
هاكان فيدان التقى الرئيس السيسي وبدر عبد العاطي..مصر وتركيا.. رفض تقسيم السودان..!!
تركيا ومصر متفقتان على ضرورة وقف الحرب بالسودان..
فيدان: حقن نزيف الدماء في السودان أولوية قصوى..
التوافق تطور سياسي لافت ويعكس نضجًا في إدراك طبيعة التهديد..
تقرير : محمد جمال قندول
زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لمصر، وجدت حظها من الاهتمام لا سيما وأنها استعرضت أزمة السودان في لقاء هاكان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية بدر عبد العاطي.
ولا يخفى على أحد الأدوار المهمة للقاهرة في ملف السودان، إذ ظلت من الدول ذات المواقف القوية، وكذلك الحال لتركيا التي تولي اهتمامًا بما يجري في بلادنا.
وكان رئيس الوزراء كامل إدريس قد أنهى زيارة ناجحة لمصر يوم الجمعة الماضي، حيث استعرض مع الرئيس السيسي تطورات الأوضاع بالبلاد، وأجرى مباحثات ناجحة مع نظيره المصري مصطفى مدبولي.
تقسيم البلاد
َوأكد وزير الخارجية التركي أن انقرة والقاهرة متفقتان بشكلٍ كبير على ضرورة وقف الحرب في السودان فورًا، والعمل على حل سياسي شامل يضمن وحدة البلاد وسيادتها وسلامة أراضيها.
فيما ذكر وزير الخارجية التركي فيدان أن ضرورة وقف نزيف الدماء في السودان أولوية قصوى. ودعا إلى تجنب أي خطوات قد تؤدي إلى تقسيم البلاد، والبحث عن حلول دبلوماسية وسلمية تضع حدًا للصراع وتحقق السلام والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.
ويرى مراقبون أن السودان لديه ثقة في الدولتين. وبالتالي، نجاح أي رؤية مشتركة بين أنقرة والقاهرة لأي تحرك إيجابي في أزمة البلاد قد يكون واقعًا.
مقاربة واقعية
وفي سؤالنا للكاتب السياسي والباحث في الإعلام التنموي إبراهيم شقلاوي علّق بأن التوافق المعلن بين مصر وتركيا بشأن الأزمة في السودان تطورًا سياسيًا لافتًا، يعكس نضوجًا في إدراك طبيعة التهديد الذي باتت تمثله الأزمة السودانية، ليس فقط على الداخل السوداني، وإنما على أمن واستقرار الإقليم ككل. فالتقارب بين القاهرة وأنقرة في هذا الملف، يشير إلى أن لحظة سياسية جديدة بدأت تتشكّل، تتجاوز الحسابات الثنائية، لصالح مقاربة واقعية تضع مصلحة شعوب المنطقة في سلم الأولويات.
وأضاف شقلاوي وقال إن إعلان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره المصري بدر عبد العاطي بالأمس في القاهرة عن توافق بلديهما على ضرورة وقف الحرب فورًا، والعمل على حل سياسي شامل، يؤكد أن ملف الحرب في السودان تحوّل إلى ملف إقليمي شديد الحساسية. فاستمرار الحرب يشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، بحكم الجغرافيا والروابط التاريخية، كما يتقاطع مع مصالح تركيا المتزايدة في القرن الإفريقي ومنطقة البحر الأحمر ، التي تتطلب بيئة مستقرة وآمنة.
وفي هذا السياق تابع: يُقرأ تأكيد الطرفين على الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه كرسالة سياسية واضحة برفض أي محاولات لتقسيم البلاد أو فرض أمر واقع بالسلاح. وهو موقف يهدف إلى كبح الانزلاق نحو سيناريوهات التفكك، التي قد تنتج عن استمرار الصراع، وتفتح المجال أمام مزيد من التدخلات الإقليمية والدولية المتضاربة والمتقاطعة، وقد رأينا ذلك في فشل روية الرباعية الدولية للحل.
واستشهد محدّثي بمبادرة تركيا التي سبق أن قدمتها في ديسمبر 2024، عبّر خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استعداد بلاده للوساطة بين السودان ودولة الإمارات، في محاولة لخفض التوترات الخارجية التي تسهم في تعقيد الأزمة السودانية، وقد لقيت هذه المبادرة ترحيبًا من بعض الأطراف السودانية، وأعادت تأكيد موقع تركيا كفاعل يسعى لحل النزاع عبر أدوات دبلوماسية، بعيدًا عن التصعيد أو الاصطفاف.
واختتم إبراهيم شقلاوي إفادته بأن التوافق المصري – التركي الحالي يأتي امتدادًا طبيعيًا لهذه المبادرة ويتسم بخصوصية إضافية كونه يجمع بين قوتين إقليميتين كبيرتين، وهو ما يعطي لهذا التحرك وزنًا سياسيًا مضاعفًا. إن بناء جبهة إقليمية عقلانية، تضم مصر وتركيا وربما قطر والسعودية، سوف يدفع باتجاه وقف إطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية شاملة، قد يشكل نقطة تحول حقيقية في مسار الأزمة السودانية، مشيرًا أن إعلان القاهرة ليس فقط بيان نوايا، بل خطوة تُمهّد لتفعيل دبلوماسية مشتركة، تعيد السودان إلى مسار الاستقرار، وتحفظ له وحدته وسيادته، بعيدًا عن التجاذبات التي مزقته وأغرقت شعبه في دوامة حرب انهكت البلاد.
المصدر : صحيفة الكرامة





