رحمةعبدالمنعم يكتب: ..للحقيقة لسان..فرحٌ يقاوم الحرب
رحمةعبدالمنعم يكتب: ..للحقيقة لسان..فرحٌ يقاوم الحرب
على أرضٍ ترتجف تحت وطأة الحرب، يرفض أهل السودان الاستسلام للدمار، كأنما كتبوا على أنفسهم أن يكونوا منارات للحياة في قلب الظلام، وأن يشعلوا شموع الأمل حتى وسط العواصف، في زمن يترنح فيه كل
شيء، تتقدم الأفراح صفوف المقاومة، لتعلن أن الإنسان أقوى من الخراب، وأن للحياة صوتاً أعلى من صوت المدافع
في السودان اليوم، ارتفعت نسب الزواج كأنها موجة دفعت بها رياح الإصرار، بين جراح الأرض وأحزان البيوت، قرر الناس أن يزرعوا الفرح، وأن يحولوا أوجاعهم إلى أعياد، وكأنهم يقولون بصوت واحد: “نحن هنا، ما زلنا نحيا، وما زلنا نؤمن بالمستقبل”
في تقارير رسمية وفي فضاءات وسائل التواصل الاجتماعي، تجد صور العرسان تتصدر المشهد، كأنها لوحات أمل ترسمها أيادٍ تعبت من البكاء، وأرادت أن تغني،
وجوه مبتسمة، قلوب تعاهدت على الحب، وأيدٍ تمتد لتعيد بناء ما تهدم، إنها قصص الحب التي لم تختر أن تنتظر نهاية الحرب، بل قررت أن تبدأ الآن، في مواجهة كل شيء
لست بعيداً عن هذه الحكاية، كاتب هذه السطور اختار أن يتزوج في زمن الحرب، كإعلان صريح أن الحب هو القوة الأعظم، وأنه حتى في أحلك الظروف، يمكن للأمل أن يجد له مكاناً
ما يحدث اليوم في السودان ليس مجرد أفراح؛ إنه فعل مقاومة، وعلامة على أن السودانيين لا ينهزمون بسهولة، في قراهم ومدنهم، ينسجون من الألم أعراساً، ومن الحطام أحلاماً جديدة، لقد أصبح الزواج رمزاً للصمود، وللقدرة على الاستمرار رغم كل ما يحيط بهم
هكذا هو الإنسان السوداني: يقف على حافة الجراح، ينظر إلى المستقبل بعينين مليئتين بالإصرار، ويعلن أن الحياة ستظل أقوى من الموت ،ففي زمن الحرب، الأفراح ليست مجرد مناسبات عابرة، بل هي رسائل صامتة تقول: “سنعيش، وسنبني، وسننتصر”