وفاة الناشط نزار بنات.. مطالب أميركية وأممية وأوروبية بتحقيق شفاف وغضب فلسطيني ضد السلطة
وفاة الناشط نزار بنات.. مطالب أميركية وأممية وأوروبية بتحقيق شفاف وغضب فلسطيني ضد السلطة
طالبت الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بتحقيق مستقل وشفاف في وفاة الناشط الفلسطيني نزار بنات، أثناء اعتقاله من قبل الأمن الفلسطيني في مدينة الخليل بالضفة الغربية، وقد أثارت الحادثة ردودا غاضبة تجاه السلطة الفلسطينية، التي حملتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية “اغتيال” الضحية.
فقد حثت الخارجية الأميركية، مساء اليوم الخميس، السلطة الفلسطينية على إجراء تحقيق عميق وشفاف في وفاة الناشط الفلسطيني.
وعبرت الوزارة عن انزعاجها الشديد لوفاة نزار بنات، وقالت إنها تقدم التعازي الخالصة لعائلته.
وقبل ذلك، طالب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام، تور وينسلاند، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بتحقيق فوري وشفاف في وفاة بنات (43 عاما)، والذي عرف عنه توجيه انتقادات حادة للسلطة.
وأكد وينسلاند أن الضحية توفي بعد ضرب مبرح تعرض له من قبل الأمن الفلسطيني خلال اعتقاله، داعيا إلى محاسبة المسؤولين عن وفاته.
كما عبرت بعثة الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية عن صدمتها وحزنها لوفاة بنات، وطالبت بإجراء تحقيق فوري وكامل ومستقل في الحادثة.
من جهته، قال القنصل البريطاني العام في القدس المحتلة، فيليب هول، إن هناك حاجة إلى تحقيق سريع وشفاف في وفاة بنات.
في الإطار نفسه، قال شعوان جبارين، مدير مؤسسة الحق لحقوق الإنسان وعضو المجلس الاستشاري لمنطقة الشرق الأوسط بمنظمة “هيومن رايتس ووتش” (Human Rights Watch)، إن وفاة الناشط الفلسطيني ليست حدثا عابرا، وإنما هي استمرار لحوادث مشابهة سجلت على مدار السنوات الماضية.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أمر رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية بتشكيل لجنة تحقيق في وفاة بنات، في حين تعهد متحدث باسم الأجهزة الأمنية باتخاذ أي إجراء يترتب على التحقيق.
وسيترأس وزير العدل، محمد الشلالدة، اللجنة التي ستتألف من ممثل عن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، وطبيب ممثل عن عائلة بنات، وممثل عن الاستخبارات العسكرية.
وقال المفوض السياسي العام والمتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، طلال دويكات، للجزيرة إن رئيس الوزراء أوعز بتشكيل لجنة تحقيق محايدة وفورية، مضيفا أنه لا مانع لدى السلطة الفلسطينية من مشاركة مؤسسات حقوقية وإنسانية في اللجنة.
وأكد دويكات أن الحكومة الفلسطينية جاهزة لاتخاذ أي إجراءات تترتب عن النتائج التي ستتوصل إليها لجنة التحقيق.
وقالت مراسلة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، إن هناك ترقبا لنتائج تشريح جثمان الناشط الراحل، مشيرة إلى أن جنازته ستنظم غدا الجمعة في مدينة الخليل.
ردود فلسطينية غاضبة
وقد نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بما وصفته بـ”اغتيال” أجهزة أمن السلطة الفلسطينية الناشط والمعارض السياسي نزار بنات في الضفة الغربية.
وقال الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، إن ما سماها الجريمة المدبرة والمنظمة تعكس نوايا وسلوك السلطة وأجهزتها الأمنية تجاه النشطاء المعارضين وخصومها السياسيين، على حد تعبيره.
وحمّلت حماس الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، المسؤولية الكاملة عن كل تداعيات ونتائج هذه الحادثة.
كما استنكر المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، طارق سلمي، ما وصفها بـ”الجريمة” التي أدت إلى “استشهاد” بنات، واعتبر أنه تم الاستقواء عليه بينما يعربد الاستيطان في كل مدن الضفة، ويقتل الأبرياء على الحواجز، مشددا على رفض الاعتقال والاغتيال السياسي.
بدورها، حمّلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السلطة الفلسطينية المسؤولية عما وصفته باغتيال نزار بنات، وقالت إن الحادثة تفتح مجددا موضوع طبيعة دور ووظيفة السلطة وأجهزتها الأمنية، وما سماه البيان “استباحتها حقوق المواطنين الديمقراطية” من خلال سياسة تكميم الأفواه والملاحقة والاعتقال والقتل.
وبعد مظاهرات خرجت في كل من رام الله والخليل، دعا ناشطون فلسطينيون إلى تنظيم المزيد من الاحتجاجات عقب حادثة وفاة الناشط الفلسطيني.
وكانت الشرطة الفلسطينية فرقت مظاهرة خرجت في رام الله. وطالب المتظاهرون السلطات الأمنية الفلسطينية بكشف حقيقة ما جرى لنزار بنات، ومحاسبة المسؤولين في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية التي قامت باعتقاله.
وفي الخليل، خرجت مظاهرة طالب المشاركون فيها بكشف الظروف والملابسات المحيطة باعتقاله ووفاته بعد ذلك، محملين أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية كامل المسؤولية.
اعتقال فوفاة فاتهام بالاغتيال
وكان محافظ الخليل، جبرين البكري، أعلن، فجر اليوم الخميس، عن وفاة الناشط السياسي والحقوقي الفلسطيني نزار بنات خلال اعتقاله من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية.
وقال محامي الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، فريد الأطرش، في اتصال مع الجزيرة، إنه سيتم تحويل الجثة إلى الطب الشرعي للوقوف على أسباب الوفاة.
من جانبها، قالت عائلة نزار إنه تعرض لضرب مبرح خلال اعتقاله، وإنه خرج حيا من منزله؛ لكنه فارق الحياة في مقار الأمن الفلسطيني، ووصفت ما حصل بأنه عملية اغتيال مع سبق الإصرار والترصد.
ويُعرف نزار بانتقاداته الحادة للسلطة الفلسطينية، كان آخرَها نشرُه فيديو طالب فيه بالكشف عن فساد صفقة اللقاح بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
المصدر : الجزيرة + وكالات