هل مشروعك جاهز للميتافرس؟ 6 خطوات لدخول عالم المستقبل الرقمي
يرى الخبير المالي والإستراتيجي الأميركي أليكس كريغر (Alex Kreger) أن تكنولوجيات الواقع الافتراضي والمعزز والميتافيرس تقود خدمة العملاء لمستويات جديدة تماما في جميع مجالات الحياة، وبالرغم من أن تحولها إلى جزء لا يتجزأ من واقعنا اليومي سيستغرق سنوات فإن المستهلكين بدؤوا بالفعل في تبني هذه التكنولوجيات بشكل نشط.
ويتساءل: هل مشروعك جاهز لرفع هذا التحدي وكيف يمكنك الاستعداد والاستفادة الكاملة من فرص هذا المستقبل الرقمي؟
الإجابة كانت في التقرير المنشور على موقع “فوربس” (Forbes) الأميركي المعروف الذي يحدد خطوات محددة تمكن شركتك الناشئة من اللحاق بركب المستقبل الرقمي.
اقتصاد التجربة
الخطوة الأولى في هذا المضمار -بحسب كريغر- هي الوقوف عند حقيقة أن معظم الصناعات، إن لم يكن كلها، تشهد الآن تحولا رقميا حيث تعمل الخدمات الرقمية على تشكيل احتياجات المستهلكين وسلوكهم. وقد خلقت هذه الرقمنة نموذجا جديدا في العلاقات الاقتصادية تهيمن عليه العواطف والتجربة، فأضحى بالتالي “اقتصاد التجربة” المحرك الرئيسي للقيمة في عالمنا الحديث.
وفي اقتصاد التجربة، لا يشتري الأشخاص المنتجات أو الخدمات أو الميزات ويبيعونها فقط بل إنهم يتطلعون أيضا للتجارب والعواطف الكامنة وراءها، وسيصبح هذا النموذج في عالم الميتافيرس نمطا سائدا وسيدفع الأشخاص مبالغ كبيرة مقابل العناصر غير الملموسة التي توفر معنى اجتماعيا وتقدم تجارب ذات قيمة.
وفي العالم الرقمي والميتافيرس المقبل -يضيف كريغر- سيكون التصميم هو الأداة الأساسية لخلق القيمة لكن المشكلة تكمن في أن الفهم التقليدي للتصميم يحد مما يمكن أن تفعله أي شركة في هذا الإطار ولا يساعدها على النمو.
التركيز على تجربة العملاء
لتحقيق النجاح في اقتصاد التجربة يتوجب على الشركة التفكير في ما وراء المبيعات ووضع اهتمامات العملاء واحتياجاتهم وخبراتهم في مقدمة الأولويات حيث يمكن للشركات من خلال إنشاء تجارب إيجابية مع العملاء الفوز بالمنافسة وتحقيق المبيعات حتى في غياب قسم خاص بهذا الأمر.
تقديم قيمة متقدمة
يمكن أن يؤدي نمو السوق وظهور المنافسين إلى دفع الشركات إلى تحسين القيمة التي تقدمها للخارج من خلال محاولة تلبية احتياجات العملاء بشكل أفضل عبر الملاءمة أو التصميم الممتع أو الاستجابة للوضع الاجتماعي أو حتى تبني مسؤوليات اجتماعية مثل المساهمة في إنقاذ الكوكب من الاحتباس الحراري على سبيل المثال.
لذلك فإذا أرادت شركة ما أن تنجح في العصر الرقمي، وبالتالي في الميتافيرس، فإن استخدام التكنولوجيا المتقدمة ليس أمرا كافيا بل من الضروري توفير “قيمة متقدمة” من خلال تجاوز الوظائف الأساسية وتقديم تجربة أفضل للعملاء.
توفير تجربة من خلال التصميم
إحدى المشاكل الرئيسية هي أن معظم رواد الأعمال يرون أن الهدف الخارجي للتصميم هو خلق “غلاف” جذاب لمنتج أو خدمة، لكن في الحقيقة ليس هذا هو ما يخلق قيمة للعميل بل يجب أن تركز جميع الجهود في هذا الإطار على إنشاء “تجربة عميل” وليس على تصميم غلاف يوفر قيمة تنافسية.
فمن وجهة نظر العملاء يمكن أن يكون تطبيق الهاتف مثلا هو التمثيل الرئيسي والوحيد لشركتك، لذلك إذا كان هذا الأخير مليئا بالتناقضات وغير ودي وعفا عليه الزمن، فسيتحول العميل على الفور إلى المنافس برغم وجود آلاف الموظفين والممثلين المشاركين في تطوير أعمال ومبيعات الشركة.
تحويل التصميم إلى نظام
في البداية، يتم استخدام التصميم مثل أي أداة أخرى لحل المشكلات المحلية لكن مع نضوج العمل وتطوره تظهر الإمكانات الداخلية لنهج التصميم ودوره في تقوية جميع مستويات الشركة.
ومن خلال التفكير التصميمي ونظام تصميم يرتكز على تجربة العميل/المستخدم يمكن توفير قيمة محورها العميل وبناء إستراتيجية رقمية ناجحة تضمن أقصى قدر ممكن من المرونة والقدرة على التكيف مع الابتكار الرقمي أو حتى اضطرابات السوق.
كن مبدعا للنجاح في الميتافيرس
إذا قمت بفحص العلامات التجارية الرائدة مثل “آبل” و”غوغل” و”أمازون” و”تسلا” تلاحظ أن ثقافة الإبداع والابتكار هي السائدة حيث توفر ميزة تنافسية طويلة الأجل وتضمن ولاء العملاء ودعمهم للعلامة التجارية. وقد تمكنت بالفعل هذه الشركات الكبرى من تحقيق أقصى إمكانات نجاح نموذجها للأعمال عبر دمج نهج التصميم في الحمض النووي الثقافي للشركة.
ومن خلال إنشاء “قيمة متطورة” باستمرار للعملاء عبر التصميم تستطيع الشركات تطوير إستراتيجية ناجحة للتكيف مع الواقع الرقمي والميتافيرس، لذلك من المهم إعادة التفكير في النهج التقليدي والتحول إلى نموذج جديد مركز بشكل أكبر على العملاء يتحدى الصناعة ويخلق فرصا وفوائد جديدة للناس.