حوارات

معاوية بلة النور تلب : الحالة السودانية أشبه بالحالة المرضية والسودان ينبغي أن يكون في الطليعة

معاوية بلة النور التلب رئيس حزب العمل والحرية في حوار حول الواقع السوداني
 الحالة السودانية أشبه بالحالة المرضية والسودان ينبغي أن يكون في الطليعة
الدعم السريع جزء من الجيش الوطني وقوة ضاربة تمثل إضافة حقيقية
الفترات الانتقالية تحتاج إلى استقرار لتهيئة المشهد السياسي
مشكلة السودان مشكلة  نخب في المقام الأول بعيداً عن شماعة التآمر الخارجي
حوار : احمد صديق
إننا نعيش كمجتمع سوداني في حالة من اللهاث الصامت ” نلهث للحاق بلا شيء لا يوجد هدف قومي واحد نجتمع حوله  .. نحلم ونشارك جميعاً في الوصول إليه بالعمل الدؤوب  تحولنا لمجتمع كل ما يشغلنا الدفاع فقط عن أن نعيش يومنا.. وننام  نخشى غدنا  الغامض وما يحمله من مخاطر مجهولة المصدر.
وسط هذه الحالة  الخطرة والضباب الكثيف يحجب الرؤية لا ندري أي الطريق الذي نسلكه، تلك الحالة  القاتلة نعيشها اليوم جميعًا .. شعبًا، وحكاماً.. الحكام ينادون ويصرخون كل يوم على الشعب أن ينجح أو يتحرك.. ولكن المجتمع يسمع ولا يستجيب، لأنه لم يعد يعي من هو الرمز القومي أو البطل الشعبي ومن هو الخائن الغادر لا يعرف الصديق من العدو.. لم نعد نعي من هو المسئول عن كوارثنا لكي نردعه ونوقف الخطر…؟ إننا أكثر شعوب العالم  التي تعيش في دهاليز الألغاز، نصر على استمرار حياتنا  هكذا بدون تغيير..
لذا جمعنا أوراقنا وتوجهنا لواحد من أبناء السودان  البررة كيف لا وهو السياسي المحنك الخطيب المفوه الوطني الغيور الاستراتيجي البارع، ألا وهو معاوية بله النور التلب رئيس حزب العمل والحرية، فإلى مضابط الحوار:

ــــــ أولاً من هذا المنبر دعني أحيي صناع ثورة ديسمبر المجيدة تلك الثورة الخالدة في الوجدان السوداني وعلى وجه الخصوص الشباب السوداني الذي برهن أنه قلب الأمة النابض وصانع مجدها برغم قلة الزاد سائلين الله أن يتقبل الشهداء ويشفي الحرحى ويرد المفقودين وأن يوفق الجميع من أجل إعلاء قيمة العمل والفاعلية من أجل سوداناوية إنسان هذا الوطن الحر الأبي.
• سيد معاوية.. حدثنا عن أهدافكم الكلية عن حزب العمل والحرية؟
• يقوم الحزب على إعلاء روح الوطنية وتسخير موارد السودان بالتخطيط حتى بلوغ الهدف المنشود، ويضم الحزب طيفاً واسعاً من مكونات المجتمع السوداني من شباب وامرأة وطرق صوفية وإدارة أهلية وواجهات فئوية عمالية، أي يمثل كل أطياف المجتمع السوداني.
• سيد معاوية.. الآمال والأحلام هي وسائل لإدراك الغايات لوضع الأمم في قمم الفاعلية، إلا أن الحالة السوداني أشبه بالحالة المرضية مع ضخامة الأحلام الوردية وقلة الفاعلية، نريد تشخيص الحالة أو الواقع الراهن وكيفية الخروج إلى بر الأمان.
• أولًا دعني أقول: نحن من خلال تجربتنا أتيحت لنا تجربة واسعة من خلال تجربة الحكم في السودان تارة مشاركين وتارة متبعين وتارة مقومين، فالسودان وما يزخر به من موارد ينبغي أن يكون في الطليعة أقلها على مستوى الإقليم والمنطقة لكن دعني أقول إن مشكلة السودان هي مشكلة  نخب في المقام الأول بعيدًا عن شماعات كثيرة ظلت متداولة وعلى رأسها شماعة التآمر الخارجي.
• بالرغم من هذه الموارد التي تتحدثون عنها إلا ـأن الأزمات لم تراوح مكانها تأتي الأنظمة ثم تذهب والنتيجة تكرار ذات الصفوف وذات الأزمات وبقاء الشعارات بالاختصار (نسمع ضجيجاً ولا نرى طحناً)؟
• دعني أسمي الأشياء بمسمياتها، هذا هو السودان وإمكانياته وبعدها فلنحكم أين يكمن العيب، يعتبر السودان ثاني أكبر قطر في أفريقيا والعالم العربي وتبلغ مساحته الكلية حوالي (1,800,000) كيلو متر مربع يشكل (7.3) من مساحة أفريقيا وحوالي  1.8 من المساحة الكلية للعالم   تقدر مساحة الأراضي الزراعية بالبلاد بحوالي (243) مليون فدان لا تتجاوز المساحة التي تفلح سنوياً 40 مليون فدان وحتى الأربعين مليون فدان ناتج الفدان يكاد يمثل 10% من إنتاج الفدان في المتوسط العالمي، تقع نسبة كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة فوق بحيرات جوفية مثل الحوض النوبي وخلافه، إلا أن هذه الأحواض تفتقر إلى وجود دراسات تجرد سعاتها الاستثمارية وصلاحية مياهها للري. تقع معظم المشاريع الصالحة للزراعة في المنطقة شبه الجافة والتي يحد شح الأمطار من إمكانيات استغلالها لعدم توفر الإمكانيات المطلوبة لريها من النيل أو المياه الجوفية، مثل أراضي وادي المقدم الذي يمتد بين ولايات الخرطوم الشمالية، شمال كردفان، ومنطقة سهل البطانة التي تشمل الجزيرة، القضارق، كسلا، الخرطوم، كل هذه المناطق تحتاج إلى المزيد من المسوحات لتعرض على الاستثمار، وفي إطار التجربة المناطقية أضرب مثلًا بأنه لدينا بمنطقة الهلالية مشروع تبلغ مساحته 6 ألف فدان في منطقة في قلب المنطقة المروية وبه شبكة طرق وقربه من المركز وسهولة إيصال المنتج إلى موانئ التصدير إلا أنه ما يزال بقعة تنتظر الاستثمار، وهناك إضافة امتداد يمكن أن تصل إلى 12 ألف فدان، إلا أن مكمن المشكل الإدارة والتسويق والمياه وقس على هذا، هذا غيض من فيض.
• ربما حديثكم تطرق لجزء من إمكانيات السودان الزراعية فقط هناك الثروة المعدنية والحيوانية والثراء المائي والمورد البشري الكبير والميزات التفضيلية الأخرى.. بعد كل هذا الرد لم نجد جوابًا كافيًا عن إلى أين نمضي؟
• لا نستطيع الإجابة على هذا السؤال إلا بعد التأكد من وضع أيدينا على ما هو متاح من إمكانيات وكيفية الاستفادة منها لمعرفة ما لنا وما علينا فعله وإلا سنظل على ذات النقطة نلعن بعضنا بعضاً ونبكي على اللبن المسكوب وخيبتنا.
• الحديث عن إمكانيات السودان وما يزخر به يحتاج إلى صفحات وصفحات وهذه واحدة من المسكنات التي درج الساسة على استعمالها كثيراً حتى أصبحت جزءاً من الأزمة خلينا مع عالم الواقع أو الراهن سودان ما بعد الثورة وأعني 19 ديسمبر .
• حقيقة شباب ثورة 19 ديسمبير حينما خرج من أجل ذات الهدف وضع حداً لهذه المهدئات وأن يرى حلاً يمشي على قدميه، بالرغم من  نجاح حكومة الفترة الانتقالية في الملف الخارجي إلا أن كثيراً من الملفات وتحديداً  التي تتعلق بمعاش الناس لا زالت تراوح مكانها وهذه إن لم تتدارك ستظل وقوداً أبدياً لقيام ثورات وثورات.
• تجاذبات مكونات حكومة الفترة الانتقالية دليل عافية أم هي القشة التي قصمت ظهر البعير؟
• الفترات الانتقالية تحتاج إلى استقرار لتهيئة المشهد السياسي نحو انطلاقة آمنة ومستقرة، لذلك دعني أقول: ينبغي لمكونات الفترة الانتقالية أن يتفقوا على الحد الأدنى من المكاسب السياسية، لأن أعضاء الثورة كثر والتفرغ لبناء الواجهات والتحالفات والجاهزية للانتخابات.
• من المظاهر المؤرقة  في الفترة الانتقالية التجاذب المدني العسكري؟؟
• أولاً دعني أقول إن المؤسسة العسكرية لها نظمها وقوانينها التي تحكم العلاقة بينها وبين المؤسسات المدنية، ولابد من احترام هذه القوانين بعيداً عن التشفي ولغة التخوين السياسي، لأن هذه واحدة من أدوات تفتيت ممسكات الوحدة الوطنية. لذلك لابد من وضع أسس تراعي معايير المؤسسية وبناء العلاقات بين ما هو مدني وعسكري وقفل نقاط الخلافات الجانبية وتوحيد الوجهة لخدمة البلاد والعباد.
• سلام جوبا وحركات الكفاح المسلح واستراتيجيات الواقع؟
• .. سلام جوبا له ما له وعليه ما عليه لكن من خلال أحاديث قادة حركات الكفاح المسلح في المنابر السياسية نرى أن هناك اندماجاً حقيقياً في المجتمع وهذا في حد ذاته دليل عافية تحسب وليست عليه، لذلك نحن متفائلون أن يعم السودان الأمن والسلام والاستقرار.
• الدعم السريع والأحزاب السياسية (لا بندورك لا بنحمل براك) ؟
• الدعم السريع هو جزء من الجيش الوطني وقوة ضاربة تمثل إضافة حقيقية ومكسباً كبيراً لوطن مهدد من أجل موارده من كثير من الطامعين عبر حدود طويلة، لذلك دعني أستغرب لمن ينادون بحل قوة بهذه الضخامة والجاهزية والتدريب لذلك ينبغي وقف مثل هذا العبث السياسي الذي يدعو للعب بالنار وما يحدث من هفوات تحدث من بعض الأفراد لا تقدح في  عمل القوات، وهذا يحدث في كبريات دول العالم المتقدمة لذا ينبغي لنا أن نعلي من قيم العطاء لكل من أعطى لهذا الوطن بعيداً عن لغة التخوين والشيطنة  لأن كل تجربة بشرية يعتريها القصور حتى أولئك المشيطنين، لذلك الدعم السريع خط أحمر على عبث العابثين .
• رسالة لقادة حكومة الفتنرة الانتقالية …
• هناك أمانة في عنقي من فئة قدمت الجهد والعمر وعصارة الفكر من أجل هذا الوطن ألا وهم فئة المعاشيين الخدمة المدنية والمعلمين وبعض الذين تم إبعادهم في كل الفترات ينبغي أن ننصف هؤلاء ونحن في دولة الحرية والعدالة. كما ننادي بحل مشكلة قفة الملاح لأحمد وحاج أحمد وكل الغلابة ببلادي حتى ننطلق لأن الجائع لا يسمع النداء.
• رسالة لشباب السودان والثورة…
• الشباب هم الحاضر وعماد المستقبل، لذلك لابد من توحيد الصفوف وقيادة الضفة حتى بلوغ الغايات وتحقيق الأهداف وهذا لا يتم إلا بالوعي والإدراك والفهم السليم بعيداً عن الميوعة والعبث لأنكم أشبال مَن صنعوا المجد التليد.
وفي الختام نسأل الله أن يحفظ بلادنا من الفتن والمحن وأن يوفقنا لخدمة الأوطان حتى نكون شامة بين بلدان العالم ودعني أحيي أولئك الرجال الذين وقفوا معنا السادة مكونات نظارة الرواشدة وهيئة الإدارة الأهلية لأبناء النوبة ومعاشيي الخدمة المدنية والمعلمين والحرفيين بالسودان ومجموعة قوات السلام السودانية القومية التي أتشرف برئاسة المجلس العسكري لها سعادة القائد اللواء النور حسن حمدان قائد القوات ومجموعة الإئتلاف قوات الردوم برئاسة القائد مالك كرومة النور، وجزء من حركات الكفاح المسلح برئاسة القائد الملة وآخرين.. كان هدفهم خدمة الوطن…
ولكم الشكر والتقدير

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى