هاشم عمر يكتب:.. مدارات للناس..الفريق شرطة د. عبد المنعم محمد عبد القيوم: عقل أمني واقتصادي
هاشم عمر يكتب:.. مدارات للناس..الفريق شرطة د. عبد المنعم محمد عبد القيوم: عقل أمني واقتصادي
في ظل التحولات الأمنية والاقتصادية التي يشهدها السودان، تبرز شخصيات قيادية استطاعت أن توائم بين مقتضيات الأمن ومتطلبات التنمية. ومن بين هؤلاء، يسطع نجم الفريق شرطة د. عبد المنعم محمد عبد القيوم، الذي جسّد نموذجًا فريدًا في القيادة الشرطية، جامعًا بين الرؤية الاقتصادية والإدارية، والالتزام الوطني في أحلك الظروف.
بدأ الفريق عبد المنعم مسيرته الأكاديمية بالحصول على بكالوريوس المحاسبة من جامعة القاهرة – فرع الخرطوم
عُيِّن في الخدمة المدنية بدرجة محاسب في سبتمبر 1986م، بقصر الشباب والأطفال، في الدرجة التاسعة مساعد مفتش حسابات. وفي العام 1988، ترقّى إلى درجة مفتش حسابات بالدرجة الثامنة، وظل بها حتى تاريخ التحاقه بالشرطة في 19 يونيو 1993، كضابط مالي برتبة رائد شرطة.
نال درجة الماجستير في المحاسبة والتمويل من جامعه السودان
و درجة الدكتوراه في فلسفة المحاسبة من جامعة أم درمان الإسلامية، وشارك في عشرات الدورات التدريبية داخل وخارج السودان، أبرزها في مصر والإمارات، مما عزز من كفاءته القيادية والإدارية. وقد نجح في إدارة موارد الشرطة بكفاءة عالية، واستجلب ماكينات طباعة الجوازات من موارد ذاتية، دون تحميل الدولة أي أعباء.
ويُنظر إليه كخبير اقتصادي داخل المؤسسة الأمنية، حيث وفّر رواتب القوات، واستثمر موارد الشرطة في ظل ظروف الحرب، ونال إشادة من وزير المالية د. جبريل إبراهيم، لدوره في توريد رسوم المعاملات الشرطية إلى الخزانة العامة.
بعد اندلاع الحرب، واصل الفريق عبد المنعم أداء مهامه من مكتبه في بورتسودان، حتى في أيام العطلات، لتوفير احتياجات القوات المشاركة في العمليات العسكرية. كما ساهم في تأهيل مستشفى الشرطة المركزي ببورتسودان، واستجلاب أحدث الأجهزة الطبية، إلى جانب تطوير مستشفيات الشرطة في الولايات.
وأشرف على إنشاء مطبعة الشرطة “الكفاية” ببورتسودان، والتي تُعد من أحدث المطابع في السودان لطباعة الأوراق الإدارية، وقاد عملية تحديث أسطول مركبات الشرطة، وتوفير الاحتياجات اللوجستية في ظل ظروف استثنائية.
بعيدًا عن الميدان الأمني، يُعرف الفريق عبد المنعم أيضًا بشغفه الرياضي، حيث ترأس نادي أمبدة الرياضي، وشارك في عدد من لجان اتحاد كرة القدم السوداني. ويحظى باحترام واسع في الوسط الرياضي، كما يُعد من الشخصيات الداعمة للمبدعين، ما يعكس جانبًا إنسانيًا وثقافيًا في شخصيته القيادية.
الفريق شرطة د. عبد المنعم محمد عبد القيوم هو أكثر من مجرد قائد أمني؛ إنه عقل اقتصادي، إداري متمرس، ورجل ميدان لا يعرف التراجع. في زمن الأزمات، يثبت أن القيادة الحقيقية تُقاس بالإنجازات لا بالألقاب، وبالعمل الصامت لا بالضجيج.
