مقالات

هدية علي تكتب: رسالة مفتوحة لحكومة الجنوب ..إحياء استفتاء من طرف واحد فى اأبيي يعنى اللعب بالنااار 

هدية علي تكتب: رسالة مفتوحة لحكومة الجنوب ..إحياء استفتاء من طرف واحد فى اأبيي يعنى اللعب بالنااار

 

منطقة أبيي كانت ولاتزال نقطة تعايش مشهود ،وكانت نموذجا لتعاون وتصاهر لم يسبق له مثيل ، ترجمته العلاقة الحميمة بين الناظر بابو نمر الجلة ناظر المسيرية والسلطان دينق مجوك سلطان دينكا نوك فى ستينيات القرن الماضى ، حيث كانت الحكمة حاضرة فى مجلس

ريفى المسيرية وقتذاك. فكان المرجو من هذه المنطقة أن تكون منطقة جذب ووحدة ،استنادا على إرثها وتاريخها التليد من الألفة المحمودة ، التى ضمنت الحركة من الجنوب إلى الشمال والعكس، غير أن السياسة كانت وراء

جعل المنطقة الصغيرة نقطة نزاع حتى كتب فرانسيس دينق ابن دينق مجوك روايته الشهيرة (طائرالشؤوم) وأدخلت السياسة على أبيي ما أدخلت. وبعد حرب الجنوب الطويلة كانت ابيي صامدة فى تعايشها حتى جاءت اتفاقية نيفاشا التى منحت الجنوب حق تقرير المصير،

فتعقد وضع أبيي ومنحت وضعا خاصا بموجب البرتكول.
الشئ المهم أن أبيي تتبع للسودان وتقع داخل حدود ١٩٥٦ وهى منطقة سودانية أصيلة مسؤولة عنها الحكومة السودانية بصورة مباشرة، يسكنها دينكا نوك والمسيرية وغيرهم من السودانيين.

البرتكولات التى جاءت بعد ذلك في ٢٠٠٤ و٢٠١١ ثم ٢٠١٣ كلها أكدت على أن أبيي سودانية ،ولكن مع تطور الأحداث منحت المنطقة حق تقرير مصير مشروط بحزمة من العوامل على الأرض من بينها تهيئة المنطقة لقبوله ،وإشراف الحكومة السودانية بصورة مباشرة عليه بعد

اصدار قانون الاستفتاء والمفوضية. ونصت البرتكولات والقوانين، لتهيئة المنطقة، على إنشاء إدارة مشتركة تشرف على تكوينها حكومة السودان وحكومة جنوب السودان، تشمل إدارة تنفيذية ومجلس فى شكل برلمان لإجازة القوانيين والاوامر المحلية. والرهان على هذه الأشياء فى الأساس تأكيد للتعايش.

مانريد ان نقوله أنه وبعد انفصال الجنوب أصبحت هناك مجموعات من دينكا نوك معهم بعض المنتفعين من السياسيين الجنوبيين الذين يتحاومون ويقتاتون على أموال المنظمات، ظل هؤلاء يثيرون قضية أبيي ويضغطون بكرت الاستفتاء من فترة لأخرى ، وكانوا قد

أجروا استفتاء من طرف واحد عام ٢٠١٣ وحاولوا فرضة بارادة سياسية من حكومة الجنوب لكنهم فشلوا، والان أخرجوا ذات الكرت مستقلين الوضع بسبب الحرب الحالية وانشغال حكومة السودان بها لتمرير أجندتهم فى أبيي مع المجتمع الاقليمى وحكومة الجنوب وذلك

بانتزاع قرار من حكومة الجنوب بقبول نتائج الاستفتاء.
مايجب ان يفهمه دينكا نوك أن لامصلحة لهم البته فى خلق اضطراب فى المنطقة ،لأن أى تحركات كهذه ستضع المنطقة على حافة الانفجار، فالمسيرية والمجموعات السودانية الأخرى وحتى مجموعات من دينكا نوك غير راغبة فى أجراء استفتاء خارج الأطر القانونية للدولتين

وفى غياب المؤسسات الرسمية المعنية به، حيث ظلت الأجهزة المشتركة غائبة لرفضهم الاستجابة لتكوينها وخروجهم عنها وتكوين إدارة من طرف واحد وتغييب حقوق السودانيين الآخرين بما فيهم المسيرية وهو أمر مرفوض ولن يقبل به أحد من المسيرية أو السودانيين

الآخرين أو الحكومة السودانية *وفى غياب فرضية تهيئة المجتمعات،* نعم المنطقة الآن تشهد استقرارا وتعايشا واصبحت ملاذا بعد الحرب لكثير من السودانيين، والرسالة التى نريد ان نبعث بها لحكومة الجنوب أن تسعى جادة لتصحيح المسار لدينكا نوك وأن تعمل مع

الحكومة السودانية جنبا الى جنب على تكوين الأجهزة المشتركة أولا وعدم الانسياق خلف أجواء التوتر والفتن التى يسعى بعض المحسوبين على المنطقة من أبناء الدينكا إثارتها. والرئيس سلفاكير وحكومتة يدركون كيفية التعامل مع مثل هذه الملفات. وأعتقد أن الجنوب

الآن ليس من أولوياته إثارة الوضع فى أبيي بل إن اثارثه لن تخدم دولة الجنوب فى سبيل تطبيع علاقاتها مع السودان خصوصا وأن مياه كثيره جرت تحت الجسر بعد حرب آل دقلوا وملفات تهريب الذهب وتدريب الجنوبيين وانخراطهم فى الحرب لصالح مليشيا آل دقلو

سادتى فى الجنوب ادفعوا باتجاه تطوير العلاقة مع حكومة السودان لأن الجنوب يحتاج الكثير من السودان فلابد من علاقات استراتيجية بين البلدين. والمرحلة تحتاج لرجال ذوي حكمة، واعين لمطلوبات الانفتاح مستقبلا لتاسيس علاقة جيدة ولتكن ابيي هى عربون و(فتحت خشم) فهلا سمعتمونى ؟؟؟

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى