
هيومن رايتس ووتش: فيديوهات تُظهر فظائع لمليشيا الدعم السريع في الفاشر
الخرطوم| العهد أونلاين
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن عشرات الفيديوهات المنشورة على مواقع التواصل خلال الأيام الأخيرة تُظهر قوات الدعم السريع وهي تنفذ قتلًا غير قانونيًّا وانتهاكات جسيمة أخرى بحق الفارين من مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، بعد استيلاء الجماعة على المدينة في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2025.
وذكر التقرير أن آلافًا غادروا الفاشر بعد استيلاء قوات الدعم السريع، الذي اعتُبر تتويجًا لحصار دام 18 شهرًا وهجمات متواصلة تسببت في مجاعة بمخيمات النازحين داخل المدينة وحولها. وأضافت المنظمة أن هجمات القوات على الفارين تثير خشية جدّية على مصير عشرات آلاف المدنيين الذين بقوا في المدينة حتى الأسبوع الماضي.
وقال فيديريكو بوريلّو، المدير التنفيذي الانتقالي لهيومن رايتس ووتش:
“الصور المروعة من الفاشر تحمل بصمات سجل قوات الدعم السريع الحافل بالفظائع الجماعية. ما لم يتحرك العالم بشكل عاجل، سيتحمل المدنيون وطأة جرائم أكثر فظاعة. ينبغي لداعمي قوات الدعم السريع، لا سيما الإمارات، الضغط على قادة الدعم السريع لردع قواتهم، بينما ينبغي لقادة العالم اتخاذ إجراءات صارمة ضد قيادة الدعم السريع.”
وأضافت المنظمة أن مقاطع الفيديو التي حقّقَت فيها وتأكدت من صحتها تُظهر مقاتلي الدعم السريع يحتفلون فوق أعداد من القتلى، يعدمون مدنيين مفترضين، ويسخرون من مصابين ويقتلونهم، كما وثّقت مواقعًا جغرافية لثمانية مقاطع قرب الساتر الترابي المحيط بالمدينة على بعد نحو 8 كيلومترات شمال-غرب الفاشر.
وحذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في 27 أكتوبر/تشرين الأول، من “تزايد خطر وقوع مزيد من الانتهاكات والفظائع واسعة النطاق ذات الدوافع العرقية في الفاشر”. كما أفاد مكتبه باعتقال مئات الفارين، وذكر أن الصحفي معمّر إبراهيم اعتُقل في 26 أكتوبر/تشرين الأول.
وسجلت تقارير طبية وإغاثية تدهورًا حادًا في الوضع الإنساني: أفادت “أطباء بلا حدود” أن 75% من 165 طفلًا دون الخامسة فُحصوا في 18–19 أكتوبر/تشرين الأول يعانون سوء تغذية حادًّا. وذكرت مصادر محلية ازديادًا في هجمات المسيّرات منذ سبتمبر/أيلول والتي أسفرت عن قتلى وجرحى من المدنيين.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن هناك أدلة على مشاركة مقاتلين أجانب وتوظيف مرتزقة، وأن أسلحة كانت بحوزة قوات الدعم السريع وثّقت استخدامها سابقًا وُصِلَت إليها من مصادر عسكرية خارجية. ودعت المنظمة مجلس الأمن للتحرّك فورًا لمنع المزيد من الفظائع، وطالبت الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات (ما تُعرف بالمجموعة الرباعية) بالإعلان عن إجراءات فورية تشمل تجميد الأصول وحظر السفر ضد قيادة قوات الدعم السريع.
كما طالبت المنظمة بفرض عقوبات مستهدفة على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (“حميدتي”)، ونائبَه عبد الرحيم حمدان دقلو، لارتكابهما — بحسب التحقيقات والتوثيق السابق — انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي، ودعت الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ودولًا أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة.
وحثت هيومن رايتس ووتش المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الداعمة لقوات الدعم السريع، على استخدام نفوذها فورًا لوقف الهجمات على المدنيين ولردع قادة الجماعة عن ارتكاب مزيد من الجرائم.
 
 


 




