مقالات

يوسف عبد المنان يكتب:..خارج النص..نقاط في سطور

يوسف عبد المنان يكتب:..خارج النص..نقاط في سطور

 

 

النقطة الأولى
قرار إزالة بعض مناطق السكن العشوائي الذي نفذته سلطات ولاية الخرطوم في الأيام الأخيرة أثار جدلًا واسعًا في الشارع، واستغلته أبواق الجنجويد التي ذرفت دموعًا مصطنعة على البيوت المهدمة. هذا القرار لم يصدر من تلقاء سلطات الولاية أو بتوجيه من الوالي أحمد عثمان حمزة، بل جاء بتقديرات أمنية استنادًا إلى تقارير لجان الأمن بالولاية، نتيجة متابعة أنشطة هدامة.
فقد احتمت عناصر المليشيا المطلوبة في تلك الأحياء العشوائية، وعُثر على كثير من المنهوبات بداخلها في شرق النيل وجنوب الخرطوم. أصلًا هذه الأحياء غير القانونية تمثل ملاذًا للمجرمين والفارين من السجون، وعناصر الدعم السريع المتخفين وسط المدنيين.
قيادة الدولة أصدرت قرارًا أمنيًا لا استثناء فيه، يقضي بتنفيذ حملات الإزالة عبر لجنة الفريق إبراهيم جابر، التي بدورها شكّلت لجنة فرعية برئاسة وزير الدفاع كبرون لإزالة أي سكن عشوائي بولاية الخرطوم.

النقطة الثانية
حكومتنا دفعت نحو نصف تريليون من المال لعلاج صحافي من أبواق الجنجويد المعادية للجيش، واعتبرنا الأمر إنسانيًا بحتًا لا علاقة له بالسياسة. لكن، ماذا عن الصحافية حنان بله الشهيرة بـ حنان انتفاضة، التي ظلت منذ عام 1990م تقف مع الجيش، وساندته في عمليات صيف العبور، ووقفت بجانب البرهان يوم تخلت عنه أقلام كثيرة هرعت إليه لاحقًا بعد أن تحقق نصف النصر؟
حنان اختارت البقاء في أم درمان رغم الموت ونقص الخدمات، ففقدت عينها اليمنى ويهددها الأطباء بفقدان بصرها كليًا إن لم تتلق علاجًا لا يتوفر داخل السودان. فهل تفتح الدولة خزائنها لها، أم أن العلاج حلال على الجنجويد وحرام على مناصري الجيش؟
حنان بله لا تنتمي للمؤتمر الوطني ولا للاتحادي، أقرب للتيارات التنويرية اليسارية، لكنها لم تساوم في جيش وطنها، ونبذت الجنجويد وأشياعهم. ومع ذلك لا تجد التفاتة من اتحاد الرزيقي أو صلاح عمر الشيخ، ولا تنتظر من “النقابة البوكو” أكثر من حبة بندول.

النقطة الثالثة
الزيارة التي قام بها الفريق أول شمس الدين كباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، إلى مدينة الأبيض تعيد إلى الأذهان زيارته الشهيرة لولاية جنوب كردفان قبيل اندلاع الحرب، حين حسم الجدل وقتها: هل تندلع الحرب أم لا؟ يومها وقف كباشي موقفًا ثابتًا يليق بتاريخه وقيمه، ورفض أن يُستبدل الجيش بمليشيا “الانبش” و”المراحيل”.
واليوم يعود ليتفقد قوات الفرقة الخامسة ومتحركات “أسود العرين” و”الصياد” و”فجر دارفور”، استعدادًا لمعركة مصيرية في الأشهر القادمة لتحرير إقليمي كردفان ودارفور. زيارة كباشي بددت مخاوف المشفقين، وبثت روح التحدي والعزيمة للقضاء على الجنجويد.

النقطة الرابعة
العهد الذي بيننا وبين عشائرنا وقبائلنا وأرضنا أن نقف مع الجيش وحده. من يساند الجيش فهو أخ وصديق وابن عم ودم وعشيرة، ومن يقف في صف الجنجويد فلن نمد له يدًا حتى بالسلام، ولو طاف بالكعبة مائة مرة وأقام الليل كل يوم.
لا حياد في معارك الأمة المصيرية. ومن تلوثت يداه بدماء الأبرياء فلن ينال منا إلا الاحتقار، ولو كان فلذة كبدي أو شقيقي من رحم أمي.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى