حوارات

الكاتبة ريم السباعي : القلم هو اللسان الثاني للمرء

حوار| هيثم الطيب

الكاتبة ريم السباعي : القلم هو اللسان الثاني للمرء

 

مدخل:-
حدثنا قلمنا بأن حوارها سيكون مختلفا كثيرا،لعمق فيها والتجربة عندها ظافرة بكل معاني الكلمة،فمن هي هذه الظافرة،تقول قيمتها الإبداعية (ريم السباعي،
كاتبة مصرية حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ جامعة عين شمس
صدر لي مجموعة قصصية (فانتازيا) بعنوان رحالة في جزر العجائب وعدد من الروايات وهي: (روايات رومانسية) ويعود ليلقاها ونعم! أهواه ،(روايات بوليسية)شجرة في الخريف ودعوة إلى البيت المهجور
(رواية اجتماعية) على حافة البركان
بالإضافة إلى عدد من القصص القصيرة وهي:
حديث هر
كوكب رنين
لقاء بعد الرحيل
المرأة التنين
قداحة الزمن
وقصة قصيرة جدا بعنوان خريطة الكنز
يصدر لي مقالا أسبوعيا ضمن سلسلة “دار في خاطري” على منصة كلمتنا الثقافية.

+ قليلا قليلا يتأرجح حلم الكلمة،وكثيرا كثيرا يقلق حلم الرواية فينا، إلى أين نمضي..؟

القلم هو اللسان الثاني للمرء، فكما سيحاسب الإنسان على ما يقول، فإنه سوف يحاسب أيضا على ما يكتب، وعندما يتملك الإنسان  حلم الكتابة  فلابد أن يضع نصب عينيه مدى تأثيره في نفوس وعقول القراء، وتلك المسئولية التي لابد أن يتحملها من أجل تقديم كل ما هو راقي ومفيد، فالحلم لابد له من الموهبة والجهد من أجل إنتاج رواية قيمة للقارئ، فنحن نمضي في طريق مجهول أتمني أن يكون أخره نور ، والتوفيق من عند الله.

+ كيف نقرأ المرأة من خلال أدب المرأة،وهل أنت من التيارات الرافضة لتصنيف الأدب إلى دائرة (أدب المرأة)..؟
لقد انفرد الأدب عن غيره من المجالات الإبداعية بتصنيف خاص بالمرأة، فلا نجد مثل ذلك التصنيف في الرسم أو الموسيقى مثلا، إذا كان هذا التصنيف ظهر ليشير إلى الأقلام النسائية في المجال الأدبي فإن وجوده أو عدمه لا يشكل أي تمييز أو اضطهاد للمرأة، لأن للمرأة دورها البارز والفعال في جميع المجالات وليس الأدب فقط، وإذا كان ظهوره يشير إلى قضايا المرأة، فلابد من نشر الوعي بكل ما يخص المرأة من حقوق وواجبات وحرية في الإطار الذي حدده لها الله، دائما ننظر إلى قضايا المرأة ونراها عويصة، ونبحث عن حلول لها، ونتناسى الحلول الجذرية وهي اتباع تعاليم الله عز وجل في القرآن والسنة، وهذا رأيي.

+ الوعي (مفردة أديبة) ضد الخوف،المحاصرة،
الهزيمة،الإضطهاد،هل الأدب في الوطن العربي يحاول صناعة الوعي المفتقد عندنا..؟

قديما كان الأدب يصنع الوعي من خلال المفكرين الذين أثروا الأدب بفكرهم وثقافتهم، داعين إلى التعلم ونبذ الجهل، ففي العلم والوعي الحل الأمثل لجميع المشكلات، ونحن في وقتا هذا في أشد الحاجة إلى الوعي الذي يخرجنا من غياهب هذه الأيام، فالعلم ليس بإتقان القراءة والكتابة فقط، والوعي ليس بمعرفة كل ما يدور من حولنا فقط، بل بإدراك حجم المعاناة وإيجاد الحلول المناسبة لها على الصعيد العام وليس على الصعيد الفردي.، كم أتمنى أن يصنع الأدب الحالي ذلك الوعي المفقود.

+ الذي يقترب من قراءتك كروائية وكان سؤاله: هل في حركة الأدب العربي خطابا رمزيا رافضا لكل التعقيدات المركبة مذهبيا،عرقيا،ثقافيا..؟

بالتأكيد هناك كتابات ترفض تلك التعقيدات، وفي كتاباتي فإنني لم ولن أنحاز إلى مذهب أو عرق، ولكنني أنحاز إلى مفهومها الواسع الشامل لشتى المجالات، والذي لا يقتصر على نوع أدبي بعينه، أو علم بعينه.

+ كيف نصل لمرحلة الإستقرار الروحي الثقافي،والأدب في ظني يبحث عن ذلك في مجتمعاتنا..؟
نصل إلى ذلك من خلال الثقافة والوعي والفكر الإيجابي، فلابد أن يحملهم الأدب في طياته، فهو الأقرب دائما إلى النفس البشرية في كل زمان ومكان.

+ هل تكون الرواية في عالمنا العربي،الإشارة القادمة لنا في تكثيف فكرتنا الكتابية بعملية إختزال تشكل جزءا من مسارات مختلفة وجديدة..؟

في رأيي لابد أن تحتوي الرواية على أفكار جديدة، أو تتناول أفكار قديمة بشكل مختلف، وأن تحوي معلومات متنوعة، حتى تصل بعقل القارئ إلى التفكير العميق، وإما أن تغير فكر سلبي لديه، أو تمهد السبل للتفكير في الأفكار والموضوعات المطروحة من خلالها، فإما يتفق القارئ مع الكاتب وإما يختلف معه، وعندما يختلف لابد أن يكون ذلك الاختلاف عن وعي وإدراك، والرواية دائما تتميز بالإبداع، ولا شيء يعوق الإبداع.

+ كتاباتك كلها نعرف فيها الجمال كعلاقة بينك وبين كل الإحتمالات،هل أنت في ثورة جمالية ضد (…….).. ؟
ضد الواقع الأليم، ضد الشر والظلم، ضد الأقنعة المزيفة، والعادات البالية التي تعوق التقدم والرقي، فدائما رواياتي تأخذ القارئ إلى عالم يشبه عالمنا ولكنه ليس هو، مع أشخاص مثلنا ولكنهم ليسوا منا.

+ نحن في عالمنا العربي نبحث عن بديل أكثر جدارة من الأسطورة ليصنع لنا قوى مركزية في داخلنا ويمارس فعل إيجابي في بناء ذهني ونفسي ثم وجداني..؟
الأسطورة هي قصة خيالية نسجها خيال الإنسان القديم ليفسر غموض ما حوله مما لم يستطع عقله تفسيره وإدراكه، وأعتقد أننا الآن لسنا بحاجة إلى أسطورة أو بديل لها في هذا النطاق، بل بحاجة إلى ثقافة ووعي وإدراك بواطن الأمور وعواقبها، لتحقيق ذلك لابد من مساهمة الأدب بشكل فعال في إلقاء الضوء على أفكار وموضوعات بعينها تساعد على تغيير الفكر السلبي، أو خلق مجالا للعقل كي يفكر بشكل إيجابي.

+ ماذا يقلق القلم أكثر عندما يكون في يد ناقدة..؟
إن النقد الإيجابي البناء لا يقلق، سواء كان هذا النقد موجها إلى كتاباتي أو أوجهه أنا، أما النقد السلبي الهدام فهذا لا أحبذه إطلاقا، أما ما يقلقني من قراء كتاباتي فهو القارئ غير الواعي الذي يطلق أحكامه دون إدراك ما يحمله النص الأدبي من رسائل غير معلنة.

+ ماذا عن صناعة الشخصية الثقافية العربية على مدى تأريخنا..؟

إن تاريخنا زاخر بالشخصيات الثقافية والعلماء والمفكرين، فالحديث عن الشخصيات البارزة في العالم العربي لابد أن يبدأ عند العلماء الموسوعيين، وكيف ألموا بشتى العلوم المختلفة والمتنوعة، فيعتبر عصرهم أزهى العصور العلمية والثقافية، ثم تأتي مرحلة ركود ينبثق منها مجموعة من المفكرين العرب أثروا عصرهم بالفكر الناضج، وكان لهم دورهم البارز في نشر الوعي والثقافة، أما في عصرنا الحالي فوطننا العربي يضم مجموعة من المثقفين يبذلون قصارى جهدهم في نشر الثقافة، ولكن للأسف هناك من ينبذ هذه الثقافة ليضع معايير مختلفة للثقافة بعيدة بعض الشيء عن المفهوم المتعارف عليه للثقافة.

+ الأصوات الجديدة في عالمنا الأدبي في بلادنا العربية كيف هي وماهي المحاصرة التي تحيط بهم..؟
لدينا في عالمنا العربي أقلاما مميزة بحاجة إلى إلقاء الضوء عليها بشكل صحيح، يقيدها الذوق العام للقارئ الذي أصبح يرفض الثقافة الممثلة في المعلومات في شتى المجالات، مفضلا للرعب و الفانتازيا وما شابه ذلك، مما يؤثر بدوره على اختيار دور النشر للأعمال التي يتم نشرها وذلك للربح المادي، وهذا بالتأكيد لا ينطبق على جميع القراء، أو جميع دور النشر بل ينطبق على فئة معينة، ولكنها تركت أثرها السلبي على الأقلام الواعية.

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى