هجوم ” الموصل”.. ما هي مؤشرات تحركات داعش في معقله السابق؟
في ظل الحملات الأمنية الموسعة التي تقودها القوات الأمنية العراقية ضد خلايا تنظيم “داعش”، شهدت مدينة الموصل الواقعة شمال العراق، الخميس الماضي، تفجير سيارة مفخخة أمام أحد محال بيع الملابس العسكرية، ما أدى لسقوط 5 جرحى وإلحاق ضرر مادي بالمكان.
وأعلن تنظيم “داعش” الإرهابي مسؤوليته عن التفجير الذي وقع في مدينة الموصل العراقية، بعد اعتقال قوات الأمن بكردستان العراق أحد المشاركين في العملية الإرهابية.
ويأتي هذا الهجوم الإرهابي بعد يومين فقط، من إعلان القوات العراقية عن عملية عسكرية ضد خلايا داعش في محافظة نينوى، والقضاء على ما يسمى بـ ” ولاية دجلة” جنوب الموصل.
وأوضح الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيي رسول، أن العملية الأمنية بنينوى هي عملية نوعية لجهاز مكافحة الإهاب، أسفرت عن مقتل أكثر من 43 عنصرا إرهابيا ومصادرة معداتهم وأسلحتهم، مشيرا إلى استمرار الضربات الجوية وملاحقة خلايا التنظيم في الجبال والوديان.
وفي نهاية أبريل، انطلقت المرحلة الثانية من عمليات “الإرادة الصلبة” لملاحقة عناصر داعش غرب العراق.
ويرى مراقبون أن عملية الجيش العراقي الأخيرة بمثابة ضربة للتنظيم، لنجاحها في القضاء على “ولاية دجلة” والوصول إلى مناطق في عمق الصحراء ساعدت في الكشف عن معمل لتفخيخ العجلات.
دلالات الهجوم
يعد هذا الهجوم هو الثاني الذي تشهده الموصل الفترة الأخيرة. وفي 4 أبريل الماضي، جرح 8 جنود من الجيش العراقي نتيجة تفجير انتحاري استهدفهم في جبال نويكيط جنوب المدينة، أثناء عملية أمنية بالمنطقة نفسها.
وتحمل تحركات داعش الأخيرة في معقله السابق بعض المؤشرات، حيث يرى جاسم محمد، مدير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، في تبنى داعش لهجوم الموصل مؤشر بأن التنظيم مازال يمتلك عنصر المفاجأة في تنفيذ عملياته الإرهابية.
ويوضح محمد في تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن توقيت العملية الإرهابية يحمل مؤشر ثاني مرتبط باستغلال داعش حالة الانقسام القائمة في بغداد بين الشركاء الفرقاء بشأن تأخر تشكيل الحكومة العراقية.
بينما يتعلق المؤشر الثالث باستراتيجية القوات العراقية في محاربة داعش والتي تعتمد على الملاحقات الأمنية، الأمر الذي يستدعي مراجعة تلك الخطة والاعتماد على الجهد الاستخباراتي في تعقب ورصد تلك الخلايا أكثر من العمليات الأمنية الموسعة، بحسب مدير المركز الأوروبي.
هجمات ما بعد التحرير
منذ تحرير الموصل من يد داعش، تعيش المدينة حالة استقرار نسبيا مع استمرار الحملات الأمنية ضد خلايا التنظيم جنوب المدينة والصحراء الحدودية بين العراق وسوريا.
وأعلنت الحكومة العراقية في يوليو 2017 تحرير الجانب الأيمن من الموصل، بعد 6 أشهر من تحرير الجانب الأيسر، حيث انطلقت عملية تحرير المدينة بقيادة التحالف الدولي ضد داعش في أكتوبر 2016.
وعلى مدار 5 أعوام من طرد عناصر داعش من الموصل، شهدت هجمات على فترات زمنية متباعدة، ووقع التفجير الأول من نوعه بعد عملية التحرير، في نوفمبر 2018، ما أدى لسقوط 3 قتلى في تفجير سيارة مفخخة غرب المدينة.
كما سقط شخصان وجرح 10 آخرون في هجوم آخر استهدف حي المثنى بالموصل، في مارس 2019.
وتدريجيا تراجع مؤشر هجمات داعش في الموصل، بعد خسارته مصادر التمويل من الأتاوات والمنشآت النفطية وتهريب الآثار في معاقله السابقة بالعراق، وسقوط قياداته وعناصره في الغارات الجوية التي تشنها القوات المحلية بمساندة قوات التحالف.
تمركز الخلايا
رغم خسارة داعش ما يعرف بـ ” الخلافة المكانية”، إلا أن تحركاته الأخيرة داخل وخارج الموصل تثير المخاوف من عودته بالعراق في المناطق الرخوة أمنيا في نينوى وكركوك وديالى، خاصة بعد سيطرته لعدة ساعات فقط على قرية ” لهيبان” شمال العراق في نهاية العام الماضي.
بينما أشارت مصادر بالاستخبارات العراقية، إلى أن ضعف مصادر تمويل التنظيم لا يمكنه من تنفيذ عمليات كبرى ولا يسمح له بالسيطرة على مساحة جغرافية مرة أخرى بالعراق.
وتعليقا على خطورة هجوم الموصل، يقول جاسم محمد” يجب أن تؤخذ تحركات داعش في الموصل وأي مدن عراقية أخرى بعين الاعتبار، لأنها تؤكد على أن التنظيم مازال يمثل خطورة بالغة، نظرا لانتشار خلاياه النائمة في الموصل بالمناطق الشرقية مثل منطقة كوكجلي وجبل بادوش، وسنجار، وفي محافظة كركوك القريبة من الموصل حيث تتواجد عناصره في الحويجة والمناطقة المحاذية لها باتجاه سلاسل جبال حمرين، إضافة إلى قضاء بيجي والمناطق الغربية منه بمحافظة صلاح الدين، والفلوجة وعامرية الفلوجة بمحافظة الأنبار، وجرف الصخر في بابل”.
وفي يونيو 2014، أعلن داعش خلافته المزعومة من مدينة الموصل بعد احتلالها نحو 3 سنوات.