5 أفلام تندم إن لم تشاهدها قبل نهاية 2021
أفلام لم تمكث طويلا في دور العرض جراء تأثير جائحة كورونا على صناعة السينما وسياسات التوزيع مؤخرا.
قارب 2021 على الانتهاء، وخلاله شهدنا عشرات القوائم الفنية المليئة بالترشيحات لأفلام يُنصح بمشاهدتها كونها تُرضي غالبية الأذواق السائدة، بين أفلام خيال علمي ورعب ورسوم متحركة وأجزاء لسلاسل أفلام الحركة والأكشن أو الأبطال الخارقين، بالإضافة بالطبع لأفلام هوليود التي تعرف طريقها إلى شباك التذاكر.
وبين أفلام لم تمكث طويلا في دور العرض جراء تأثير كورونا على صناعة السينما وسياسات التوزيع مؤخرا، وأخرى يمكن وصفها بأنها غير تجارية من الأساس أو ذات ميزانية منخفضة، نرشح لكم اليوم قائمة بأفلام مهمة صدرت عام 2021 على الأغلب لم تشاهدوها، ولسوف تندمون إذا لم يحالفكم الحظ لذلك.
سحر الأبيض والأسود
“هيا هيا” (C’mon C’mon) فيلم درامي أميركي أبيض وأسود، يعود به النجم خواكين فينيكس للشاشة الكبيرة، وفيه يلعب دور جوني الصحفي الإذاعي الذي يسافر عبر البلاد لإجراء مقابلات مع الأطفال، يناقشهم خلالها حول حياتهم وأفكارهم في ما يخص المستقبل.
لكن حياته تتغير تماما حين تهاتفه شقيقته وتسأله المكوث مع طفلها ذي التسع سنوات بينما تسافر هي لرعاية زوجها الذي انفصلت عنه ويعاني من مرض عقلي. هكذا تتوطد العلاقة بين البطل وابن شقيقته بالرغم من التناقض التام بينهما وميلهما للكتمان، ومع الوقت تتطور علاقة الصداقة بينهما من خلال دراما عائلية شيقة تجعلك تارة تريد البكاء وتارة أخرى تريد الضحك.
ورطة أخلاقية
“لا وجود للشر” (There Is No Evil) دراما إيرانية صورت بالخفاء وتم تهريبها من إيران، وما إن صدرت حتى مُنعت من العرض هناك، قبل أن تصدر السلطات حكما بالسجن لمدة عام على مؤلف ومخرج الفيلم محمد رسولوف بالإضافة لحظره من السفر.
ومع ذلك نجح العمل في حصد “الدب الذهبي” بمهرجان برلين السينمائي الدولي، وهي الجائزة الأكبر بالمهرجان، كذلك نال استحسان النقاد والجمهور بسبب تفرد موضوعه.
فهو يتضمن 4 حكايات وجد أبطالها أنفسهم أمام مأزق أخلاقي نتيجة اضطرارهم لتنفيذ أوامر فيما يخص عقوبات الإعدام في إيران، وهو ما يحتم عليهم اتخاذ قرار إما بالطاعة العمياء أو مراعاة ضميرهم وحسّهم الإنساني، الأمر الذي لن يلبث أن يُكبّدهم دفع ثمنا فادحا.
هل التفاني وحده يكفي؟
عادة ما تكثر الأسئلة الوجودية مع اقتراب نهاية العام، فيبدأ البعض مراجعة الإنجازات وما حققوه طوال السنة، لهؤلاء قد يبدو هذا الترشيح مناسبا، فالفيلم الهندي “التلميذ” (The Disciple) دراما بطلها مطرب كلاسيكي متفان، يسعى خلف أحلامه دون كلل أو ملل باذلا قصارى جهده بمنتهى الإتقان والانضباط في سبيل صقل مهاراته وإرضاء معلمه.
لكن بعد فترة، ومع السقوط بين براثن خيبة الأمل يبدأ الشك في مراودته، في حين تهاجمه العديد من الأسئلة حول إذا ما كان الكفاح كافيا من أجل التميز والتحقق أم أن الوصول له حسابات أخرى؟
يذكر أن هذا العمل هو أول فيلم هندي ينافس ضمن المسابقة الرئيسية في مهرجان البندقية منذ 2001، وهو ما كُلل بالفوز بجائزة أفضل سيناريو، وقد اختارته دائرة نقاد الفيلم في الهند كأفضل فيلم محلي عام 2021، أما الجمهور فمنحه 7.2 درجات على موقع “IMDb” الفني.
قرارات دفع ثمنها العالم
أخيرا مع فيلم “في النَفَس نفسه” (In the Same Breath) المناسب لمحبي الأعمال الوثائقية، وإن كان يُنصح بمشاهدته من قِبل الجميع حتى من لا تستهويهم الوثائقيات كونه عملا هاما في المطلق يستعرض واقعا عايشناه جميعا.
فالفيلم يتتبع كيف تعاملت الحكومتان الصينية والأميركية مع تفشي وباء كورونا فور حدوثه، واختلاف ردود الأفعال السلطات والمسؤولين بين التَسَتُّر والمواجهة، وكيف دفع العالم بأكمله ثمن ذلك.
الطريق إلى الهاوية
“إلى أين تذهبين يا عايدة؟” (?Quo Vadis, Aida) فيلم دراما وحرب إنتاج مشترك بين العديد من الجهات، اختاره النقاد ضمن أفضل أفلام 2021 حتى أنه ترشح لأفضل فيلم روائي طويل بالأوسكار بجانب ترشيحه لجائزتي أفضل مخرج وأفضل فيلم ناطق بغير الإنجليزية بالبافتا البريطانية.
العمل يجمع بين الواقع والخيال، فالقصة الإنسانية التي يتمحور حولها غير حقيقية وإن كانت الأحداث المحيطة بها جرت بالفعل، إذ يحكي عن عايدة المترجمة للأمم المتحدة في سربرنيتسا عام 1995 وتحديدا بعد دخول الجيش الصربي هناك وارتكابه المذبحة الشهيرة التي وصفها التاريخ بالإبادة الجماعية، في حين يسلط الضوء على محاولات آلاف المواطنين الأبرياء دخول قاعدة الأمم المتحدة للاحتماء قبل إغلاق البوابات.
ولما كان من سيُسمح لهم بالدخول بضع مئات فقط يتركون خلفهم آلاف الأطفال والنساء والرجال، تحاول عايدة استخدام كل الحيل الممكنة لإدخال طفلها وزوجها ضمن الناجين، وبالوقت نفسه وبسبب طبيعة عملها تطَّلع على كيفية سير المفاوضات بين القادة والجيش الصربي فتدرك مدى سوء الوضع على أرض الواقع، وتعرف أنه حتى من سيكتب لهم النجاة ما من ضمان يعدهم بحياة كريمة.
الفيلم بمثابة توثيق وتجريم للسياسات الخارجية الفاشلة ومدى السوء الذي قد يحدث حين تتدخل الأمم المتحدة بصنع قرارات من شأنها تغيير مصير البشر، وهو ما أجاد صناع العمل تقديمه عبر قصة إنسانية سرعان ما يتماهى معها المشاهد في وقت تكشف كيف يمكن للسياسة أن تصنع مأساة على المستوى الفردي وليس فقط الشأن العام.