مقالات

يوسف عبد المنان يكتب: ..خارج النص..اليوم الأول

يوسف عبد المنان يكتب: ..خارج النص..اليوم الأول

 

مضى اليوم الأول لامتحانات الشهادة السودانية دون أحداث وتمكن الطلاب من الجلوس بعد معالجات استمرت لثلاثة أيام سهر فيها المعلمين ولجان الأمن من المغرب حتى مطلع الفجر ليجد اي طالب وفد من الولايات إلى ام درمان مقعدا ورقم جلوس بما يشبه

المعجزة التي كشفت عن إرادة وعزم وثقة في الله والنفس لتحقيق مقاصد الاستقرار في بلد يسعى أعدائها لدفن شعبها حيا وتجلت إرادة وعزم أجهزة الدولة جميعها أمس في تجاوز اليوم الأول الذي يمثل

معركة لاتقل أهمية من معارك الكرامة التي ينبغي أن يستمد منها الشعب إرادة التعمير والبناء مثلما خاضها أبطال القوات المسلحة معارك بالدم والدموع والأهات حتى تحقق نصرا نسبيا في خضم معركة لاتزال تشتعل أوارها
عاش الشعب السوداني يوم أمس خاصة في ولايه الخرطوم ساعات عصيبة وهم يعدون الساعات والدقائق لبدء الامتحان

في ظروف أمنية شديدة التعقيد والمليشيات أعلنت مسبقا رفضها للامتحانات وهددت باستهداف الطلاب للحيلولة دون عقد الامتحانات في السودان ولكن حتى مغيب شمس امس لم تستهدف المليشيا الطلاب ربما بدلت المليشيا مواقفها وقدرت الخسائر التي

تلحق بها في حال استهداف الطلاب الأبرياء مثلما استهدفت الوجود المدني في أي مكان بالسودان وعلى الصعيد الأمني الوقائي فقد شهدت الأيام التي سبقت الامتحانات طورت القوات المسلحة من عملياتها الوقائية في بحري وغرب وجنوب ام درمان

ومنذ ماقبل فجر أمس السبت بدأت منظومة القوات المسلحة المدفعية الموجهة ضرب تمركزات المليشيا بأسلحة ثقيلة في بحري والصالحة ودمرت القوات المسلحة راجمة بصاوخ موجه كانت تقصف ام درمان من شرق الخرطوم وتسللت القوات الخاصة إلى قلب

العدو ونفذت عمليات خاصة ألحقت بالمليشا خسائر بشرية فادحة وشوهدت أسراب الطائرات الحربية المقاتلة تجوب سماء ام درمان حتى الخامسة اي قبل حلول الظلام بقليل ولم يشكوا الطلاب من صعوبة في مادة التربية الإسلامية في اليوم الأول وأكد عدد

من الطلاب أن كل الأسئلة في ورقة الامتحان من داخل المقرر وعلت الابتسامات وجوه الطلاب في ام درمان على أمل أن تكتمل دورتها دون عراقيل
وفي دارفور فرضت المليشيا على الطلاب الغياب القسري بينما تسلل بعض الطلاب سرا إلى الولاية

الشمالية أقرب الولايات إلى دارفور حيث احتضنت المدارس النازحين إليها من الطلاب وقدمت سلطات الولاية الشمالية مساعدات كبيرة لطلاب دارفور بينما تباينت المواقف في الجزيرة حيث حرم الطلاب الا في محلية المناقل التي شهدت متابعة دقيقة من

الوالي ولجنة الأمن لمسار اليوم الأول وقدم اللواء عماد سيد مدير عام جهاز الأمن مساعدات كبيرة للطلاب بتنفيذ قرار المدير العام للجهاز أحمد إبراهيم مفضل بترحيل الطلاب وقدمت ولاية الجزيرة وجبات مجانيه للطلاب وذويهم وفي كادقلي جلس اثنا عشر

ألف طالب وطالبة للشهادة السودانية التي أشرفت على نقل اوارق الامتحانات منظمة اسمارت الكنسية باتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية غير مباشر سمحت فيه الحركة الشعبية بعقد الامتحانات في كادقلي وحرمان طلاب الدلنج برفض الحركة فتح

طريق كادقلي الدلنج ولكن مليشيات الدعم حرمت طلاب محليات هبيلا والقوز من الامتحانات وحبستهم في مناطق تسيطر عليها ولم تبذل اي جهود من قبل قيادات تلك المحليات خاصة الموالين المليشيا باقناعها بأهمية التعليم وإذا كانت أغلبية

أهل السودان نامت امس وهي مطمئنة لليوم الأول فإن اليوم الثاني يتطلب أيضا مضاعفة الجهد وشد الأحزمة ومضى القوات المسلحة في توسعت العمليات الوقائية حتى تنقضي أصعب مرحلة في تاريخ السودان الحديث وتفرض الأغلبية منطق الحق والعدل

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى