نيرتتى سياحة تحتاج لمقومات
كتب: حسن حامد
إذا كان الناس تسافر خارج البلاد للنزهة والسياحة أقول لهم إن بلدنا السودان يتمتع بمواقع سياحية طبيعية وليست مصنوعة كما نراها فى العديد من البلدان لكن الشيئ الوحيد المنقوص هنا هو أن السياحة فى السودان لم تجد حظها من الإهتمام ولم يروج لها الإعلام السياحى الذي ربما لم يكن موجودا أصلا.
فلو وجدت السياحة قدرا كافيا من الإهتمام والترويج لها ستساهم بصورة كبيرة جدا فى دعم الإقتصاد .
فجبل مرة بغربي السودان واحد من المواقع السياحية المنسية رغم إنه من أهم المعالم السياحية فى السودان وقبيل إندلاع الحرب فى دارفور كان مقصدا للسياح وكتب فيه عدد من الشعراء تغنى له عدد من الفنانين وخاصة الأغنية الشهيرة التى تغنى بها الفنان خليل إسماعيل : لو شفت مرة جبل مرة يعاودك حنين طول السنين وإسترسل فيها الشاعر فى وصف المناطق السياحية الخلابة كسونى ومرتجلو وقلول وغيرها العديد من المناطق السياحية .
وتعتبر ولاية وسط دارفور المنطقة السياحية الأولى فى إقليم دارفور وخاصة فى محليات غرب الجبل وجنوب و وسط الجبل التى تحتضن جميعها شلالات ومناظر ساحرة من بينها شلال نيرتتى الذي يرتاده الزوار من ولاية جنوب دارفور بأعداد كبيرة أيام العطل ليلتقوا مع أهلهم بوسط دارفور والقادمين من ولايات أخري.
ورغم تلك الأهمية والقيمة الإقتصادية التى يمكن أن تتحقق عبر بوابة السياحة إلا أن ضعف البنى التحتية من طرق وفنادق لإستيعاب الزوار والكهرباء حال دون تحقيق ذلك وهذا كان ينبغى أن يتم قبل إندلاع الحرب فى دارفور التى غيرت كل المعالم الجميلة نتيجة لإفرازاتها التى خلفت دمار ونزوح للمواطنين بكافة الولايات لكن طبيعة جبل مرة مازالت شامخة تنشد مع أهل غرب السودان إحلال السلام الشامل والمستدام لتفتح ألابواب مشرعة لكل العالم للسياحة فى هذه المناطق التى حباها الله بجمال ساحر قل ما تجده فى أى مكان اخر .
وبعد التعافي الذي تشهده دارفور على الأرض فى الصعيد الأمنى بدأت الحياة تعود رويدا رويد وأصبحت مدينة نيرتتى حاضرة محلية غرب جبل مرة بولاية وسط دارفور تستقبل الزوار من كل الأمنكة فى شلال نيرتتى الشهير وجمال الخضرة والطبيعة التى تظل ثابته فى كل فصول السنة وتزدان جمالا ورونقا فى فصل الخريف.
بالإضافة لذلك الخيرات الكبيرة التى ينتجها جبل مرة على رأسها البرتقال الجبلي الشهير ب(أبو صرة) الذي يغذي أسواق الولايات والعاصمة الخرطوم علاوة على التفاح والمانجو والقريب وغيرها من المحاصيل النقدية..
ما دفعنى لتناول هذا الموضوع هو اللفتة البارعة والتوجه الذي إنتهجه إبن ولاية وسط دارفور رجل الأعمال والخير الأستاذ عصام ادم عبدالجبار الذي وعبر بوابة الإستثمار بدأ فى وضع اللبنات الأساسية لمشاريع البنى التحتية للسياحة من خلال إنشاء فندق نيرتتى السياحى الذي زاد المدينة ألقا وجمالا ومن المتوقع إفتتاحه قريبا وبه تكون الحلقة قد إكتملت بمدينة نيرتتى لإستيعاب كل زائر خاصة وأن الطريق مسفلت من نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور وحتى نيرتتى بولاية وسط دارفور .
فالفندق تم تأسيسه بمواصفات عالية الجودة وكأنما عصام يريد به أن يقول لكل من أراد السياحة فى نيرتتى مرحبا بكم فى نيرتتى السياحية فالمقومات موجودة (طريق وسكن وكهرباء وإتصالات).
فما قام به عصام نأمل أن يتم قريبا فى كافة المناطق السياحية بجبل وتتكامل مقومات السياحة حتى تكون إحدى روافد الإقتصاد.
التحية لكل أستاذ عصام على هذا المجهود الذي تم بفضل التحسن الكبير فى الأوضاع الأمنية والجهود المبذولة من قبل القوات النظامية وسماحة إنسان نيرتتى الذي ظل يرحب بكل زائر حتى أصبحت قبلة للسياحة.
وعصام سبق له أن قام بتمويل إنشاء الكبري الذي الطريق العابر إلي الشلال ولولا لكان الوصول صعبا لوجود مجرى عميق دائم الجريان وهاهو يبدأ مشوار وضع مقومات البنى التحتية للسياحة عبر بوابة الإستثمار ونتمنى أن نرى مثله خدمات أخرى فى المواقع السياحية والتى من بينها (قلول، مرتجلو، شلال عباس، سونى، جاوة، نلما، وغيرها العديد من الشلالات والمناطق السياحية بجبل مرة الشامخ.
ختاما دعوات صادقات أطلقها للحكومة المركزية وحكومة الإقليم بضرورة وضع قضية السياحة فى سلم أولوياتكم بعد أن تنصلح حال البلاد المائلة ويتحقق السلام المستدام ودعوتى أيضا وبصورة عاجلة إكمال الطريق القومى محور نيرتتى زالنجى والذي تبقي له (٦٠) كيلو متر فقط حتى يكتمل الطريق لربط ثلاثة ولايات من جنوب دارفور وحتى غرب دارفور الحدودية مع الجارة تشاد.