الأخبارالثقافيةالعالمية

7 أفلام في حب كرة القدم.. سحر بالملاعب وعلى شاشات السينما

عبد الله فرج

7 أفلام في حب كرة القدم.. سحر بالملاعب وعلى شاشات السينما

“نادرًا ما يقول المشجّع: (اليوم سيلعب ناديَّ)، إنّه عادةً ما يقول (اليوم سنلعب نحن)، وهذا اللّاعب ذو الرقم 12 يعرف جيّدًا أنّه هو من ينفخ رياح الحماسة التي تدفع الكُرة حين تغفو، مثلما يعرف اللّاعبون الأحد عشر الآخرون جيّدًا”.

في كتابه “كرة القدم بين الشمس والظل” يصف الروائي والصحفي الأوروغوياني إدواردو غاليانو، علاقة اللعبة الأكثر جماهيرية في العالم بجمهورها، انتماء المشجّع لفريقه حتى لو لم يستطع هذا المشجع ركل الكرة مثل المحترفين، لكن في هذا الوصف المختزل يكمن وصف أكبر لسحر كرة القدم، سحر الحماسة والأدرينالين مع الفوز أو الخسارة على السواء، سحر يمكنك ملامسته أثناء مشاهدتك لمباريات كأس العالم 2022 في قطر، حين تسلط الكاميرات على مدرجات الجماهير، الأغاني والأهازيج التشجيعية، الفرحة الجماعية بفوز منتخبهم الوطني، أو حتى الحزن والوجوم الجمعي بعد مغادرة البطولة.

لم تقتصر حدود السحر الكروي عند مدرجات الجماهير في الملاعب، إذ انتقلت إلى المقاهي وأمام الشاشات، كما لم تقتصر على المستطيل الأخضر إذ امتدت لتظهر على الشاشة الكبيرة في السينما، فكانت الدراما الكروية ملهمة للعديد من الأفلام، كما كانت محورًا للعديد من السيناريوهات.

في هذا التقرير نتحدث عن 7 أفلام ترجمت حب كرة القدم من خلال سحر السينما.

حالة تسلل Offside

هذا الفيلم ليس عن كرة القدم بشكل مباشر، لكنه عن تشجيع كرة القدم، عن وضع المرأة في إيران إذا ما أرادت أن تشجع فريق بلادها في المباريات المؤهلة لكأس العالم، وبالتحديد كأس العالم 2006، حيث تضطر شابة إيرانية إلى التنكر في هيئة رجل لتتسلل إلى صفوف المشجعين الرجال الإيرانيين لكرة القدم.

وقبل أن تبدأ المباراة مباشرة يتم القبض عليها واحتجازها في زنزانة مع مجموعة من الفتيات الأخريات اللاتي حاولن فعل الشيء نفسه، لكي يتم تسليمهن إلى شرطة الأخلاق بعد المباراة، ولكن حتى ذلك الحين يخضعن لتجربة نفسية من العذاب بهتافات مباراة حماسية على بعد خطوات منهن لكن لا يستطعن متابعتها.

هدف Goal

كان عشاق كرة القدم يتأهبون لنسخة كأس عالم 2006، حين صدر فيلم “هدف” (Goal)، بقصته الدرامية من نوعية أفلام رحلة صعود البطل، والبطل هنا مراهق مكسيكي موهوب بأقدام سريعة ومهارات كروية واضحة، يشق طريقه من المكسيك جنوبًا إلى الشمال في الولايات المتحدة الأميركية، بحثًا عن الفرصة التي يجدها بعد صعوبة لتؤهله موهبته للانضمام إلى دوري رسمي لكرة القدم ليصبح نجمًا كرويًّا محترفًا.

للأسف لم يحقق الفيلم أرباحًا في شباك التذاكر لكنه حقق نجاحًا جماهيريًّا جمع بين محبي السينما وعشاق كرة القدم في حينها، كما صُنع الفيلم بمباركة ودعم الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” (FIFA) الذي شارك في الإنتاج بتسهيل الاستعانة بلاعبين وفرق كروية حقيقية، كما شاركت إحدى الشركات الرياضية الكبرى -“أديداس”- في إنتاج وتمويل الفيلم.

يونايتد United

ليست مصادفة أن يكون الدوري الإنجليزي أحد أهم الدوريات الكروية العالمية، فالإنجليز هم من وضعوا قواعد اللعبة منذ البداية، والجمهور الإنجليزي أحد أكثر الجماهير حيوية وتعصبًا كرويًّا.

كما يضم التاريخ الإنجليزي لكرة القدم أحداثًا مأساوية كفيلة بصناعة أفلام على ذات القدر من القوة، منها فيلم “يونايتد” الذي يروي حادثة وقعت عام 1958، بانفجار طائرة كانت تقل أعضاء نادي “مانشستر يونايتد”، خلال رحلة عودتهم من مباراة في كأس أوروبا في بلغراد، إذ تحطمت طائرتهم أثناء محاولتهم الإقلاع بعد التزود بالوقود في ميونخ ومات 7 من لاعبي الفريق الأول بالنادي.

يرصد الفيلم، في إطار درامي، واقع الفريق قبل الحادث ومحاولات القيام والتعافي بعده.

بيليه: ميلاد أسطورة (2016)

في عام 1956 انضم إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو الذي سيعرف باسم “بيليه” لفريق “سانتوس” ليبدأ مسيرة احترافية، وفي نفس العام شارك مع منتخب بلاده في مباراة دولية ضد منتخب الأرجنتين وسجل الهدف الوحيد لمنتخب البرازيل والذي كان أول أهدافه الدولية.

ومن خلاله يجذب بيليه الأنظار قبل أن يتم عامه السابع عشر، ليصبح عضوًا أساسيًّا في منتخب السامبا الذي سيلعب معه لمدة 21 عامًا، وخلال كأس العالم 1958 حقق بيليه عددًا من الأرقام القياسية، فقد كان أصغر لاعب في البطولة، وفي ذلك الوقت كان أصغر لاعب في تاريخ كأس العالم.

وبعد هدفه في منتخب ويلز أصبح أصغر لاعب يسجل هدفا في كأس العالم. كما أصبح أصغر لاعب يلعب في نهائي لكأس العالم لكرة القدم تحت سن 18 سنة، أرقام كثيرة كفيلة بصنع أسطورة كروية حقيقية، وكفيلة لصناعة فيلم عن هذه الأسطورة “بيليه.. ميلاد أسطورة”.

“كرة قدم الشاولين” Shaolin Soccer (2001)

مثلما الرياضة الشعبية في العالم هي كرة القدم، فإن الرياضة الشعبية في الصين هي “كونغ فو”، فهل يمكن الجمع بينهما؟

هذا ما قدمه المخرج ستيفن شو في فيلمه “كرة قدم الشاولين” في إطار من الكوميديا الساخرة، حيث قام بدور “سينغ” أحد أساتذة أسلوب “شاولين كونغ فو” الذي يتمثل هدفه في الحياة في تطوير فنون الدفاع عن النفس في المجتمع الحديث، إذ جرب عدة طرق لتعريف الناس بمدارس “كونغ فو” القديمة، لكن أيا منها لم تسفر عن نتائج إيجابية. ليجرب دمجها بلعبة شعبية مثل كرة القدم، لينتج أسلوبًا جديدًا يعتمد على مهارات الكونغ فو لتحقيق الفوز في كرة القدم، ويتمكن من تكوين فريق كرة قدم لا يهزم.

“يد الله” The Hand Of God (2021)

فيلم آخر ليس عن كرة القدم بشكل مباشر، لكن عشق كرة القدم يغلف دراما الفيلم منذ بدايتها. قصة درامية عن مشكلات وهواجس وحياة عائلية إيطالية في الثمانينيات، لكن في خلفية كل هذه الأحداث تسري شائعة في مدينة نابولي الإيطالية عن التعاقد مع النجم الأرجنتيني الكبير دييغو أرماندو مارادونا، لتدور كل الأحداث في فلك تلك الشائعة.

في الفيلم يمكنك لمس كيف يعشق الإيطاليون كرة القدم، وكيف أن هذا العشق يرسم ملامح حياتهم اليومية؛ جلسات النميمة، المراهنات وحتى المسيرات التي تحتفي باللاعب الأرجنتيني وما سيضيفه إلى ناديهم المفضل، أحداث عامة تدور في خلفية الحدث الدرامي الأساسي، بل وتحرك بعض أحداث الفيلم الذي كتبه وأخرجه باولو سورنتينو وتدور في مسقط رأسه نابولي.

كباتن الزعتري Captains of Zaatari (2021)

الفيلم الوثائقي الوحيد من بين مختاراتنا السبعة في هذه القائمة، ليس قصة روائية روعي فيها الحبكة، ولا السيناريو الذي يحرك أحداثها وفق رؤية المخرج، بل أحداث حقيقية عاشها صانع الفيلم وبطلاه الحقيقيان محمود داغر وفوزي قطليش، الشابان السوريان في مخيم الزعتري الأردني، واللذان يحلمان بأن يكونا لاعبي كرة قدم محترفين بالرغم عدم توفر مساحة لممارسة كرة القدم، بل عدم توفر المرافق الأساسية للعيش، ولكن تزور أكاديمية رياضية عالمية المخيم، وتتيح لهما الفرصة لتحقيق الحلم.

حصد الفيلم عدة جوائز عالمية، منها جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم عالمي وثائقي طويل من مهرجان هوت سبرينغز، للأفلام الوثائقية. وجائزة نجمة الجونة الذهبية في دورته الخامسة لأفضل فيلم عربي وثائقي طويل. وجائزة هلال لأفضل فيلم طويل من مهرجان أجيال السينمائي، في دورته التاسعة، كما قامت اللجنة القطرية المنظمة لكأس العالم في الدوحة بمفاجأة لاجئين سوريين في مخيم الزعتري بالأردن واختيارهما كسفيرين لكأس العالم 2022.

المصدر : الجزيرة

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى