العالميةوثائقية

نوفمبر 1781 يوم أغرق قبطان سفينة الرقيق 122 من العبيد

نوفمبر 1781 يوم أغرق قبطان سفينة الرقيق 122 من العبيد

نوفمبر 1781 يوم أغرق قبطان سفينة الرقيق 122 من العبيد
نوفمبر 1781 يوم أغرق قبطان سفينة الرقيق 122 من العبيد
ما أزعج القبطان في ذلك اليوم هو أن كل “زنجي” يموت تقابله خسارة صافية بحوالي 35 جنيها إسترلينيا (غيتي)

أحيت مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية ذكرى إغراق 122 من العبيد بتاريخ 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1781، الذي يصادف اليوم، عندما ألقى ليوك كولينغوود، قائد سفينة الرقيق البريطانية زونغ بجزء من “شحنته البشرية” في البحر.

وقالت في تقرير لها إنه وبعدما أحس كولينغوود أن “البضاعة” في عنبر سفينته بدأت تفسد، بسبب انتشار الزحار والحمى والإسهال وحتى الجدري بين العبيد الذين يحملهم، قذف بهم إلى الماء.

وأوضحت المجلة أن ما أزعج القبطان في ذلك اليوم هو أن كل “زنجي” يموت تقابله خسارة صافية بحوالي 35 جنيها إسترلينيا، كما أن مستأجر السفينة جيمس غريغسون سيكون غاضبا عليه، إضافة إلى تقلص ما كان يأمله من ربح، متناسيا أن 440 أفريقيًّا حشرهم في السفينة، أكثر من ضعف ما كان مخططا له.

العبيد بضاعة وليسوا بشرا

وأشارت إلى أنه وبعد أن توفي 7 بحارة و60 عبدا بسبب المرض، قلق القبطان للغاية -وهو جراح سابق- ولم يتبق له سوى شيء واحد، وهو رمي كل السود المرضى قبل أن يموتوا على متن زونغ مسببين العدوى للآخرين، وذلك أمر قانوني تماما -حسب المجلة- لأنه لا يمكن منع تاجر نزيه من التصرف في بضاعته كما يشاء، خاصة أن كل عبد يُلقى به في البحر لإنقاذ بقية الشحنة تدفع شركات التأمين مقابله 30 جنيها إسترلينيا، خلافا لمن يموت بالمرض أو يترك في جزيرة.

 

إلى الماء

رفض مدير التموين وحده أوامر القبطان لطاقمه بإلقاء العبيد المرضى في الماء، ولكن بقية الطاقم رموهم على دُفَع خلال 3 أيام تباعا، وهم يبكون ويقاومون بلا حيلة، والقبطان والبحارة بلا رحمة، ولا يرون في العبيد سوى بضاعة تالفة وخسارة في الأرباح، والقانون إلى جانبهم.

بعد 112 يوما، رست السفينة زونغ متأخرة في جامايكا، تحمل 208 من الأفارقة الناجين، ولكن عدالة السماء شاءت أن يموت القبطان كولينغوود الذي وصل مريضا للغاية بعد 3 أيام من التفريغ، ليعلن الملاك المشاركون فور عودة السفينة إلى ليفربول، خسائرهم لشركات التأمين لتلقي التعويض عن 122 عبدا تم التضحية بهم.

وخلال المحاكمة، دخل العديد من النشطاء المشهورين المناهضين للعبودية في المعركة إلى جانب الأفارقة الذين انتزعوا من أرضهم، لكن المدعي العام في إنجلترا وويلز قال “ما هذا الادعاء بأن البشر قد أُلقي بهم في البحر؟ هذه بضائع وسلع. السود سلع وممتلكات يملكها ملاك، ومن الجنون اتهام هؤلاء الرجال الشرفاء بالقتل. لقد تصرفوا حسب الضرورة وبالطريقة الأنسب”.

في النهاية، رفض رئيس محكمة العدل اللورد مانسفيلد التعويض، ولام القبطان على تحميل سفينته أكثر من اللازم!

المصدر : لوبوان

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى