مقالات

 يس ابراهيم الترابي يكتب: قرار صائب من لجنة الطواريء بولاية كسلا بفتح المدارس ووضع الاحتياطات اللازمة

 يس ابراهيم الترابي يكتب: قرار صائب من لجنة الطواريء بولاية كسلا بفتح المدارس ووضع الاحتياطات اللازمة

 

التروي الذي اتخذته لجنة الطواريء بولاية كسلا في الفترة الماضية بخصوص فتح المدارس كان له ما يبرره ، لأن هذه الولاية قد قدر لها أن تنوء بأعباء النزوح من ولايات الخرطوم وكردفان ودارفور ، ولكن ما جرى في

ولاية الجزيرة من نزيف متواصل وتشريد قسري جعلهم ييممون شطرهم صوب كسلا رغم وجود ولايات قريبة منهم.

لا يوجد موطئ قدم حالياً بمدارس مدينة كسلا أو منازلها أو بعض فناءاتها، خصوصا أمام جمعية الهلال الأحمر فرع كسلا ، وهذه الأعداد المهولة التي تفد باستمرار على ولاية كسلا جعلهم يفكرون حول كيفية استضافتهم ، وانشغل

جميع المسؤولين بالولاية لذلك تماما، ولم تتح لهم فرصة التفكير والتداول في أي أمر آخر لأن أوضاع الوافدين كانت مأساوية وظروفهم كارثية ومشاكلهم متباينة تعج بها مراكز الإيواء.

وبعد متابعات وتمحيص للاحوال وإدراك لكل أبعادها ووضع الاحتياطات لها والتحوطات المحتملة، وبعد أن تم إسناد القرار من كل جوانبه، أعلنت لجنة الطواريء بولاية كسلا فتح المدارس يوم الأحد القادم في كل مناطق

الولاية على أن يجتهد الكل معها في إيجاد المعالجات المطلوبة لبعض التعقيدات والصعوبات خصوصا محلية كسلا حيث تكتظ بالوافدين بجميع مدارسها.

وقد شُكلت لجنة لمعالجة وتوفيق أوضاع الوافدين بهذه المراكز بتوفير كل احتياجاتهم بعد إفراغ بعضهم من المدارس التي يتواجدون فيها وضمهم ودمجهم في مدارس أخرى كمراكز إيواء لهم ، وهذا ما تجهد فيه

اللجنة نفسها لتجهيز أماكن لهؤلاء الوافدين في الساحات الفارغة ببعض مراكز الإيواء وخلق جوانب سكن مريحة لهم من كل النواحي، وهم حريصون على عدم تضرر أي أسرة في هذه المدارس.

تعلم لجنة الطواريء ووزارة التربية والتوجيه بكسلا جيدا حجم المسؤوليات والتحديات التي يمكن أن تواجههم ولكنهم امتلكوا الشجاعة بضرورة تجاوزها بتعاضد الجميع وتضافر الجهود الرسمية والمجتمعية وكذا

المنظمات التي ينتظرها دور كبير في إنجاح قرار فتح المدارس ويعتمد عليها اعتماد شبه كامل في تهيئة كل عوامل المناخ الملائم وجوانب الاستقرار حتى تكلل الجهود بالنجاح وتذلل الصعوبات بتيسير أمرها لأن أي

تأخير في أمر فتح المدارس ربما يلقي بظلال سالبة على وضع تعليم الأجيال خصوصاً وأن بعض الأطفال قد تجاوزا سن الإلتحاق بالمدارس بسنتين أو ثلاثة.

ينبغي أن يجد هذا القرار تأييدا ودعما مجتمعيا واسعا من كافة ألوان طيف المجتمع سواء كان ذلك من الإدارات الأهلية أو المكونات الشعبية أو منظمات المجتمع المدني لأن الكل يهمهم تعليم أبنائهم وبناتهم مهما كانت الظروف

والأخطار ، وخير مثال لذلك أن التعليم لم يتوقف في كل الدول التي قامت بها حروبات لسنوات عديدة، وهنالك ولايات قد أكملت العام الدراسي وولايات بدأته ولأن وضع كسلا مختلف نوعا ما، فكان هذا القرار الصائب

والسليم حتى لا تتعقد أمور التعليم أكثر وتتراكم الدفعات، فهل تودون أن يضيع مستقبل تعليم أبناؤكم وبناتكم سادتي وأهلي بولاية كسلا؟.

ونعلم تمام العلم أن كل الأسر يهمها أمر التعليم وأنها في سبيل ذلك (تقطع من جلدها) لأجل توفير المستلزمات والمعينات الدراسية المطلوبة للأبناء والبنات من الكتب والكراسات والزي المدرسي ونرجو أن تعينهم عليها

المنظمات وألا يقتصر دورها في تهيئة مراكز الإيواء على أمل أن تنحسن ظروف البلاد وتقوم الحكومة بواجباتها كاملة تجاه العملية التعليمية والتربوية.

أما أخوتي وزملائي المعلمين والمعلمات فإن الاعتراف بحقوقهم وافر حسب ما سمعته من مسؤولي وزارة التربية والتوجيه بالولاية وسعيهم الدؤوب حيال ذلك، ولذلك نحن على ثقة تامة بأن الروح الأبوية التي

يحملونها بين جوانحهم تجاه أبنائهم وبناتهم التلاميذ والطلاب تجعلهم يتحملون بعض الظروف في الانخراط في المدارس واستقبال طلابهم أفضل استقبال عسى الله أن يفتح لهم دروب خير وفير ورزق وأجر عظيم، وندري

مافي قرارة أنفسهم تجاه هذا الأمر، فهم في شوق ولهفة للتدريس الذي غابوا عنه كثيرا، وعلى حكومة الولاية أن ترد لهم صبر جميلهم بأعجل ما يكون حتى تنفتح شهيتهم ويقبلون بمتعة تجاه العمل بالمدارس.

وليتنا جميعا أن نضع الهدف التربوي والتعليمي تجاه فلذات الأكباد نصب أعيننا رغم ما نعانيه وألا نهتم بالمقاصد الأخرى سياسية كانت أم غير ذلك لأن هنالك جهات ربما تعترض قرار فتح المدارس لأن همها كسب المعلمين والمعلمات فقط لدواعي مفهومة ومهضومة

للجميع وإن خسرت كل أفراد المجتمع وتستغل كل الظروف لتحقيق مآربها التي تبتعد عن الروح الوطنية والأطر التربوية تماما ، وعلينا جميعا أن نتحد لإنقاذ أجيال الولاية من الضياع التعليمي وأن نطوّع المستحيل لأجل ذلك.

ومن هنا نناشد الأخوة في مجلس السيادة والحكومة الاتحادية ممثلة في مجلس الوزراء وخاصة وزير التربية والتعليم الاتحادي المكلف بأن ولاية كسلا قد تحملت الكثير وما زالت ، فكان لزاما عليهم أن ينظروا إليها نظرة

خاصة لأن أوضاعها خاصة وأن يتم دعمها والوقوف معها حتى تتجاوز هذه المرحلة الحساسة وتتوفق في موضوع استئناف الدراسة وأهمية ذلك، فولاية كسلا تناديكم.
بارك الله في خطواتكم وسدد رميكم وأعانكم على فعل

مافيه خير الناس (خيركم خيركم لأهله) وعوّض إحسانكم وعدم أجر صبركم وتحملكم لهذه الأوضاع الوخيمة التي انعكست على الجميع بسبب تداعيات الحرب اللعينة وتأثيراتها السالبة على كافة المجالات.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى