
4 سمات مشتركة لأصحاب الثروات الطائلة.. تعرف عليها
يؤمن العديد من الناس بأن النجاح مقرون بالثروة أو الشهرة، وهو ما يجعل المكتبات وبائعي الكتب والدراسات والمقالات يتسابقون إلى تقديم نصائح حول كيفية الوصول إلى الثراء السريع.
وفي تقرير نشرته مجلة “إنتربرنوير”( Entrepreneur) الأميركية المتخصصة في ريادة الأعمال، يقول الكاتب بريان روب إن مؤلفي مخططات الثراء يستهدفون جمهورًا واسع النطاق، حيث قاموا بإغراق رفوف المتاجر بنصائحهم وأسرارهم، مستفيدين من الطلب المتزايد عليها، وهو ما يجعل الجمهور يتغاضى عن حقيقة أن الأموال لا تعود إلى مشتري الكتاب أو حاضري الندوة، بل يستفيد منها المؤلف.
ويوضح الكاتب أنه لا يمكن لأي شخص أن يكتسب ثروة من خلال القراءة المجردة أو الاستماع السلبي، بل من خلال العمل الذي يتم فيه استخدام المعرفة كطاقة كامنة ومُخزَّنَة، وتحويلها إلى أفعال من شأنها أن تخلق ثروة، سواء كان ذلك من خلال تطوير صناعة جديدة أو عن طريق الاستثمار. ورغم أنه لا توجد أسرار أو طرق مختصرة للثراء، فإن الموجودين في الجزء العلوي من الهرم المالي يتمتعون عادة بخصائص محددة.
سمات أساسية لبناء الثروة
ويبين الكاتب أن العادات التي يمتلكها الذين يحققون نجاحا غير مألوف، هي عادة ما يتم تعلمها وممارستها (مكتسبة)، وليست موروثة كما يجادل البعض. وبالتالي، فإن غرس هذه الصفات أمر يتطلب التروي والاستمرارية، خاصة أنها متاحة للجميع ويمكن تعلمها، رغم ميل البعض لإحدى هذه السمات دون غيرها.
1. التركيز
ويبدأ الكاتب مع هذه الصفة، حيث يوضح أن الحياة اليومية تزخر بالإلهاءات على جميع المستويات، وبعضها مهم وبعضها غير مهم، وهو ما يستدعي التركيز الذي يتمثل في القدرة على تحديد هدف واحد والتركيز عليه دون غيره من أجل تحقيقه.
ويشير إلى أنه لا يمكن اعتبار تحقيق ثروة أمرا سهلا، إذ يمكن أن يستغرق أعواما، أو مدى الحياة، أو يمكن أن يكون ضربة حظ جيدة، موضحا أن معظم الثروات بُنيت ببطء عن طريق الاستثمار المستمر لجزء من أرباح الفرد بحكمة، حيث يجب التركيز على الوجهة، وتجنب الوقت الضائع والطاقة المهدرة، والاتجاهات الخاطئة والفرص.
2. الانضباط الذاتي
ويلفت الكاتب إلى أن فلسفة “اليين واليانغ” (yin to the yang) -وهي فلسفة صينية قديمة- ترتبط بالانضباط الذاتي، وهو القدرة على التحكم في أفكار الفرد وأفعاله، حيث عرّف الكثيرون الانضباط على أنه القدرة على تأجيل إشباع الرغبات، وهو ما يتناسب مع الاستثمار الذي يتطلب الحرص على توفير جزء من الدخل بانتظام، وتجنب المتعة الفورية للشراء.
ويقول الكاتب إن الذين لا يستطيعون التحكم في إنفاقهم نادرًا ما يصنعون ثروة أو يحتفظون بها، فمعظم الناجحين ليسوا موهوبين بشكل غير عادي أو عبقريين لديهم مستوى ذكاء عال، لكنهم أناس عاديون يتعلمون الربط بين أفعال اليوم ونتائج الغد، مستشهدا بما يقوله الفكاهي ويل روجرز: “يمكِّنُك الانضباط الذاتي من تجنب إنفاق الأموال التي لا تمتلكها، لشراء أشياء لا تحتاجها، لإثارة إعجاب أشخاص لا تحبهم”.
3. الخبرة
ويرى الكاتب أن الكثيرين يخلطون بين المعرفة التي تأتي من القراءة، والخبرة التي تأتي من القدرة على استخدام المعرفة للحصول على نتائج محددة، موضحا مدى حاجة المستثمرين الناجحين إلى معرفة العديد من التخصصات مثل المحاسبة والتمويل والتحليل الأمني التي لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال الدراسة.
ومع ذلك تتطور الخبرة عن طريق التطبيق المتسق والموضوعي للمعرفة المكتسبة، أو ما يسميه الباحثون “الممارسة المتعمدة”، مشيرًا إلى أن الأبحاث تظهر أنه من خلال العمل على ما لا يمكنك فعله وتطويره، يمكنك أن تصبح خبيرًا إذا ما أردت ذلك، نظرًا لأن الخبراء يُصنَعُون، لا يُولَدُون.
4. إدارة المخاطر
ويتابع الكاتب مشددََا على أنه يجب على المستثمرين الناجحين فهم أنواع المخاطر الكامنة في العمل وتقليل احتمالية حدوثها (التكرار) والخسارة المرتبطة بحدوثها (الحجم)، معطيًا مثالًا بفلسفة الاستثمار الخاصة بجورج سوروس، أحد أنجح المستثمرين على الإطلاق، التي تركز على خسائر الاستثمار المحتملة، حيث يقول: “ليس مهمًّا إذا ما كنت على صواب أو خطأ، ولكن مقدار الأموال التي تربحها عندما تكون على حق ومقدار ما تخسره عندما تكون مخطئًا هو الأهم”.
وينصح الكاتب المستثمرين بعدة طرق لتقليل الخسائر المحتملة عند إدارة استثماراتهم، مثل:
معرفة مدى تحملهم للمخاطر: حيث تختلف قدرة الناس على تحمل المخاطر، فيمكن أن يكون الاستثمار عالي المخاطر متقلبًا مع تغيرات الأسعار، ويثير مشاعر المستثمرين الشديدة. وبالتالي، تنص القاعدة العامة على أن أي استثمار يسبب الأرق وقلة النوم هو استثمار يجب تجنبه.
ضمان العائد المحتمل يتجاوز باستمرار الخسارة المحتملة: فيجب أن تضع في اعتبارك دائمًا تقلب العملة، نظرًا لأن الاستثمار في عملة معدنية لكسب ثروة ما لا يُعد استثمارًا بل مقامرة.
اتباع أساليب الحد من مخاطر الاستثمار: فيوصي بتجنب أو تقليل المخاطر المفترضة عن طريق التنويع أو الإستراتيجيات المماثلة.
ويختتم الكاتب بالتأكيد على أن الطريق إلى الثراء غالبًا ما يكون صعبًا، حيث يبدأ الكثيرون رحلتهم ويكتشفون أن السعي للثروة متطلِّبٌ للغاية، وأن المفاضلات بين الحاضر والمستقبل كبيرة للغاية، مشيرًا إلى ما قالته الكاتبة جوليا كاميرون في هذا الشأن: “إن ما نريد فعله هو ما نعتزم فعله حقًّا، فعندما نفعل ما يجب أن نفعله، يأتينا المال، وتُفتح لنا الأبواب، ونشعر بالفائدة”.