ود الحداد وبوط: معارك استراتيجية تحطم طموحات المليشيات
إنجازات عسكرية فارقة في النيل الأزرق وجنوب الجزيرة
تقرير | رحمه عبدالمنعم
في سلسلة انتصارات متتالية، تمكن الجيش السوداني من إحراز تقدم استراتيجي، استعاد خلالها السيطرة على مدينة ود الحداد بجنوب الجزيرة ومنطقة بوط بالنيل الأزرق، بعد معارك شرسة مع مليشيات الدعم السريع. هذه المعارك، التي وصفت بالتاريخية، أسفرت عن تدمير ثماني آليات قتالية للمليشيات والقضاء على عدد كبير من العناصر المسلحة، بينهم مرتزقة أجانب.
تفاصيل العمليات والمعارك
أكدت قيادة الفرقة الرابعة مشاة بالدمازين أن معركة بوط، التي استمرت لخمس ساعات، شهدت مقاومة شرسة من الجيش السوداني، حيث أظهرت القوات المسلحة بسالة استثنائية في مواجهة هجوم عنيف. وشدد البيان على أن التقدم العسكري في بوط لم يقتصر على التصدي للهجوم بل شمل القضاء على تهديدات مستمرة من عناصر أجنبية تدعم المليشيات.
في المقابل، استعاد الجيش السيطرة على مدينة ود الحداد، وهي نقطة ربط استراتيجية بين ولايتي الجزيرة وسنار. استعادة هذه المدينة، وفقًا لقادة ميدانيين، تعد ضربة قاصمة للمليشيات، نظرًا لموقعها الجغرافي الحيوي الذي يضمن تأمين خطوط الإمداد وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
رؤية عسكرية: التخطيط والنجاح التكتيكي
المحلل العسكري أحمد الطيب أكد أن استعادة ود الحداد تعني قطع خطوط الإمداد الرئيسية للمليشيات. وأضاف أن نجاح الجيش في التصدي لهجوم بوط واستعادة المناطق الحيوية يعكس مستوى عالٍ من التخطيط والتنسيق الميداني، قائلاً: *”هذه الانتصارات ليست مجرد مكاسب عسكرية، بل رسائل واضحة لكل من يحاول تهديد استقرار السودان.”*
الأبعاد الإقليمية للصراع
الخبير في النزاعات الإقليمية د. خالد عبد الرحمن أشار إلى أن وجود مرتزقة أجانب يؤكد أن الأزمة السودانية تجاوزت حدودها المحلية، وأصبحت جزءًا من صراعات إقليمية. وأوضح أن استعادة الجيش للمناطق الحيوية تمثل نجاحًا في مواجهة هذه المخططات الإقليمية التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد.
أبعاد إنسانية ومستقبل مشرق
بالإضافة إلى الأهمية العسكرية، تعكس هذه الانتصارات أبعادًا إنسانية كبيرة. مناطق مثل النيل الأزرق والجزيرة عانت طويلًا من أوضاع إنسانية صعبة بسبب هجمات المليشيات، واستعادة الجيش لهذه المناطق تسهل إيصال المساعدات الإنسانية وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
استراتيجية المستقبل: الحسم العسكري وبسط السيطرة
في تصريحات لـ”الكرامة”، أكد مصدر عسكري أن الجيش ماضٍ في تطهير كافة المناطق المتبقية تحت سيطرة المليشيات. وأضاف: *”لن نسمح لأي قوة داخلية أو خارجية بتهديد أمن السودان أو النيل من سيادته.”*
ختام: نحو استقرار دائم؟
بينما يحقق الجيش تقدمًا ملموسًا على الأرض، يظل السؤال المطروح: كيف يمكن لهذه الانتصارات أن تمهد الطريق لاستقرار دائم في السودان؟ الإجابة تكمن في الجمع بين الحسم العسكري، الحلول السياسية، ومعالجة التداعيات الإنسانية. السودان على أعتاب مرحلة جديدة، مليئة بالتحديات والفرص لبناء مستقبل مستقر وآمن.