
يمتلك سيرة ذاتية فخيمة تسندها الخبرات الدبلوماسية الكبيرة..السفير عمر صديق.. تعقيدات المرحلة..!!
ثمّة ملفات مهمة في انتظار القادم الجديد..
تعيين صديق ياتي في لحظة حرجة من تاريخ العمل الدبلوماسي..
عمر محكوم بهامش محدود من التأثير ما لم يتم تمكينه فعلياً..
تقرير : محمد جمال قندول
بعد تسمية السفير عمر صديق وزير دولة بالخارجية، ثمّة ملفات مهمة في انتظار القادم الجديد الذي سيباشر مهامه في ظل تعقيدات ماثلة في المشهد ليس آخرها قطعًا، محاربة الحكومة الإسفيرية للميليشيا التي أعلنتها قُبيل أيام، وذلك بتحصين البلاد بمراكز قوى خارجية داعمة له في المحافل الكبرى، بجانب تعرية التمرد أمام العالم وإيجاد أرضية قوية وبناء علاقات خارجية متوازنة.
محطات خارجية
يأتي تعيين السفير عمر محمد أحمد صديق وزير دولة بوزارة الخارجية في لحظة حرجة من تاريخ الوزارة والعمل الدبلوماسي، حيث تواجه الدبلوماسية السودانية تحديات مركبة داخلية وخارجية.
وهذا يعد التعيين الثاني للرجل، إذ كان رئيس مجلس السيادة قد أصدر قرارًا في خواتيم أبريل الماضي بتعيين السفير عمر وزيرًا للخارجية قبل أن يتم إنهاء التكليف بشكلٍ سريع عقب تعيين رئيس الوزراء د. كامل إدريس والذي كان قد حل الحكومة عقب تعيينه مباشرةً. والراجح أن اختيار صديق وزير دولة يعني بأن د. كامل سيجمع قريبًا بين مهامه رئيسًا للوزراء ووزيرًا للخارحية.
ويمتلك السفير عمر سيرة ذاتية فخيمة مشبعة بالخبرات الدبلوماسية الرفيعة خاصة وأن الرجل عمل في محطات خارجية مهمة وآخرها محطته سفيرًا للسودان بالصين، وقبلها مديرًا للإدارة السياسة بالقصر الجمهوري.
الصلاحيات التنفيذية
ويقول الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي د. عمار العركي إنه في ظل هذا الواقع، يواجه عمر صديق جملةً من التحديات الجوهرية الجسيمة على كافة المستويات، أبرزها: غياب الغطاء السياسي الواضح، وأن الخارجية تعاني منذ أشهر من غموض في المرجعية السياسية، وارتباك في الخطاب الرسمي، ما يجعل من الصعب على أي وزير دولة ـ مهما كانت كفاءته ـ أن يتحرك بحرية أو أن يؤثّر في مخرجات الوزارة.
ويواصل محدّثي في معرض الطرح ويقول إن ضعف الصلاحيات التنفيذية: بحكم كونه وزير دولة لا أصيلاً، فإن عمر صديق محكوم بهامش محدود من التأثير، ما لم يتم تمكينه فعلياً، أو إحداث تغييرات هيكلية تضمن له الدور القيادي الفعلي في ملفات العلاقات الخارجية.
ويضيف د. عمار بأن الفراغ المؤسسي داخل الوزارة: تعاني الوزارة من تآكل في الخبرات، وضعف في الأداء المؤسسي، وتدهور في منظومة العمل الدبلوماسي، سيجعل من إعادة تنشيطها مهمة شاقة تحتاج إلى سلطة فعلية لا رمزية. هذا بجانب تعقيد المشهد الخارجي وتراجع الحضور الدولي للسودان من ملف العقوبات، إلى الانقسام الدولي في التعامل مع الحرب، إلى ضعف الصوت السوداني في المحافل الإقليمية والدولية، يواجه عمر صديق مشهداً خارجياً متشابكاً، بلا أدوات مكتملة ولا مرجعية وطنية موحدة.
واختتم العركي إفادته وقال إن السفير عمر صديق يواجه تحديًا ثلاثي الأبعاد: موقع شكلي، وزارة مضطربة، وساحة دولية معقدة. فالمشكلة ليست في شخصه أو كفاءته، بل في الإطار العام الذي تم زجه فيه دون أدوات تمكّنه من صناعة فارق حقيقي، ما لم يُعط الرجل صلاحيات فعلية، أو يتم تصحيح وضع الوزارة ككل، فإن المهمة لن تتجاوز حدود التمثيل الشكلي وسيذهب عمر صديق كما ذهب سلفه د. علي يوسف، وستبقى الخارجية على حالها حبيسة الغموض والتهميش.
المصدر : صحيفة الكرامة