هاشم عمر يكتب:.. مدارات للناس..شالوا من وادينا بهجتو وأفراحو

هاشم عمر يكتب:.. مدارات للناس..شالوا من وادينا بهجتو وأفراحو
بعد عامين من الحرب وبعد عودتي إلى مسقط راسي بورتسودان تتقاذفني الصور و موجات الحنين إلى بيتي في شرق النيل وتحديداً في الوادي الأخضر مربع عشرين، الذي ارتحلت إليه قبل اثني عشر عاماً من الديوم الشرقية والصحافة شرق، وبنيته طوبة طوبة. طوال هذه السنوات
وجدت مجتمعا متحضراً وراقياً يمثل السودان الجغرافي بتنوعه. ومما ساعد على هذه الريادة الشخصيات العامة والمؤثرة في المربع والجيران وفهمهم المتقدم كنموذج للتعايش والتعاون كحي راقٍ ورائد وإيجابي فانبثقت فكرة وأطروحة نهضة وتنمية الوادي الأخضر وقف عليها
نفر كريم من أهل الاختصاص يتقدمهم الصحفيون حملة مشاعل التنوير والعلم إضافة إلى مشاركة بقية المهن من أطباء و صيادلة و مهندسين ومعلمين وأساتذة جامعات وعمال.. الخ . بل أصبح الحي القلب النابض للمنطقة والقرى المجاورة .
وكانت المدينة تضج بالأنشطة الرياضية والثقافية، دورات رياضية في كرة القدم بمشاركة عدد من النجوم الدوليين، تسجيل عدد من البرامج التلفزيونية لعدد من القنوات الفضائية مستفيدين من الطبيعة الخلابة وعدد من الإعلاميين من ذوي الاختصاص من باحثين وخبراء من
كافة التخصصات، وجدنا نسيجاُ متناغماً بقيادة الصحفي الألمعي الراحل زكريا حامد شيخ الوادي الذي ترأس وشارك في أغلب لجان الوادي الأخضر وكان رئيساً لنادي الصحفيين الذي فقد أربعة من رواده المؤثرين تقتيلاً وتنكيلاً من مليشيات عرب الشتات .
سقت هذه المقدمة بتلك الصورة الزاهية التي انقلبت على النقيض، وادي الأمان تحول إلى وادي الذئاب، عاثت فيه مليشيات الدعم الصريع انتقاماً بوحشية غير معهودة تجاه سكان عزل قذف بهم قدرُهم ليكونوا من سكان تلك البقعة، وشاركهم عدد من المجرمين المندسين بيننا طوال هذه السنوات فعاثوا في الوادي الأخضر فحولوه إلى
خراب، ظناً منهم بأننا لن نعود وأن القوات المسلحة لن تنتصر وأن منازلنا ستكون لهم وأن تغييراً ديموغرافياً سيحدث بقوه السلاح، ولكن هيهات.. خاب ظنهم، سنعود أقوى والحساب قاسٍ .إذا عدنا من يعيد لنا رفاقنا الذين مضوا إلى الدار الآخرة؛ منهم من قُتل بواسطة المليشيا ومنهم من مات حزناً وكمداً .
الجيلي الشاب الخلوق الهادئ، اسم على مسمىً وأستاذ فاروق إبراهيم، الرجل الأمة وذاكرة السودان المتقدة، وعز الدين السدير شيخ العرب شيال التقيلة وحبيب الكل .
ياحليلم دوام بطراهم، وإخواني جيراني الذين تفرقوا في مشارق الأرض ومغاربها .نبيل وقيس ودكتور ميسرة
وجلسة الصيدلية حيث الأدب والفن والثقافة فايز ديدي المحلل والصحفي الرياضي أستاذ آدم دران ومحمد سونا، دكتور أنور شمبال وتحليله الاقتصادي، عبد الوهاب موسى وأسرته، تمرين الشباب، ابن عمر وبهرام ومحمد الساقية، وتحدي خالد شندي .أسرة الحلاوي راشد وأستاذ أسامة وأستاذ طارق ودكتور وليد وشيخ محمد وحضرة الجمعة ومديح أولاد البرعي
يا دموعي متين تفارقي
البريد داير يداري والقلوب كايسة المحنة
يا دموع لمتين تفارقي يا شروق لمتين تلاقي
أبكي يا دموع السواقي حظنا العاثر ظلمنا
الزمن غلبنا ياما حرمنا شال الابتسامة
مدار أخير :
وارقصي مذبوحة القلب وغنّي
واضحكي فالجرح رقص وابتسام
إسألي الموتى الضحايا أن يناموا
وارقصي أنت وغنّي واطمئني
(نازك الملائكة )