مقالات

 يسين ابراهيم الترابي يكتب : مرتكزات النظرة الإسلامية لقضايا صحة الطفل(٢)

 يسين ابراهيم الترابي يكتب : مرتكزات النظرة الإسلامية لقضايا صحة الطفل(٢)

نوهت في مقالي السابق رقم (١) بأنني سعدت بحضور ورشة تدريبية استهدفت الأئمة والدعاة بمحليات ولاية كسلا واتخذت عنوان (المنهجية الإسلامية الوقائية لتعزيز قضايا صحة الطفل) ، وقد أفردت حيزا للمادة العلمية

التي قدمت وبعثت لكم بالأمراض وكيفية تعامل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم معها وتناولت غسل الأيدي في جانب السلوك الصحي الوقائي، ونواصل فيه اليوم.
*٢- شرب الماء الصحي والمحافظة على سلامة المياه في التوجيه الإسلامي*

(إذا قام أحدكم من الليل فلا يدخل يده في الإناء حتى يُفرغ عليها مرتين أو ثلاثا ، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده) رواه النسائي.

إغلاق الآنية التي فيها الطعام والشراب من الأمراض والأوبئة التي تنتشر في الهواء وتمر بالآنية، (غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السَّنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقا ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء).

*الحفاظ على الماء الراكد والجاري*
في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اتقوا الملاعن الثلاثة، البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل، و”لا يبولنّ أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه”.

من الجدير بالانتباه ما أشار إليه العلماء من أن الأمر ليس مقصورا على (البول) تحديدا ، بل هو مثال لكل المنجسات والملّوثات ، قال النووي( قال أصحابنا –

الشافعية لأنه شافعي- وغيرهم من العلماء: والتغوط في الماء كالبول فيه وأقبح ، وكذلك إذا بال في إناء ثم صبه في الماء ، وكذا إذا بال بقرب النهر، بحيث يجري إليه البول، فكله مذموم قبيح منهي عنه على التفصيل المذكور”.

يشمل ذلك النهي عن التبول أو التغوط قرب الماء، وفي هذا ذكر النووي ، قال العلماء: ويكره البول والتغوط بقرب الماء وإن لم يصل إليه لعموم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن البراز في الموارد ، ولما فيه من إيذاء المارين بالماء ، ولما يُخاف من وصوله إلى الماء”.
*توجيهات نبوية للحفاظ على الماء المستخدم:*

*١- استخدام يد واحدة للنظافة:*
أم المؤمنين عائشة قالت:( كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه ، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى)، وفي رواية أحمد عن أم المؤمنين حفصة بنت عمر أنه صلى الله عليه وسلم(وكان يمينه لأكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه ، ويجعل شماله لما سوى ذلك).

الأذى في حديث عائشة كلمة عامة تشمل كل ما يمكن أن يندرج تحتها من الضرر، بل بعض العلماء جعلها تشمل كل ما تعافه النفس ، قال المباركفوري في مرقاة المفاتيح(أي ما تستكرهه النفس الزكية كالمخاط والرعاف وخلع الثوب ، والظاهر إن إدخال الماء في الأنف باليمين والامتخاط باليسار).

عن عبدالله بن أبي قتادة رضي الله عنه، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال( إذا بال أحدكم فلا يأخذن ذكره بيمينه ، ولا يستنجي بيمينه ، ولا يتنفس في الإناء).

*٢- النهي عن التنفس في الإناء*
في حديث أبي قتادة عن توجيه آخر مختص بالماء، وهو قوله”ولا يتنفسن في الإناء” ، وهذا المعنى نفسه يتكرر وبشكل أوضح وأكثر تفصيلا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا شرب أحدكم فلا يتنفسن في الإناء ، فإذا أراد أن يعود فليُنَحِّ الإناء ثم ليعد إن كان يريد).

*٣- النهي عن الشرب من فم السقاة*
نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يشرب من في السقاء.
نواصل في الحلقة القادمة الحديث عن محاور السلوك الصحي الوقائي.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى