
96210 جملة البلاغات.. و1820 “نهب” و38 اغتصاب..(الشـُــــــــــــــــرطة).. تأمين العاصمة!!
تقرير : محمد جمال قندول
تحدياتٌ كبيرة في انتظار الشرطة والأجهزة الأمنية خلال الفترة المقبلة، وذلك لبسط الأمن، خاصةً مع تزايد عودة المواطنين من داخل وخارج السودان لولاية الخرطوم بعد تطهيرها من التمرد.
الشرطة باشرت مهامها فور تحرير مناطق جنوب وشرق العاصمة وأعادت فتح أقسامها، وذلك لنشر الطمأنينة ومكافحة الجريمة والتفلت الأمني. ولكن، يقع على عاتقها الكثير من المهام لإنجازها خلال الفترة القليلة القادمة.
تأمين العاصمة
وكشف الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة العميد فتح الرحمن التوم بحسب (الكرامة) عن عودة 18 قسم شرطة للعمل في محلية الخرطوم، ومن جملة 11 قسم بمحلية جبل أولياء دخل العمل 6 أقسام.
وفي محلية أم درمان، دخل الخدمة 11 قسمًا من أصل 14.
أما محلية أمبدة، تم استئناف العمل في 4 أقسام من جملة 12، فيما بلغ عدد الأقسام التي دخلت الخدمة 15 من أصل 16.
أما محلية كرري، فتعمل جميع أقسامها الـ10، فيما بلغ عدد الأقسام التي باشرت مهامها في شرق النيل 14 قسمًا.
وأكد التوم جاهزية الشرطة لتأمين كل العاصمة عبر العمل المنعي والارتكازات، لافتًا لعمل 75 مركزًا للشرطة المجتمعية، في انتظار أن تتوسع عقب عودة المواطنين.
واعتبر فتح الرحمن بأنّ قوة الشرطة كافية تمامًا لتأمين كل الأحياء، مناشدًا المواطنين بالتأكد من إزالة مخلفات الحرب وأي جسمٍ غريب والتبليغ لأقرب ارتكاز للشرطة. وفي حالة وجود أي مسروقات يتم التبليغ لأقرب قسم شرطة.
إحصائياتٌ مهمة كشفها العميد فتح الرحمن التوم عن المشهد منذ اندلاع الحرب، حيث قال إنّ جملة البلاغات 24732 بلاغًا، تفاوتت بين القتل العمد 542 بلاغًا، والسرقة 16710 بلاغات، والنهب 1820 بلاغًا، والاغتصاب 38 بلاغًا، والجراح العمد 5096 بلاغًا، والخطف 11 بلاغًا، والإتلاف الجنائي 515 بلاغًا.
وقال إنّ جملة البلاغات المقدمة وصلت في جملتها 96210 بلاغات، منها 25848 بلاغ تعدي على المال العام، و70026 بلاغ مركبات مفقودة، و358 بلاغ مفقودين، و78 بلاغ تعدي على النفس.
الانتشار الأمني
عقب ما أعلنته الشرطة من مباشرة عملها في ولاية الخرطوم، توجهنا إلى الصحفي والمحلل السياسي د. إبراهيم شقلاوي، وسألناه عن دور الشرطة المنتظر والتحديات المحتملة التي قد تواجهها، فأجاب قائلاً: إنّ استئناف الشرطة لعملها في محليات ولاية الخرطوم يُعد خطوةً مهمة نحو استعادة الأمن والاستقرار في العاصمة السودانية. وكما نعلم خلال الأيام الماضية، أن الشرطة
بدأت مهامها في جميع الأقسام والدوائر الأمنية في إطار تنفيذ توجيهات رئاسة قوات الشرطة، حيث تم توسيع نطاق الانتشار الأمني ليشمل المحليات المحررة، مما يُظهر إصرارًا على تعزيز السيطرة الأمنية في أكبر عدد من المناطق الحيوية والقطاع السكني.
وأشار شقلاوي إلى أنّ الشرطة لم تقتصر على الجهود الأمنية التقليدية فقط، بل شملت أيضًا تقديم الخدمات الشرطية والقانونية للمواطنين في ولاية الخرطوم. وهذه خطوة بالغة الأهمية في استعادة الثقة بين المواطن والأجهزة الأمنية.
ومن خلال فتح الأقسام الجديدة مثل الجريف غرب والبراري، بالإضافة إلى استئناف العمل في الأقسام الأخرى مثل الخرطوم شمال، الخرطوم وسط، الرياض، الرميلة، توتي، الشجرة، فإن الشرطة تُظهر التزامها الكامل بتلبية احتياجات المواطن الأمنية في هذا التوقيت الحرج الذي يحتاج إلى تعزيز الأمن.
وأضاف شقلاوي أن التحديات التي قد تواجه الشرطة تتجسد في ضرورة التكيف مع الظروف الراهنة ومعالجة قضايا الجريمة التي قد تتزايد في بعض المناطق نتيجةً للفراغ الأمني الذي شهده البلد في الفترات الماضية. ولكن مع الخبرة التي تتمتع بها الشرطة والانتشار الواسع للقوات، إلى جانب تكثيف الدوريات الأمنية، خصوصًا
دوريات شرطة النجدة، والسواري، إضافة إلى قوات الطوف المشترك التي تقوم بتمشيط المواقع التي تشهد كثافة في الجرائم، فإنّ هذه الجهود ستجد ترحيبًا واسعًا من المواطنين، الذين سيكونون سعداء بعودة الشرطة إلى الأحياء السكنية لبسط الأمن.
وفي المجمل، يرى شقلاوي أنّ هذه الجهود تمثل خطوةً أولى نحو استعادة الأمن، مع ضرورة الاستمرار في تعزيز التنسيق بين جميع الأجهزة الأمنية لتحقيق الاستقرار المستدام وتلبية احتياجات المواطنين في الفترة القادمة، لمقابلة العودة المستمرة التي بدأت تنتظم كافة أرجاء الولاية.
المصدر : صحيفة الكرامة