نيمار.. أبرز نجوم السامبا يطمح لمحو خيبة مونديال 2014 وتحطيم رقم الأسطورة بيليه
نيمار.. أبرز نجوم السامبا يطمح لمحو خيبة مونديال 2014 وتحطيم رقم الأسطورة بيليه
يعتبر الكثير من الفنيين في كرة القدم أن نجم باريس سان جيرمان الفرنسي نيمار دا سيلفا هو آخر اللاعبين الكبار حتى الآن في البرازيل معقل مواهب الكرة، بل إنه يكاد الوحيد منذ أفول نجم صانع ألعاب ميلان ريكاردو كاكا، الذي يعد إحدى أيقونات كرة القدم البرازيلية.
وحتى الآن خاض نيمار المولود في الخامس من فبراير/شباط 1992 مسيرة كروية لافتة تخللها كثير من النجاحات وفترات من الخيبة، لكنها لم تمنعه من أن يكون واحدا من أفضل اللاعبين في العالم خلال العشرية الماضية.
end of list
وبعد مشاركته في مونديال 2014 الذي استضافته البرازيل ومنيت خلاله بأكبر خيبة في تاريخ مشاركاتها وأثقل هزيمة في المونديال أمام ألمانيا في الدور ربع النهائي (7ـ1)، ثم مونديال روسيا 2018 الذي لم يكن أفضل من سابقه، ستكون نسخة كأس العالم قطر 2022، فرصة ثالثة للاعب باري سان جرمان الفرنسي ليس فقط لمطاردة اللقب العالمي الذي يبحث عنه منتخب السامبا منذ 2002 ولكن أيضا لتحطيم رقم قياسي لا يزال بحوزة الأسطورة بيلي منذ نصف قرن.
طفولة بائسة وموهبة مبكرة
في قرية من قرى مدينة موجي داس كروزيس بولاية ساو باولو البرازيلية، ووسط عائلة فقيرة، ولد نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور في فبراير/ شباط 1992، ومنذ طفولته، ومثل سائر البرازيليين كانت كرة القدم اللعبة التي تستقطب الجميع هناك، أول نشاط لطفل الست سنوات، الذي كان والده لاعب كرة هاويا.
وفي سنوات طفولته الأولى انتقلت عائلة نيمار لتقطن مدينة ساو فيسنتي التي تقع في الساحل الجنوبي لمدينة ساو باولو، وهناك بدأ الطفل في صقل موهبته الكروية اللافتة، وذلك سنة 1999 في ناد لكرة الصالات يدعى بورتوغيزا سانتيستا والذي كان فرصة لتفجير طاقاته.
وفي 2003، شاهد مسؤولون من نادي سانتوس البرازيلي الشهير نيمار وهو يخوض مباراة مع فريق سانتيستا، فقرروا التعاقد معه لتبدأ العائلة حياة جديدة ونمط عيش مختلفا ودعت فيه الفقر والخصاصة.
وفي 2006 تداولت مصادر إعلامية رغبة أكاديمية ريال مدريد في ضم النجم البرازيلي الصغير الذي سافر بالفعل إلى العاصمة الإسبانية مع والده إلى إسبانيا لإجراء اختبارات مع أكاديمية الفريق الملكي، لكن عوائق عديدة حالت دون بقائه ليقفل راجعا إلى مهده الأول نادي سانتوس.
وتدرج اللاعب عبر الأصناف الشابة للنادي حتى بلوغه الفريق الأول في سنة 2009 وذلك عندما أمضى أول عقد احترافي في مسيرته وعمره آنذاك لم يتجاوز 17 عاما، وفي السابع من مارس/ آذار 2009، خاض أول مباراة رسمية مع سانتوس عندما دخل بديلا لزميله ماوريسيو مولينا في الدقيقة 60 من المباراة التي فاز فيها فريقه على أويستي ضمن منافسات بطولة باوليستا الإقليمية (2ـ1)، بعد ذلك بأسبوع شارك للمرة الأولى أساسيا في مباراة ضد نادي “ميريم” التي شهدت أيضا تسجيله تسجيل أول هدف في مسيرته.
واستمرت تجربة نيمار مع سانتوس، التي بدأت بعمر مبكر نتيجة موهبته الخارقة، بين عامي 2009 و2013، حيث توج بلقب بطولة ساو باولو 2010 و2011 و2012 وكأس البرازيل 2010 وكأس ليبرتادوريس 2010 والتي قادت الفريق إلى خوض كأس العالم للأندية 2011 في اليابان، المسابقة التي نجح نيمار في أن يقود فيها سانتوس للمباراة النهائية في مواجهة برشلونة الإسباني الذي توج بمونديال الأندية بعد الفوز (4ـ0) علما أن تلك المقابلة شهدت لأول مرة لقاء نيمار وليونيل ميسي اللذين أصبحا لاحقا نجمين معا في فريق برشلونة ثم باريس سان جرمان.
ولعب نيمار مع سانتوس الفترة 223 مباراة وسجل 136 هدفا فقط في ظرف 4 سنوات، قبل أن ينتقل في صائفة 2013 إلى نادي برشلونة الإسباني بصفقة أثارت آنذاك جدلا قانونيا وانتهت في أروقة المحاكم بسبب غموض بنودها وقيمتها المالية الحقيقية.
مثلث كتالونيا الرهيب
ظلت النزاعات القضائية التي رفعتها الشركة الراعية لنيمار والتي تكفلت بصفقة انتقاله إلى الفريق الكتالوني تلاحقه وتلاحق والده وإدارة نادي سانتوس، ولكنها لم تمنعه من أن يستمر في العطاء والسحر الكروي، حتى إن كثيرا من العارفين بشؤون كرة القدم رشحوه للفوز بالكرة الذهبية، في حين قال آخرون إنه خليفة الأسطورة بيليه.
في أوائل يونيو/ حزيران 2013 وأمام نحو 50 ألف مشجع قدمت إدارة برشلونة لاعبها الجديد، الذي كان يوم 21 أغسطس/ آب على موعد مع أول مباراة وأول هدف بقميص البلوغرانا، وذلك في ذهاب كأس السوبر الإسباني أمام أتلتيكو مدريد.
وبعد صعوبات البداية في موسم 2013ـ2014، نجح النجم البرازيلي في فرض نفسه وسط كتيبة نجوم البارسا التي يقودها ميسي وإنييستا وبيكيه وتشافي وفابريغاس وبوسكتس ولويس سواريز وغيرهم، بل تحول إلى ركيزة لا غنى عنها، وشكل مع ميسي وسواريز مثلث قوة البارسا في مواجهة ثلاثي آخر في الغريم التقليدي ريال مدريد يتكون من كريم بنزيمة وكريستيانو رونالدو وغاريث بيل.
وقبل أن يكتب في صيف 2017، الفصل الأخير من قصة رائعة بألوان برشلونة، خاض نيمار مع الفريق أكثر من 186 مباراة وسجل 105 أهداف، كما توج بدوري أبطال أوروبا 2015 بعد الفوز على يوفنتوس الإيطالي في النهائي، في حين لا تزال ذاكرة الساحرة المستديرة تحتفظ بالريمونتادا التاريخية التي قاد فيها نيمار برشلونة للفوز على باري سان جرمان (6ـ1) والتأهل لربع نهائي دوري أبطال أوروبا بعد أن كان فريقه منهزما ذهابا (4ـ0).
لكن مسيرته في الفريق الكتالوني تخللتها الملاحقات القضائية، وذلك بسبب التشكيك في التزام برشلونة ونيمار ببنود انتقال اللاعبين الشبان وقواعد النزاهة.
وفي يوليو/تموز 2017 وقع نيمار عقدا لمدة 5 سنوات، لينتقل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي قادما من برشلونة الإسباني بقيمة 220 مليون يورو، في صفقة هي الأغلى في تاريخ كرة القدم بذلك الوقت.
ولعب نيمار مع فريق العاصمة الفرنسية 160 مباراة حتى الآن وسجل 122 هدفا، كما توج بلقب الدوري الفرنسي 4 مرات وكأس فرنسا في 3 مناسبات والسوبر الفرنسي في 3 مناسبات، كما بلغ في 2020 نهائي دوري أبطال أوروبا وخسر اللقب أمام بايرن ميونخ الألماني.
فشل قاري ومونديالي مع السامبا
وخلافا لمسيرته الزاخرة بالألقاب مع الأندية، لم تكن مسيرة نيمار مع منتخب البرازيل منذ بدايتها أواخر عام 2011 جيدة، إذ كانت كأس القارات 2013 اللقب الوحيد الذي توج به، في حين فشل في إحراز لقب كوبا أميركا في 2021 عندما انهزمت البرازيل أمام الأرجنتين بهدف أنخيل دي ماريا.
كما خيب منتخب السامبا آمال مشجعيه في كأس العالم 2014 التي شهدت خروجا مدويا من الدور ربع النهائي بعد هزيمة ثقيلة أمام ألمانيا (7ـ1) قبل أن يتكرر الفشل في النسخة الأخيرة في روسيا بالخروج من ربع النهائي على يد منتخب بلجيكا (2ـ0).
ومقابل ذلك، قاد نيمار منتخب البرازيل لإحراز فضية دورة الألعاب الأولمبية 2012 وذهبية المسابقة ذاتها في نسخة 2016 التي احتضنتها ريو دي جانيرو.
ويملك نيمار في رصيده حتى الآن 75 هدفا بقميص منتخب البرازيل سجلها في 121 مباراة، وهو على بعد هدفين فقط من تحطيم الرقم القياسي لأفضل هداف للبرازيل الذي يملكه الجوهرة السوداء بيليه منذ عام 1971.
وعلى غرار شعبيته في الملاعب، كان نيمار على امتداد مسيرته وحتى الآن هدفا لوسائل الإعلام وشركات الدعاية، وفي السنوات الأخيرة قدرت مجلة “فوربس” عائداته بـ37 مليون دولار سنويا، بفضل ما يجنيه من الإعلانات، كما أثار مؤخرا جدلا في الأوساط السياسية في البرازيل عندما أعلن دعمه للرئيس الحالي للبلاد جايير بولسونارو في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المقررة بعد أسبوع.
وفي مقطع فيديو مع الرئيس اليميني تم بثه عبر الإنترنت السبت، قال نيمار إن “الناس يعرفون ما هو الأفضل بالنسبة للبرازيل” في إشارة واضحة لانخراطه في حملة بولسونارو الرئاسية.