عروض عالمية وقصص إنسانية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي
تحت شعار “للسينما بيت جديد” وبمشاركة ما يقارب من 125 فيلما من 50 دولة إلى جانب الجلسات النقاشية والتكريمات انطلقت يوم الخميس الخامس من ديسمبر/كانون الأول فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وتستمر حتى 14 من الشهر الجاري.
ويقدم المهرجان في الدورة الرابعة تجارب سينمائية متنوعة بين الأفلام الروائية، والوثائقية، القصيرة والطويلة، إضافة إلى عروضه الخاصة التي تحتفي بالثقافات المختلفة.
استثنائية من جنوب مصر إلى شمالها برفقة أسرته ومدرسة الموسيقى التي ينتمي إليها، في سبيل تحقيق حلمه الكبير.
حكايات وقصص إنسانية في المسابقة الرسمية
تتناول المسابقة الرسمية مجموعة من الأفلام العالمية التي تقدم قصصا مؤثرة عن الهجرة، واستكشاف الذات، ومعاناة الحياة اليومية.
ومن أبرز المشاركات، يُعرض للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط فيلم المخرج الفلسطيني مهدي فليفل “إلى أرض مجهولة”، بعد أن حصد اهتماما واسعا في عدد من المهرجانات العالمية، أبرزها مهرجان كان السينمائي.
ويسرد الفيلم حكاية شقيقين فلسطينيين، شاتيلا ورضا، يفران من مخيمات لبنان متجهين إلى شمال أوروبا، على أمل إيجاد حياة أفضل واستكمال رحلة اللجوء إلى ألمانيا. لكنّهما يواجهان مصيرا مختلفا حين يجدان نفسيهما عالقين في أثينا
وتضم المسابقة الفيلم المصري “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” للمخرج خالد منصور، ذلك بعد مشاركة الفيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي، والفيلم بطولة ركين سعد وعصام عمر، وتدور أحداثه حول حسن الشاب الثلاثيني الذي يحاول إنقاذ كلبه “رامبو” ويعيد اكتشاف نفسه خلال رحلة إنقاذه الكلب.
ومن مصر أيضا يعرض فيلم “سنو وايت” إخراج تغريد أبو الحسن، وتدور الأحداث حول فتاة تشترك على موقع بغرض الزواج، وتخفي أنها من قصار القامة أملا أن يغفر لها العريس بعد أن يقع في حبها.
ويعرض أيضا فيلم المخرجة العراقية النمساوية كوردوين أيوب “قمر”، وتدور أحداثه حول بطلة سابقة للفنون القتالية تبحث عن بداية لحياة جديدة، وتذهب إلى الأردن وهناك تلتقي 3 شقيقات تعيش معهن في قصر منعزل.
وبإنتاج مشترك بين العراق، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة، وهولندا يشارك فيلم “أناشيد الدم” من إخراج عدي رشيد حول الطفل آدم الذي يحاول إيقاف مرور الزمن داخله، وفي نفس الوقت يستمر في مراقبة حياة المقربين له.
وفيلم “الذراري الحمر” للمخرج لطفي عاشور، والفيلم إنتاج مشترك بين تونس، والسعودية، وقطر، وبلجيكا، وبولندا، ويطرح الفيلم أزمة نفسية لصبي صغير “أشرف” يهرب إلى عالم الخيال بعد أن شاهد مقتل ابن عمه.
يُعرض فيلم “عايشة” للمخرج التونسي مهدي البرصاوي، ضمن إنتاج تونسي قطري مشترك، الذي يقدم رؤية إنسانية فلسفية. وتدور أحداث الفيلم حول “آية”، التي يظن المحيطون بها أنها فقدت حياتها في حادث مأساوي، بينما تختار في الواقع بناء هوية جديدة وعيش حياة مختلفة كليا. وهذا الخيار الجريء يضعها أمام تحديات ومخاطر كبيرة.
ومن الجزائر، يشارك فيلم “بين وبين” للمخرج محمد لخضر تاتي في المسابقة الرسمية، وتدور أحداثه في عالم التهريب على الحدود التونسية الجزائرية من خلال البطل الذي يتورط في عمليات تزيد من المخاطر حوله.
وتتضمن المسابقة الرسمية مجموعة من الأفلام المميزة من مختلف أنحاء العالم، من بينها الفيلم السعودي “صيفي” للمخرج وائل منصور، الذي يعود بالمشاهد إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي. وتدور أحداث الفيلم حول تاجر شرائط كاسيت يكتشف شريطا يحتوي على أسرار حساسة، مما يدفعه إلى ابتزاز رجل أعمال نافذ.
كما يبرز الفيلم الهندي “أولاد ماليجون الخارقون” للمخرجة ريما كاجتي، الذي يستوحي قصته من حياة نصير شيخ، صانع الأفلام الهندي الذي أعاد مع أصدقائه إحياء أفلام بوليود الكلاسيكية بلمسة مبتكرة.
إلى جانب ذلك، تضم المسابقة أفلاما متنوعة من عدة دول، منها الفيلم السويسري “حانامي” للمخرج دينيس فرنانديز، والفيلم الهولندي “أغنية سيما” من إخراج رؤيا سادات، والفيلم الإيراني “السادسة صباحا” للمخرج مهران مديري.
كما تشمل القائمة الفيلم الماليزي “لقتل حصان منغولي” للمخرج شياوشوان جيانغ، والفيلم البنغلاديشي “سابا” للمخرج مقصود حسين، وأخيرا الفيلم الصيني “صديقي آن ديلي” من إخراج دونغ زيجيان.
عروض خاصة في روائع عربية
تشهد الدورة الرابعة من المهرجان تقديم عروض خاصة لعدد من الأفلام العربية المميزة. من بينها الفيلم المصري “عبدو وسنية” للمخرج عمر بكري، الذي يتناول قصة زوجين من الريف المصري يهاجران إلى نيويورك، حيث يواجهان تحديات وصراعات في عالم يموج بالتمرد. كما يُعرض الفيلم السعودي “سلمى وقمر” للمخرجة عهد كامل، الذي يروي حكاية سلمى التي تعاني من غياب والدها وتجد الراحة في صداقة تجمعها بسائقها السوداني.
ومن السعودية أيضا، يشارك فيلم “هوبال” للمخرج عبد العزيز الشلاحي، الذي يسلط الضوء على عائلة بدوية تعيش في عزلة وسط الصحراء، تواجه خطر الأمراض المعدية التي تودي بحياة أحد أفرادها. بينما يعرض فيلم “ليل نهار” للمخرج عبد العزيز المزيني، والذي يحكي عن مغني أوبرا محبوب تتعرض حياته لاضطرابات كبيرة بعد انتشار فيديو يتهمه بالعنصرية.
والذي يتناول حياة الفنان الإيطالي أميديو موديلياني.
أما فيلم الختام، “رجل أفضل”، فيستعرض السيرة الذاتية لنجم البوب البريطاني روبي ويليامز. وتشمل العروض العالمية أيضا فيلم “نابولي-نيويورك” للمخرج غابرييل سالفاتوريس، المستوحى من قصة لفيديريكو فيليني، والذي يروي مغامرة طفلين يختبئان على متن سفينة متجهة إلى نيويورك بعد الحرب العالمية الثانية. بالإضافة إلى فيلم “أربعون فدان” للمخرج آر تي ثورن، الذي يحكي عن أم تكافح لحماية أسرتها من آثار تغير المناخ، وفيلم “نحن نعيش في الزمن” بطولة أندرو جارفيلد وفلورنس بوغ.
كنوز مرممة
يتضمن المهرجان عروضا لأفلام كلاسيكية بعد ترميمها، منها “اضحك الصورة تطلع حلوة” للمخرج شريف عرفة وبطولة أحمد زكي وليلى علوي، و”العيش والملح” للمخرج حسين فوزي وبطولة نعيمة عاكف، و”شفيقة ومتولي” للمخرج علي بدرخان وبطولة سعاد حسني وأحمد زكي. كما يُعرض الفيلم الأميركي الكلاسيكي “هيت” للمخرج مايكل مان، بطولة روبرت دي نيرو وآل باتشينو.
وفي تصريح لأنطوان خليفة، مدير البرامج العربية وكلاسيكيات الأفلام بالمهرجان، أكد أن هذه الأفلام تعكس التاريخ الغني للسينما المصرية والعالمية، وتسهم في استعادة بريق الأعمال السينمائية الخالدة.
التكريمات
يكرم المهرجان هذا العام عددا من الأسماء البارزة في عالم السينما. من بينهم الممثلة الأميركية فيولا ديفيس تقديرا لمسيرتها الفنية، والممثلة المصرية منى زكي التي علقت عبر حسابها على إنستغرام “أعرب عن خالص امتناني لمجلس إدارة المهرجان لتقديرهم لرحلتي الفنية”. كما يتم تكريم الممثل الهندي عامر خان الذي وصف هذا التكريم بأنه تجربة ملهمة، وأعرب عن شغفه بالسينما وتطلعه للتعلم من زملائه المبدعين.
أما الممثلة البريطانية إيميلي بلانت، فقد عبرت عن فخرها بهذا التكريم وأشادت بجهود المهرجان لدعم المواهب الجديدة وتمكين المرأة في صناعة السينما.
جلسات نقاشية
يشهد المهرجان جلسات نقاشية مع نخبة من صناع السينما، تشمل الممثل السعودي إبراهيم الحساوي، والممثل مشعل المطيري، والممثلة الماليزية ميشيل يوه، والنجم الأميركي نك جوناس، والممثلة أوليفيا وايلد، بالإضافة إلى جلسات مع المكرمين لمناقشة أعمالهم وتجاربهم الفنية.