يوسف عبد المنان يكتب : خارج النص..ولن نركع

يوسف عبد المنان يكتب : خارج النص..ولن نركع
اسمعوها جيدًا: لن نركع لدولة الإمارات وكلاب صيدها من ميليشيا آل دقلو. لن نبيع شرفنا لمجرد استهداف بالسلاح الجبان الذي تستخدمه دولة الإمارات، ذلك السلاح الذي من شأنه توحيد الجبهة الداخلية، ورص الصفوف، والتنازل عن أي مطلب، ونبذ أي شقاق أو خلاف، وطيّ صفحة الغنائم التي يتصارع الناس في بورتسودان على فتاتها.
هذا السلاح يدفعنا إلى تعبئة الصفوف، وتوحيد أهل القبلة الواحدة، وإعلان الاستنفار الشعبي العام، بعيدًا عن جنرالات المقاومة الشعبية الذين جُلبوا لقتل جذوة الحماس في نفوس الشعب، ولدفن طموح التحرير تحت رماد الصراعات. رضي من رضي وأبى من أبى: يجب أن تنهض المقاومة الشعبية من أجل وطنٍ لم يُسجل بشهادة بحث أو حيازة لفرد.
هذا وطن الصوفي الهائم في حب شيخه، والسلفي الموحِّد لربه، والأنصاري الذي يقسم بسيده الإمام، والختمي الذي يمسح وجهه بتراب قبر الميرغني، والشيعي، والشيوعي الذي لا يؤمن إلا بالمادة، والإسلامي الذي يردد أنشودة هاشم الرفاعي، والبعثي الذي لا يزال يحلم ببعث صدام جديد، والمشترِكة التي أيقظت في الناس معنى الصمود في الفاشر.
لو حوصرت أم درمان مرة أخرى، وضُربت بالهاون والكاتيوشا، ومات الناس كما ماتوا في النهود، لن نركع ولن نستسلم. ولو ضُربت بورتسودان من سواكن إلى شقر، وتعطّل المطار والبحر، لن نسلم أمر بلادنا لآل دقلو.
مسيرات العدو، سواء جاءت من العطرون، أو من جمهورية أرض الصومال، أو انطلقت من أم جرس أو نيالا، ستمضي مقاومة الشعب حتى يتحقق الانتصار.
طالبنا تنسيقيات الرزيقات والمسيرية والحوازمة والبني هلبة بحل أنفسهم والانصراف، بعدما لفظتهم الحكومة وأشبعتهم تقريعًا وتسفيهًا لدورهم. لكن تحديات الوجود الحالية تفرض على هذه التنسيقيات أن تمضي في حشد إرادة هذا الشعب، وأن تقاتل، وألا ترمي المنديل مهما تعرضت للازدراء.
فالوطن ليس ملكًا للعسكر، ولا للبرهان، ولا للكباشي، ولا لمالك عقار؛ من يرث تراب السودان هو الشعب، وفي ساعة المحنة والتضحيات يهون كل شيء حتى تنتصر إرادة الأغلبية، ولا نركن لشح النفس والانتصار للذات.
في مثل هذه الظروف الصعبة، والحرب الوجودية، لن يفزعنا الروس، ولا الأتراك، ولا الصين، ولا قطر، ولا مصر؛ بل يفزعنا من خلق السماوات والأرض، وهو القادر على أن يخسف بدولة الشر الأرض، ويزلزل الأرض تحت أقدام كل جبار عنيد.