مقالات

هدية علي تكتب : جوبا مباراة ضد النسيان

هدية علي تكتب : جوبا مباراة ضد النسيان

 

 

الى استاذى العزيز راشد عبد الرحيم تحياتى فى الحقيقة اهاج حماسى مقالك عن مباراة الامس الاول بجوبا بين السودان وجنوب السودان وانفعال اهلنا الجنوبين مع نشيد العلم ، ما قلته يمثلنى تماما

فهذه ليست مباراة كرة قدم استاذى انما ضمير الامة ووجدانها المشترك وعواطفها الجياشه والحب المتبادل .
الجنوبيين راقين ونفوسهم صافيه وبقدروا العلاقات ولهم مودة خاصة مع اهل الشمال رغم الحرب الطويلة،

كانو ملح الخرطوم فى شوارعها وانديتها واروقتها السياسية ،
عدا حادثة قرنق المعزولة كانوا اهل امان ومواساة( حليلم دوام بطراهم ) حتى حربهم كانت حرب نظيفه لم يغتصبوا النساء ولم يدخلوا البيوت او يسرقوا

العربات،ويهدموا المرافق العامة ، كانت حرب جندى مع جندى وانتهت هكذا ..واعظم دليل على الحب الحقيقى بين الشعبين يوم خرجت الخرطوم تزحف كلها لاستقبال قرنق فى عفوية عجزت معها اجهزة الوالى وقتها عبد الحليم المتعافى فى ضبط ايقاع الحركة فترك الشوارع تفيض بالجماهير الهادرة المتعطشة للسل اواه من تلك الايام ..ونتزكر كيف ان الدموع فاضت من اعين الحضور

فى قلب النادى الكاثوليكى بالخرطوم ٢ حين قال قرنق مبتسما وهو يرد على احد الصحفيين ( انا ما جيت من بر ان انا قاعد جوه هنا فى بلدى جيت ابنى بلدى ) يومها تحطمت كل ارقام الحب القياسية حتى

الصحف وزعت صبيحتها مايفوق ال١٠٠ الف نسخة وطربنا فى الوان مع الحسين وفرحنا لتلكم التغطية المتميزة ليوسف عبد المنان ورقية ابوشوك وشخصى فالحب دائما يحطم الارقام القياسية ويصنع المستحيل ولقد احب الجنوبيين الوان وكانوا يفتتحون بها صبحاتهم

فى تجمعاتهم بشارع النيل حيث مجلس تنسيق الولايات الجنوبية وشارع ٣٥ العمارات وشارع ١٥ العمارات
نفس المشهد تكرر امس فى جوبا انها ياسادتى ليست كرة قدم انما لقاء البيت الواحد بكل تفاصيله لحظتها فمتى لم

الشمل؟ حتى سئلت نفسي وقتذاك ولما الحرب؟ حب معه يسقط معه الزيف وتعلو الحقيقة مشرقه ويبقى الود مابقى العتاب فكان الانفعال بحرارة اللقاء اكبر من نتيجته على ارض الميدان .

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى