
ورشة أمنية بالخرطوم تبحث المهددات في القطاع العقاري وتدعو لتشديد الرقابة على الشقق المفروشة
الخرطوم : رحاب فريني
نظّم جهاز المخابرات العامة بالتعاون مع الغرفة الفرعية للمكاتب العقارية والشقق المفروشة، ورشة عمل بعنوان “المهددات الأمنية في القطاع العقاري والإجراءات الميدانية”، وذلك برعاية وزير الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم، اليوم 11 ديسمبر 2025م، بالمركز الثقافي بأمدرمان.
وخلال الورشة، أوضح مدير شرطة السياحة والتراث النور محمد عبدالغني أن الشقق المفروشة أصبحت تمثل ثغرة أمنية نتيجة الانتشار العشوائي للإيجارات، مشدّدًا على ضرورة اتخاذ تدابير صارمة لضمان الأمن. وأكد أن أمن المجتمع مسؤولية مشتركة، داعيًا إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية، لافتًا إلى أن هذه الورشة ستكون بداية لسلسلة خطوات منظمة نحو تحسين الرقابة.
من جهته، أكد وزير الثقافة والإعلام والسياحة وممثل والي الخرطوم الطيب سعد الدين ضرورة تكوين آلية مشتركة للرقابة والضبط على نشاط الشقق المفروشة، مبينًا أن هذا النشاط حديث نسبيًا في السودان مقارنة بالدول الأخرى. وأوضح أن الوزارة هي الجهة المخول لها قانونًا تنظيم العمل السياحي، مشيرًا إلى أن ولاية الخرطوم فقدت 98% من قطاع الشقق المفروشة بسبب الحرب.
وأضاف الطيب أن ضعف الحس الأمني لدى بعض المواطنين يمثل أحد أكبر التحديات، مؤكدًا أن الشرطة خصصت رقمًا مجانيًا للتبليغ عن أي مهددات، داعيًا لإطلاق حملة إعلامية موسعة لرفع الوعي لدى أصحاب العقارات وسد الثغرات الأمنية.
وقدّم ممثل جهاز المخابرات العامة عز الدين محمد قسم السيد الورقة الأولى بعنوان “المهددات الأمنية”، مشيرًا إلى أن الوجود الأجنبي غير المنظم يمثل مهددًا بارزًا، وأن عدم الإبلاغ عن الحالات المشبوهة يعد تسترًا يضع صاحبه تحت طائلة القانون. وذكر أن جرائم مثل تزييف العملة والتهريب والحجز غير القانوني والقتل ارتبطت بعدد من المخالفين الأجانب.
فيما تناول رئيس الغرفة الفرعية للمكاتب العقارية والشقق المفروشة خالد يس شرف الدين الورقة الثانية حول “الإجراءات الميدانية في إطار التجارب السابقة”.
وقال خالد يس شرف الدين، رئيس الغرفة الفرعية للمكاتب العقارية والشقق المفروشة بولاية الخرطوم، إن الحرب بدأت من الشقق المفروشة، وأشار إلى وجود هجمة شرسة على الشقق المفروشة سبقت الحرب، خاصة تلك التي تطل على المواقع الحيوية
وطالب يس أصحاب المكاتب العقارية بأخذ الحيطة والحذر والتدقيق عند إيجار الشقق، لضمان عدم استغلالها في الأنشطة الإجرامية
مشيرا الي إعداد استمارة لضمان حقوق جميع الأطراف ذات الصلة، بما في ذلك المؤجر والمستأجر
واضاف يجب أن يكون لدى كل مكتب سجل يحوي أدق المعلومات عن المستأجرين، بما في ذلك هوية الشخص وغرض الإيجار.
وكشف يس عن ضبط 9 حالات تزوير في العقود خلال الفترة الأخيرة، مما يدل على ضرورة زيادة الرقابة والتدقيق
واشار الي ضرورة تعاون أصحاب المكاتب العقارية التعاون مع الجهات الأمنية لضمان سلامة الشقق المفروشة.الي جانب نشر الوعي بين المواطنين بأهمية الحذر عند إيجار الشقق المفروشة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنظيم قطاع الشقق المفروشة .
من جانبه، أشاد رئيس مبادرة رموز المجتمع محمد حامد بشير بنجاح الورشة، مؤكداً أنها خطوة مهمة لرفع الوعي وتنظيم القطاع العقاري. وحيّا بشير المرأة السودانية في اليوم العالمي للمرأة، مشيدًا بدورها الذي قال إنه أسهم بنسبة 80% في نجاح “معركة الكرامة”.
وأشار بشير إلى أن الحرب دخلت البلاد عبر “بوابة العقارات” من خلال استيطان المليشيا في مناطق محددة بدعم متعاونين، ما يجعل تنظيم النشاط العقاري عنصرًا أساسيًا في حماية الأمن الوطني. ودعا لرفع الحس الأمني لدى الجميع، وإلزام السماسرة ببطاقات تعريف لضبط عمليات الإيجار.
وأكد أن “المعركة المجتمعية” بدأت الآن بعد نجاح الجيش في إنهاء التمرد، مشددًا على أن حفظ الأمن مسؤولية مشتركة. كما أعلن إطلاق مبادرة رموز المجتمع لبرامج التنمية والتثقيف بالتعاون مع عدد من الجهات، داعيًا إلى الخروج بتوصيات عملية تعزز الاستقرار.
واختتم المتحدثون الورشة بالتأكيد على أهمية التعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية، والإبلاغ الفوري عن أي ظواهر مريبة، خاصة في ظل ظروف الحرب التي تتطلب يقظة عالية لحماية المجتمع واستقراره.





