مقالات

هويدا حمزة تكتب : وداعاً دكتور كمال ابو سن

فوكس
هويدا حمزة

وداعاً دكتور كمال ابو سن

عندما اجرينا عملية زراعة كلية لشقيقتي مواهب (أم البنات) عليها رحمة الله ورضوانه بمستشفي احمد قاسم كانت اللحظات التي اعقبت العملية عصيبة علينا جميعا لكوننا لم ندري هل نجحت العملية ام لا الي ان علمنا بعد عدة ايام ان هناك مشكلة بسيطة حالت دون أن تعمل الكلية بالنسبة المطلوبة ولكن تم طمانتنا من قبل كادر العملية بأن حالة مشابهة تماثلت للشفاء بعد ثلاثة أشهر من التعثر بعد العملية ورجعت مواهب لماكينة الغسيل وهذا لا يعني ان الكلية لن تعمل حسب الأطباء ولكن تطاولت الايام والكلية لم تعمل، اتصلت على دكتور كمال ابوسن وذهبت البه في مكتبه بمستشفى الزيتونة وقد كان محاربا وقتها من بعضهم بمستشفى احمد قاسم مما أدى به لمغادرته فلم يبخل علينا بالاستشارة وقال لي (يا هويدا لو بقبلو بمشي المستشفى اشوف حالة اختك استأذني منهم) وبالفعل استأذنت من اختصاصي جراحة الكلى مستر أحمد الكاشف ودكتورة فاطمة عبد المحمود ولكنهما راوغا في الإجابة فعلمت انه (رفض) مثلما رفض جسد اختي الكلية المزروعة ولكنهم لم يخبرونا وقد علمنا لاحقا من خلال فحوصات طلبها لنا دكتور ابوسن ان هناك خطأ في التوصيل وما يؤكد تحليله ان دكتورة اشراقة المسؤولة عن فحوصات الكلي قد طلبت من تيم العملية مراجعة توصيل الكلية. لمواهب الرحمة والمغفرة والعتق من النار. حدث هذا من كمال بينما وضع الجراح الذي قام بتوصيل الكلية لاختي رقمي في القائمة السوداء حتى لا ازعجه بالاتصال مع العلم ان حالة مواهب سجلت كسابقة فشتان بين هذا وذاك!
اليوم نعي الناعي إلينا دكتور كمال ابوسن الذي فارقت روحه جسده بالعاصمة التشادية انجمينا امس أثر ذبحة قلبية وقد نزل علينا خبره كالصاعقة وكم من مريض ارسلناه اليه ومعي الزميلة الصديقة رباب حسن التي نلقبها بالدكتورة حيث كانت تعد صفحة طبية فأصبحت ملمة ببعض التفاصيل الطبية لدرجة انني شخصيا كنت استشيرها عندما يلم بي داء وكنت اثق في استشارتها بحكم قربها من الأطباء الذين استقطبت منهم عدد كبير في المجالات المختلفة لتقديم الاستشارات وأحيانا العلاج المجاني للقراء الكرام ومن بينهم دكتور كمال ابو سن أشهر جراحي الكلى في العالم الذي أقام في لندن بعد أن حورب في بلده ثم أصبح طبيبا زائرا في عدد من الدول العربية والإفريقية يطلب فيها بالاسم لإجراء عمليات زراعة ا
كلى منها السعودية والإمارات ومصر ونيجيريا وتشاد التي لقى فيها ربه فعاش غريبا ومات غريبا كما اباذر الغفاري.
مثل كمال يستحق أن يسجل كرمز وطني لأنه عالم في مجاله ولكنه لم يسلم من الحسد مثلما يحدث في كل المجالات اللامعة.
ليس بعزيز على الله ولكنه عزيز علينا نسأل الله له الرحمة والمغفرة والعتق من النار ولآله الصبر والسلوان

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى