مقالات

الفاضل محمد محمد خير يكتب: أعظم جريمة في التاريخ

الفاضل محمد محمد خير يكتب: أعظم جريمة في التاريخ

 

إلى من يقرأ هذه الكلمات ويتدبر معانيها.. في مسيرة التاريخ الطويلة، لم تعرف الإنسانية جريمة أبشع وأفدح من جريمة خيانة الإنسان لوطنه. قد يخون المرء صديقًا، وقد يظلم جارًا، وقد يرتكب من الآثام ما يشيب له

الولدان، ولكن خيانة الوطن جريمة لا تُغتفر، لأنها تستهدف جوهر الوجود ومعنى الانتماء.
الوطن ليس مجرد بقعة جغرافية تُرسم حدودها على خرائط، وليس رقعة أرض يتنقل المرء فوقها بحرية.

الوطن هو الهوية، هو الانتماء الذي يسري في عروقنا كما يسري الدم. هو الماضي الذي يختزل فيه آباؤنا وأجدادنا تضحياتهم، وهو الحاضر الذي نبنيه بعرق جبيننا، وهو المستقبل الذي نحلم أن نتركه ميراثاً لأبنائنا.

أن يخون المرء وطنه يعني أن يخون دماء الشهداء التي سالت من أجل أن يظل هذا الوطن صامدًا شامخًا. خيانة الوطن هي طعن في ظهر كل من ضحى من أجل رفع رايته، وطمس لكل القيم التي شكلت أساس نهضته.

الخيانة للوطن ليست مجرد فعل فردي بل هي جريمة تُصيب الأمة في مقتل، وتقوض أركانها، وتدفعها إلى مهاوي الفناء.

في التاريخ، عبر الأمم والشعوب، لم تكن الخيانة إلا مفتاحاً للانهيار، وبوابة للذل والمهانة. ومن يخون وطنه ليس سوى عدو متخفٍ، يطعن أهله وأرضه وكرامته من حيث لا يحتسبون. ولا عذر لمن يمد يده إلى أعداء أمته،

متخليًا عن قدسية الانتماء لأرضه، فإن الفقر والغربة وكل شظف العيش يمكن احتماله، أما خيانة الوطن فهي السقوط الذي لا يُغفر، والانهيار الذي لا قيام بعده.
فلنتذكر دومًا، أن الوطن يستمد وجوده من وفائنا له،

وأننا بحماية ذرات ترابه نحمي أنفسنا وأبناءنا. وكلما رفعنا رايته عاليةً خفاقةً، كنا نعيد للإنسانية قيمتها ومعناها، ونتجنب السقوط في هاوية الخيانة.

والله من وراء القصد

الفاضل محمد محمد خير

ناظر قبيلة القراريش

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى