محمد طلب يكتب: (القوالات) في الأغنية السودانية
محمد طلب يكتب: (القوالات) في الأغنية السودانية
دائماً أكرر أن الأغنية السودانية بها سجل تاريخي عظيم لحياتنا لم نُخضِعه للدراسة المتعمقة و أظن أنه مدخل وبوابة كبيرة لمعرفة بعض التفاصيل والسمات العامة عن الشخصية السودانية وكثير من التفاصيل المتعلقة بها في جوانب تم التطرق لها في الاغاني تفصيلاً والتي غالباً
تتطرق للعلاقات الإنسانية وقصص الحب والغرام التي يبدأ منها تكوين المجتمعات أو ربما تمثل فشلاً في بداية جيدة نتيجة خلل مجتمعي أو سوء فهم لطبيعة العلاقات بين الجنسين….
مما يولد الخوف والتناقض وسبق تناولنا لذلك في اغنية بخاف لابوعركي
السودان قطر شاسع مترامي الأطراف لا يعرفه حتي مواطنيه و الموجودين بداخله و ذلك لأسباب متعددة لا مجال لها في هذه المساحة وبالتالي فإن الغناء وفنونه
المختلفة باختلاف المناطق والبيئات المتنوعة وهو تنوع رائع للغاية لكنه بدلاً أن يكون نواة لخلق و دعم الخير و الجمال جعله البعض نواة لخلق كل قبيح و سريع في دعمه ..
لا ادري مثلاً لماذا انتشر منذ وقت بعيد مصطلح الأغنية (الامدرمانية) ليعبر عن مشروع الغناء في السودان باكمله وتطوره … في حين أن ما يُعرف (بالأغنية الامدرمانية)لا
يمثل الأغنية السودانية بالمفهوم الواسع رحم الله الدكتور عبد الله حمدنا الله ابن التكينة الجريحة فقد كان له رأي جرئ وصريح أن (الأغنية الامدرمانية) اغنية مصنوعة مثلها مثل امدرمان نفسها…
لكنا هنا نقول ربما هي محاولة تعبر عن تلاقح ثقافات لكنها في ذات الوقت كانت خصماً علي غيرها نسبة لحظها الإعلامي الوافر
كما لاحظت في بدايات فترة حكم الانقاذ انتشرت( اغنية الشايقية) بشكل كثيف رغم أنها حقيقة ليست اغنية لقبيلة الشايقية بدليل أن اساطينها في الغناء ليس من
القبيلة التي سميت الأغنية بإسمها وكذلك ظهرت (أغنيات الربابة) وانتشرت اغنيات ارض البطانة في العقد الأخير من الانقاذ فهل كان كل ذلك أمر طبيعي ام أن هناك صناعة تبعته؟؟ … لا ادري ..!!!!؟
عموما هذا أمر بحث طويل تضيق به مساحة المقال
لكني كنت قد طرحت في قروب (سمار البادية والقافية) أثناء هذه الحرب موضوع البحث عن (القوالات في الأغنية السودانية) ومحاولات الولوج عبرها لسمات
الشخصية السودانية ومدي تأثير (قالوا وقلنا ) في حياتنا العامة وقد وجد الأمر قبولاً محدوداً ومشاركات من الاعضاء لا تتعدي اصابع اليد الواحدة رغم أن القروب تقارب عضويته المئتي عضو من الأدباء والشعراء والنقاد
والفنانين والتشكيليين والمثقفين وأصحاب الدرجات العلمية الرفيعة ولا يخلو من (العنقالة) أمثالي …القلة المشاركة كانت تري أن الموضوع مهم ويصلح أن يكون كتاباً إلا أن الإشراف و(السلطة) كان له رأياً اخر وهو أن الأمر به (جرجرة) نحو السياسة الممنوع تناولها في سياسة القروب و سئياته..
فرأيت أن أكتب مقالاً يحمل إشارات ويسلط الضوء علي موضوع (القوالات) في الأغنية السودانية و افتح هذا الباب و الذي استوقفتني فيه اغنية مختلفة تطرح الموضوع ليس فقط مجرد طرح لكنها تحمل الحل… فقد
اتخذت الاغنية قراراً واضحاً بعزيمة قوية تجاه (القوالات) معترفة بها و بأثرها في العلاقات الإنسانية ومضادة لها ومتحدية لها في ذات الوقت وهي تتحدث عن أكثر أنواع القوالات تعقيداً في اغنية الفنان الراحل محمد الامين :-
*مهما تقولوا قالوا*
فهي (قوالة عن قوالة) اي أنها( قوالة) مركبة وهي اخطر أنواع (القوالات) فكان الرد عليها:-
*مش رايحين تنالوا*
يعني أن القوالة لها غرض …كما استوقفني في هذا الجملة أنها لا تحمل روح سودانية خالصة (مش رايحين تنالوا) واللا أنا غلطان؟؟!!
ومهما فعلتم من قوالات لن تنالوا
*مني ومن حبيبي حبيبي حبيييييبي*
أنها روح متمردة وصارخة لاااا للقوالات
والقوالات جلبت لنا المهالك وهي فاعلة في هذه الحرب بلا شك ..و نعود أن شاء الله
سلام
محمد طلب