هيثم الطيب يكتب (قراءة حول المنجز الثقافي للدكتور فضل الله أحمد عبد الله)
هيثم الطيب يكتب (قراءة حول المنجز الثقافي للدكتور فضل الله أحمد عبد الله)
الخرطوم: العهد أونلاين
– في البدء كانت كلمتي :-
الثقافة هي القائدة وهي الراجحة،هي اتفاق الحد الأدنى بين الجميع،والمسرح هو كل الأبواب الثقافية المفترض أن ندخل بها كلنا لصالح حق وخير وجمال،تلك الأبواب هي الحل،وهي الوطن وهي الناس،وهل اجتماع (الحل والناس والوطن) إلا كفاية الحرية والعدل،نحن نحتاج إلى فهم حقيقي لإدارة تنوعنا الثقافي في بلادنا،والمسرح يفعل ذلك بكفاءة ومنهجية وجدارة..
وفي ورقتي العلمية (قراءة حول المنجز الثقافي للدكتور فضل الله أحمد عبد الله)،وكانت بعنوان (الكتابة والإشارة)..
= له من الإصدارات التوثيقية والتحليلية :-
– الدراما والهُوية في أشعار محمد عبد الحي
– المسرح السوداني (الأنا ومقاربة الآخر)
– الرائد /ميسرة السراج (قال ولم أقل)
– الفضاء المسرحي في شعر عمر الدوش
– المسرح والأسطورة في شعر صلاح أحمد ابراهيم
– بحوث وأوراق عمل ودراسات في مشاركات خارجية (عربية وافريقية) عن (الهُوية السودانية) ..
الهُوية سؤال مخبوء في تأريخنا،لكنه يتجلى في الشعر والمسرح،سنار تمثل البعد التكويني الجمالي لذلك عند الدكتور الراحل محمد عبد الحي،يرى أنها تمثُلاً جمالياً لمكون كبير من مكونات الهُوية في الكيان السوداني،وبحث دكتور فضل الله أحمد عبد الله عن نفي لما يُقال انها كانت موضع اختبار لهُوية ناقصة وتفسير مكون مسكوت عنه،بحث في مضامين جمعية لذلك،قرأ بزاوية مكونات القول في (العودة إلى سنار)،القول الباعث على صناعة الشخصية الثقافية السودانية،وهنا السؤال،كيف السبيل لذلك..؟
لو نجحنا في ذلك، نكون قد حققنا فكرة التماثيلية الثقافية ونكون قد نجحنا في سياق صناعة تحالفات بين منطلقاتنا الثقافية المتعددة،كلاهما كان يبحث عن ذلك،دكتور محمد عبد الحي رمز لها،ثم قال دكتور فضل الله أحمد عبد الله بامكانية نجاحنا في ذلك بفعل صناعة التحالفات بين مكونات الشخصية الثقافية السودانية،شاملة ومتصالحة،ثم يضع إن المسرح هو الطريق لذلك لأنه جامع الفنون،وراسم تفاصيلها عبرأشراطه كلها..
في (العودة إلى سنار)،كان الدكتور محمد عبد الحي يرتكز على أناشيد طويلة،(البحر،المدينة،الليل،الصبح،الحلم)،في تلك الأشياء تفاصيل الدلالة التكوينية زمانياً و مكانياً لترسيخ مفهوم مشتركات الهُوية،والوصول للهُوية هنا،محاولة كشف صوتي أكثر من ادراكي،لكن دكتور فضل الله أحمد عبد الله في اشاراته البحثية قال يتحقق الادراك وندرك ذلك كوطن وكهُوية،رؤية متقدمة لمقال دكتور محمد عبد الحي،ونسأله كيف ذلك..
يقول : بيننا مشتركات،يمكن أن نتحالف ويمكن أن نتآلف،لصياغة فكرة هُوية وطنية لو دخلنا بها للمسرح لصنعنا ما نريد..
قال إن سؤال الهُوية يؤرقه،ويبحث عن اسهام المسرح السوداني في ذلك،لأن هذا دوره الحقيقي كصانع ثقافي وقيمي،وبحث في كل المدارس الفكرية والتشكيلية والثقافية ووجدها فعلت ذلك،ثم جاء للشعر ظناً منه أنه أقرب ويقيناً مكتملاً عندما اقترب من كونيات دكتور محمد عبد الحي..
عنده المسرح يحقق (الإشارات) للإجابة على سؤال الهُوية،ثم على المثقفين العمل على صياغة تلك (الإشارات)،لعله من الذين يرمزون بقيادة المسرح ثقافياً ومجتمعياً وله دلالاته على ذلك،أو لعله يقول للمجتمع السياسي،دعونا نضع اجاباتنا على سؤال الهُوية،ونحقق فعلنا الإيجابي المجيد،وترسيخنا لمفاهيم وطنية حقيقية،ثم تعالوا لصياغة الحكم وأشكاله،لا تسبقونا ولا تحاولوا قيادتنا في ذلك،انتظروا خطوتنا الفاعلة لأن نجاحكم كأهل حكم يخرج من عندنا،نحن الذين نصنع لكم المجتمع الحقيقي القائم على تفاعلاته الجمالية واعترافه بالآخر وطنياً معه ومختلفاً عنه..
والسؤال الحقيقي،هل حقق المسرح السوداني عبر تأريخه حلمنا فيه،هل صنع إجابات على تساؤلاتنا المرحلية والتأريخية..؟
قال الدكتور فضل الله أحمد عبد الله: نعم نجح المسرح السوداني في صناعة تلك الإجابات عبر فعل مجيد على مدى تأريخه..