
📌📌أمصال وإبر
⚫ د.وليد شريف عبدالقادر
📢📢 ضحايا ريموت كنترول
▪️ قصة ( ضيق أب )
قالت له صغيرته وهي تشير إلي صورة زواجه الكبيرة والمثبتة بعناية علي الحائط: أبي لماذا لا أري صورتي هناك بينكما أنت وأمي كما يحدث في التلفاز بالمسلسلات التركية؟ ، وهنا شعر بضيق عارم يكتنف أعماقه لما يقدمه هذا التلفاز من سموم تهد أركان كل بيت وأسرة باحثة عن الاستقرار والهدوء كمغزى مقدس للزواج والعفة ، ولكن رغم ذلك ظلت ملامحه هادئة واثقة كأنه تلقي من ابنته قبلة حانية علي جبينه، ثم أخذها إلي صدره وهو يقول بحنان : يا حبيبتي نحن ديننا الحنيف وأخلاقنا تمنعنا من إجراء أي علاقة مع المرأة إلا في إطارها الشرعي الصحيح ، حتى لا نتخلى عن تربيتك وأشقائك عند أول أزمة حياتية ، بل نكافح ونجاهد من أجل ذلك ، ثم أضاف وهو يسألها بفطنة : بالمسلسلات التركية ألا يتشاجر البطل مع البطلة كثيراً ؟ ، قالت له ببراءة : نعم يا أبي ، فهنا أجابها وهو يضغط علي حروفه ليصيغ لها قاعدة قوية تُنير لها درب الحياة في مقبل أيامها : وهذا ديدن مَنْ لا يوجد لديه دين حنيف يتخذه منهاجاً لسلوكه ويمزج به سائر تصرفات حياته .. فمصيره العذاب وعدم الاستقرار حتى نهاية الحياة والمطاف ، ثم نادي علي أمها منبهاً بخطورة الموقف ومحذراً من جلوس الأبناء الدائم لمشاهدة التلفاز دون رقيب موجه أو محصٍ ومعيد.
▪️عزيزي القارئ التلفاز هو ثرثار محبوب نثبته على القلوب وحائط منازلنا يعلو صوته بلا رقيب فيقدم لنا ما يفيد وما لا يفيد فهو كما يقول المغني(يقتل ويضحك بنفس الملامح) يشاهده أبنائنا وبناتنا فيكون له تأثير على تربيتهم مرات أكثر من تأثيرنا وبعض هذا التأثير يمتد لحياتهم وحياتنا ومستقبلهم فيكون قاتم لأنهم وجدوا مسلسلا أو مشهدا أو مادة أثرّت على تفكيرهم فضلوا الطريق فكانوا ( ضحايا ريموت كنترول)
▪️مربي التنمية البشرية العميق (كريم الشاذلي ) أقترح بعض الموجهات للآباء وأولياء الأمور والتي يجب أخذها في الاعتبار عند مشاهدة الأبناء للتلفاز حتى لا يكونوا من ضحاياه وهم كثر.. ونقتطف منها الآتي :
أولاً: يجب أن نشرح لأبنائنا كيف يتم إعداد برامج التلفاز وبثها ، وكيف تصور مشاهد العنف ؛ حتى لا يرى الطفل التلفاز كالسحر وينبهر به .
ثانياً: عدم استخدام التلفاز كجليس أطفال ، ومحاولة عدم ترك الطفل أمامه بمفرده أو بدون رقابة ، خاصة في عمره المبكر .
ثالثاً: النقاش حول ما يقدم علي الشاشة ، وإذا مر شيء غير مرغوب يجب مناقشته وتمحيصه وتبيين خلله وعيبه .
رابعاً: وضع جدول للمشاهدة بالنسبة لطفلك ، قد يكون بعد الانتهاء من الواجبات أو لساعات يتم الاتفاق عليها .
خامساً : تحديد البرامج والقنوات التي يشاهدونها ، ولعل وجود قنوات متخصصة للأطفال قد جعل هذه النقطة من السهولة بمكان .
سادساً: انتبه جيداً للإعلانات فهي أسوأ ما يُقدم علي الشاشة وتأثيرها علي الطفل شديد، فيجب أن تشرح له ماهية الإعلان ، وكيف أنه رسالة مبالغ فيها في كثير من الأحيان ، وأنها صُنعت من أجل الترويج عن سلعة وليس لبث نصيحة صادقاً.
سابعاً: عند مشاهدة مشهد عنيف يجب أن تشرح لطفلك حجم المبالغة الموجودة بالمشهد ، وأن هذه الأشياء لا تحدث في دنيا الحقيقة ، وأن العنف ليس حلاً للمشكلات كما تصوره لنا الشاشة .
وأخيراً: إن الحل الأمثل في التعامل مع التلفاز- عزيزي الأب- هو محاولة السيطرة عليه لا منعه أو تجاهله .نعم.. هذا بحاجة إلي مجهود شاق ، ولكنها الضريبة التي ندفعها طائعين أو مجبرين من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا ولنا فهي آداب يجب أن نحرضهم بدأب عليها.. وكما قال كرم الله وجهه سيدنا علي بن أبي طالب :
حُرِّضْ بنيك علي الآدابِ في الصِّغر
كيما تقرَّ بهم عيناك في الكِبَـــرِ
وإنمـــا مثلُ الآداب يجمعُهـا في
عنفــوان الصِّبا كالنقش في الحَجَرِ
هي الكنوز التي تنمو ذخائرهــــا
ولا يخافُ عليها حـادثُ الغِيـــرِ
▪️ وفي الختام حتى الملتقى أعزائي القراء اسأل الله لكم اليقين الكامل بالجمال حتى يقيكم شر الابتذال في الأشياء.
** السبت 2021 / 8 / 28م صحيفة ( الانتباهة )