملكة خلال السنوات الماضية قدرتها على تنظيم فعاليات رياضية
ضخمة وناجحة، من بينها كأس العالم للأندية وسباق الفورمولا “1”. هذا النجاح ليس مجرد مصادفة، بل هو نتاج استراتيجية واضحة تم تنفيذها بدقة واحترافية ووعي جسّد عظمة القيادة، لذلك جاء الاحتفاء العالمي بتفوق الملف السعودي.
كما جاءت الإشادات العالمية لتؤكد قدرة المملكة على إحداث تحول ملموس في الساحة الرياضية العالمية. حيث أكد العديد من المسؤولين الرياضيين في العالم العربي، من بينهم الأمناء العامّون للاتحادات الرياضية في لبنان وعمان والبحرين والعراق، أن هذا الفوز يعكس
التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة في مجال الرياضة. وأشاروا إلى أن هذا الحدث سيكون نموذجًا عالميًا يُحتذى به، حيث يمتلك الملف السعودي عناصر النجاح الاستثنائية، من بنية تحتية رياضية حديثة إلى دعم حكومي وشعبي غير مسبوق.
لذلك يرى خبراء أن الشباب السعودي يجب أن يكون في قلب الحدث. فالمملكة، كما هو معلوم، لم تقتصر على المرافق التعليمية والرياضية فقط، بل استثمرت في إلهام شبابها وبناء قدراتهم في كافة المجلات . إذ تم تنظيم العديد من المبادرات المبدعة، مثل الجدارية الضخمة التي
رسمها 300 طالب وطالبة في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، تعبيرًا عن الفخر الوطني والتطلع إلى المستقبل. هذه المبادرات لا تمثل فقط شغف الشباب السعودي بالرياضة، بل هي رسالة واضحة من الجيل الجديد للعالم، بأن المملكة على استعداد لاستقبال هذا الحدث الكبير بكل طاقتها وإمكاناتها .
في جانب آخر، يسعدني باسم الشعب السوداني وكافة القطاع الرياضي أن أتقدم بالتهنئة والإشادة على هذا النجاح المميز، والتبريكات للمملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، بمناسبة فوزها التاريخي بتنظيم كأس العالم 2034. إن هذا الحدث الرياضي الكبير ليس مجرد إنجاز رياضي للمملكة فحسب، بل هو مصدر فخر واعتزاز
للأمة العربية والإسلامية بأسرها. في هذه المناسبة العظيمة، يتمنى الشعب السوداني أن تواصل المملكة جهودها الكبيرة في استعادة الأمن وتحقيق السلام في السودان، ليتمكن الشباب السوداني من المشاركة الفاعلة
في هذا الحدث العالمي الهام. لا شك أن استقرار السودان سيسهم في تقديم أفضل دعم لهذا الحدث الكروي الكبير. ونحن نؤمن بأن كأس العالم 2034 ستكون طفرة غير مسبوقة في تاريخ تنظيم البطولة على مستوى العالم.
ومن الضروري أن نأخذ في الحسبان أن مثل هذه الفعالية الكبرى تتطلب التحضير المبكر والتنسيق المثمر المستمر بين مختلف الأطراف. فالتحضيرات لهذا الحدث الاستثنائي تتطلب استعدادات شاملة على كافة الأصعدة،
بدءًا من تجهيز البنية التحتية وصولًا إلى إعداد المنتخب السعودي “الأخضر” الذي يتوقع له المراقبون إحراز هذه البطولة، حيث يعتبر من أميز المنتخبات العربية التي ظلت تحرز نتائج جيدة خلال كافة المشاركات الإقليمية والدولية.
عليه، وبحسب وجه الحقيقة، فإن هذا الحدث المهم يجعل استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034 ليس مجرد حدث رياضي استثنائي، بل هي خطوة استراتيجية تعكس التزام المملكة بتطوير الشباب وتعزيز فرص الاستثمار في جميع القطاعات. هذا الحدث الكبير سيكون منصة لتمكين الجيل الجديد من المبدعين
والمبتكرين، حيث يُتوقع أن يسهم في خلق فرص عمل وتنمية المهارات وبناء القدرات، مما يعزز دور الشباب في المجتمع ويساهم في بناء اقتصاد قوي ومتعدد المصادر. كما أن البطولة ستكون محفزًا هامًا للاستثمار في البنية التحتية والقطاعات المرتبطة بالرياضة والسياحة، مما
يفتح أبوابًا واسعة لفرص تجارية جديدة. من خلال هذا الحدث، تؤكد المملكة على قدرتها في دمج الرياضة مع التنمية الاقتصادية، وتستثمر في إرث طويل الأمد يسهم في تحقيق رؤية 2030، مما يعزز مكانتها كمركز عالمي للابتكار والنمو والسلام.
دمتم بخير وعافية.
الجمعة 13 ديسمبر 2024 م Shglawi55@gmail.com