مقالات

وهج الكلم.. د. حسن التجاني يكتب : مستشفي حلفاج..ياحسرة علي العباد….!!

وهج الكلم.. د. حسن التجاني يكتب : مستشفي حلفاج..ياحسرة علي العباد….!!

في هذه اللحظات العصيبة يصعب علينا أن نتناول قضايا تزيدنا وجعا علي ما نحن فيه من وجع .
* حرب وتشريد ونهب وقتل وسرقة واغتصاب وجرائم لا تحصي ولا تعد ولكن لا فكاك.

* وتأتي مستشفي حلفا الجديدة وتزيد الطين بلة…سوء إدارة وسوء متابعة وسوء تصرف وسوء احترام ادمية البشر بل وسوء رقابة .

* حلفا قبل الحديث عن مشفاها كانت تعد من المدن الأكثر واجمل تخطيطا وتنظيما وسط مدن السودان جميعها رغم كراهية اهلها الحلفاويين لها الذين تم

تهجيرهم عنوة وقهرا لها بعد غرق وادي حلفا بمياه السد العالي علي ابان عهد حكومة عبود وعبد الله خليل حكومات لم تقدم للسودان أكثر من انها أضرت به وبشعبه الي يومنا هذا.

* اي شئ في حلفا في بداياتها كان متوفرا وبالمجان لبن وسمن
وكل المواد التموينية حتي الذبيب والتين في تعاونيات المدينة الذي كان مقره مربع 6….والصرف بالكرت .

* كانت مشفي حلفا الجديدة علي حينها تغسل نهاية كل دوام بالصابون والديتول حتي جدرانها لتصبح ثاني يوم تسر المرضي والناظرين وحالتها تشفي العليل.

* كانت حلفا الجديدة حديث مجتمع وحديث مدينة من حيث الخدمات والتحضر والرقي وكل شئ فيها مميز تميز اهلها وكانت المراكز الصحية تشرف …وتجد فيها كل انواع العلاج المجان علي عهد المرحوم (الحكيم) محي

الدين الذي كان يعرفه كل اهل حلفا لطيبته وحسن معاملته ولا انسي معدات معمله في التعقيم التي تشفيك بحسن نظافتها وتطمئن لأي شئ فيها حتي حقن البنسلين الحديد التي يتم تغيير الإبرة فقط فيها لا زلت أذكرها ..رحم الله عمنا محي الدين فقد كان نظيفا عفيفا تطمئن له النفس .

* الشئ الطبيعي إذا كان هذا الحديث وهذه الذكريات قد مر عليها أكثر من أربعين عاما من الطبيعي أن نكون اليوم أكثر تقدما مما كنا عليه سابقا…لكن للأسف تدهورنا

لدرجة الشفقة والحسرة علي ما نحن فيه اليوم من حال صحي أقل ما يمكن أن توصفه انه ردئ …لا علاقة له بالانسانية ولا بالصحة .

* مستشفي حلفاج اليوم يقتل بالحسرة كل من يلج إليه مريضا أو زائرا أو مرافقا …قسما تعالي لو زاره مسئول صاحب ضمير لاغلقه فورا لعدم الصلاحية وأخضع من هم علي مسئوليته للمحاسبة لاهمالهم وتقصيرهم في حق

المواطن …لا يمكن أن أصف لكم الحال من روائح نتنة وحمامات هالكة وملجنة أجبرت المدير الإداري الذي لاحول له ولاقوة لاغلاقها وتشميعها في قسم الحوادث …المدير الإداري وليد هذا حاله يغني عن سؤاله فالحال

لايسر…مكاتب الأطباء متسخة بلا اضاءة وبلا مراوح وبلا مكيفات ولكنها مليئة بالغبار والعنكبوت يعشعش في كل مكان فيها….اذا أخطأت ووضعت يدك في اي مكان داخل أفضل وانظف مكتب تندم علي اليوم الذي ادخلك هذه الحوادث…. بلاط مكسر ومتسخ وعنبرين فقط كل واحد

أسوأ من الثاني جهاز لقياس الضغط لا يوجد ولا معمل واحد للفحص داخل الحوادث كله تحويل للمستوصفات الخارجية الخاصة التي تتبع لأطباء مسئولين إداريين عن مستشفي حلفا…ولا احد يسأل ولا احد يحاسب .

* تخيلوا ورقة لكتابة الفحوصات بالمعامل الخارجية غير متوفرة علي تربيزة الطبيب العمومي بالحوادث .
* الأدهي والأمر والمبكي والمحزن ان هناك شخص يأتي بممجموعة أسرة للإيجار داخل الحوادث (ايوه والله

العظيم)..يوزعها ليلا ليجمعها صباحا باكرا قبل حضور اي مدير ان وجد اصلا وذلك في حضور قوة التأمين كلها بأشكالها وانواعها المختلفة …والحمامات بكل سوئها داخل المستشفى برسوم (ايوه والله) تم تحويلها لتاجر يتكسب منها (شر البلية ما يضحك) .

* الأموال التي وصلت تبرعا لهذه المستشفى مليارات بشهادة التجار الذين تبرعوا لها والخيرين والمغتربين الذين كونوا قروبات للتبرع ولا جديد حتي يذكر…ناهيك عن رسوم دخول الزوار يوميا علي مدار الساعة.

* رجل الأعمال المعروف في حلفا الدكتور بكري ربيع عبد االه أحضر أجهزة حديثة للمختبرات الطبية وأجهزة علاج بمبالغ ضخمة جدا

حاولت مستشفي كسلا سحبها الا ان هذا الرجل صارع لبقائها في مستشفي حلفا لكنها لم تستخدم ولم يتم تركيبها …الآن لها اكثر من عشرة سنوات مهملة عند مدخل الحواث أصبحت مكبا للنفايات في منظر تدمي له القلوب.

* من المسئول عن مستشفي حلفا الان؟ وماذا يفعل؟ وهل شاهد يوما هذا الحال المتردئ ؟..وهل حرك ساكنا فيه؟ وماذا يقول للمرضي؟ ولاهل حلفا؟ الذين وثقوا فيه لإدارة هذه المستشفي؟ وكيف يبدأ يومه فيها وهي بهذه الحالة السيئة التي وصلت إليها في عهده من تدهور

وخراب ودمار حتي انها اصبحتةغير صالحة لتدريب اطباء جدد وطلاب طب والا ستكون خبراتهم أسوأ مما هو عليه حاله الإداري السيئ هذا.

* انا اتحدي ان يكون المدير الطبي لهذه المستشفى ملما بدوره فيها او حتي متابعا لنشاطها اوله ادني فكرة عن أمر تسييرها…واذا كانت اسئلتي هذه في غير مكانها فعلي الإدارة السلام وعلي الصحة الحسرة.

* الإمكانيات التي لدي هذه المستشفي والأموال التي تدر يوميا في خزانتها لهي كافية لإنشاء مستشفي كاملا جديدا ناهيك ان تجري إصلاحا واصحاحا فيها يليق

بإنسان حلفا الذي من حقه وبما يدفع ويتبرع اقلاها ان تحترم إدارة المستشفي ادميته وتقدم له خدمة صحية تناسب ما يقدم لها من مال .

* المستشفي غير صالح لاستقبال حالات مرضية تحتاج لعلاج بل صالحة لاستقبال حالات صحية لتمرض من سوء بيئتها الصحية الرديئة.

سطر فوق العادة :
مستشفي حلفا يحتاج لمدير عام قوي ليس بطبيب ولكنه تخصص إدارة مستشفيات متفرغ لادارتها لا تشغله أعماله الخاصة اوعياداته الشخصية عن حسن إدارتها….اهل

حلفا يستحقون كل خير ولا يستحقون هذا الاهمال واللامبالاة وعدم الاحترام …اهل حلفا من حقهم يتعالجوا أفضل العلاج في مستشفي دفعوا لها من حر مالهم كل غالي ونفيس

ولكن كل ذلك قابلته إدارة المستشفي بإلاهمال وعدم الاحترام …والله كرم الإنسان

احسن تكريم…فمن انت حتي تزله … علي مواطني حلفا (و من حقهم) ان يطالبوا بمدير يتفهم احتياجاتهم الصحية ويهتم بعلاجهم.
(ان قدر لنا نعود)

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى