يوسف عبد المنان يكتب : خارج النص .. صناعة الأزمات
يوسف عبد المنان يكتب : خارج النص .. صناعة الأزمات
من تلقاء نفسها الإمارة بالاخفاق صنعت الحكومة الأزمة الحالية التي تعيشها الخرطوم وهي تنهض من تحت رماد الحرب وتعاني نقصا في إلامداد الكهربائي وخدمات المياه والصحة والان تعيش العاصمة م منذ يومين انعدام تام للجازولين والبنزين الذي بلغ مساء أمس السبت سعر الجالون في السوق السوداء خمسة
وأربعين الف جنيه وبلغ سعر جالون الجازولين 25 الف جنيه ونشط تجار الأزمات واللهث وراء الثراء واستغلال أخطاء الحكومة الاتحادية التي جعلت من الوقود سلعة محتكرة للتجار وتباطات وزارة الطاقة في تعديل اسعار الوقود من غير اي مبرر موضوعي
ورفضت ولايه الخرطوم الزيادات التي تطالب بها شركات البترول ( سبعة عشر ألف جنيه الجالون) بدلا عن أربعة عشر ألفا البنزين وخمسة عشر ألف لجالون الجازولين ولأن الحكومة لاتشعر بوطاة الأزمات ترك الشعب يواجه جشع الشركات واطماعها في الحصول
على ماتريد من الشعب المغلوب على أمره ولو امتلكت الحكومة قدرا من الاحساس بآلام الشعب لحددت سعرا الجالون بما يحقق ربحا معقولا لشركات البترول ولايرهق الشعب بزيادات خرافيه لا مبرر لها والحكومة التي نجحت في السنوات الأخيرة في الحفاظ على
سعر صرف الجنيه مقابل العملات الأخرى رغم الحرب والحصار الا انها الآن استسلمت لأمر الواقع وتدهورت العملة وتصاعدت أسعار كل العملات الاجنبية وليس الدولار وحده حتى بدأت الحياة تضيق على عامة الناس وتتفشي أمراض الفقر
إذا تدهور سعر العملة الوطنيه تبعا لذلك ترتفع الأسعار كما يحدث الآن في الأسواق خاصة الأدوية والمواد الغذائية الضرورية والشح الخانق الآن في الوقود وارتفاع أسعاره في السوق السوداء يتعبه ارتفاع في سعر الليمونة الواحدة وكيلو البطاطس واللحوم والفحم النباتي بعد أن استعصي الحول على غاز الطبخ في الوقت الحالي
الحكومة مهما حاولت الممانعة والتعنت غير المبرر فانها في آخر الأمر ستخضع للأمر الواقع وتلجا التسويات مع شركات البترول التي سوف تستغل
الوضع وتفرض شروط المنتصر على المهزوم والضحية هو محمد أحمد الذي يمني نفسه بالعودة لبيته وينعم بقدر من الخدمات ولكن هيهات في كل يوم تثبت
الحكومة عجزها وبعدها على واقع الناس وتلك من آفات وأمراض حكومات التكنقراط وهي بطبيعتها بعيدة عن الشعب وتضعف لديها خاصية الاحساس بآلام الضعفاء وهي بطيئة جدا في قراراتها ومتخلفة عن الواقع
