نماذج الغناء الموسيقي العربي من الغناء السوداني
نظم بيت التراث في الخرطوم، محاضرة بعنوان
( مقاربة اثنوموسيقية لنماذج المقام الموسيقي العربي من الغناء السوداني للحضر والريف والبدو)
استضاف خلالها البروفسور نزار غانم الباحث في التراث والثقافة الفنون العربية
مساء امس، بمقر بيت التراث – بالخرطوم ٢ ، بحضور نوعي من مثقفي وباحثي وفناني بالإضافة لمديري مؤسسات ثقافية وتراثية حيث أكد البروفيسور نزار الغانم أن السودان غنيا بثقافته فضلا عن ثرائه في مجال الموسيقى والغناء موضحا أن
العنوان فضفاضا يمكن أن يجد القبول أو الرفض متناولا بالمقامية مستعرضا سيرة بعض علماء السودان في المجال الثقافي منذ السلطنة الزرقاء مرورا بالحكم التركي بالسودان ذاكرا طبقات ود ضيف الله متناولا سيرة عبد الصادق الركابي واثره في
السودان معددا الآلات السودانية التقليدية مثل الدلوكة وام كيكي وغيرها موضحا وجه الشبه بينها والالات العربية ذاكرا المقاربة لكتاب دكتور علي الضو عن الموسيقى الذي تناول بين طياته موسيقى الشعوب وكتاب دكتور احمد سيد احمد في
العهد التركي مشيرا إلى الغناء المصري وسوداني واسباني في الحقبة التركية معتبرا الممارسات العسكرية بالسودان سباعية التركيب وقال الغانم أن مصطفى كامل كان عبقري الموسيقى العربية وكان يعزف على آلة القانون معتبرا أن
مقطوعات وألحان العاقب احمد حسن كانت سباعية وتأثر كثيرا بمصطفى كامل وأوضح الغانم عن التقارب الكبير بين الفنانين اسماعيل عبد المعين وبيرم التونسي وقد غنا اسماعيل لبيرم مشيرا إلى تسلسل الآلات الموسيقية السودانية وأن بعض الإيقاعات كانت وافدة مشيدا بعبقرقية السلم الخماسي السوداني
مستعرضا العلاقة بين السودان واليمن خاصة في مجال الثقافة والفنون معددا الفنانين اليمنيين الذين تغنوا بالغناء السوداني مثل فنان الطمبور الراحل المقيم عثمان اليمني والهرم الفني الطيب عبدالله معتبرا الموسيقى ذوق وثقافة عالية وأنها تتلخص
في ثلاثة التجديد والترديد والتقاليد ذاكرا بعض مقولات كبار الملحنين السودانيين أن الفنان السوداني لايمكن أن يغني الغناء الشرقي ولكن هذه مقولة غير صحيحة مشيرا لتجربة الفنان عاصم البنا والفنانة الشابة التي
أحرزت المركز الاول في تقليد كوكب الشرق الفنانة ام كلثوم مبينا أن الرقص الشعبي مثل المردود والجراري فنون عربية بحتية على السلم السباعي ذاكرا بعض القبائل في الإقليم الشرقي السوداني وبعض القبائل العربية هناك مثل الرشايدة بأن
موسيقاهم تتماشى مع السلم السباعي وان اغنياتهم شرقية وموسيقاهم مرتبطة بالوحدات ومقلين في الموسيقى البحتية بالإضافة لفنون الحوانة أو السماكة وقد تمت تسميتهم بالسماكة لتقليدهم في رقصهم لصيد السمك وان موسيقاهم
على السلم السباعي موضحا وجه الشبه بين الدوبيت السوداني والنعم الحضرمي باليمن معددا عباقرة الموسيقى السودانية مثل عربي ومحمدية والعاقب احمد حسن معتبرا الفنان عبدالكريم الكابلي أن كثير من أغنياته باللغة العربية
الفصحى وهي ايضا تندرج تحت السلم السباعي ذاكرا التجارب اللحنية بين مصر والسودان معتبرا الفنان والشاعر خليل فرح هرم الغناء الوطني السوداني مشيرا إلى أن الإذاعة السودانية لعبت دورا كبيرا في الغناء والبرامج مثل برنامج ركن السودان
داعيا الحضور لإلقاء اضاءات حول المحاضرة باعتبارهم من كبار النقاد والموسيقيين مشيرا إلى أن هذا هو جهد المقل حاثا على سلسلة من الندوات لتبيان الموسيقى السودانية ومقاربتها من الموسيقى العربية والقاء الضوء على الآلات الموسيقية
السودانية وفي نفس السياق أكد الحضور على الفرز بين الموسيقى السودانية الحديثة والتقليدية معتبرين أن النغم السوداني نغم موحد زنجي عربي ( زنجراب) ذاكرين هجرة العرب السودان وآخرهم البقارة في الغرب والرشايدة في الشرق
لذلك نجد السلم الموسيقي لديهم سباعي واحيانا الموسيقى سباعي ولكن الغناء خماسي وأغلب هذا مضمن في مجلة دراسات سودانية للباحث دكتور علي الضو متسائلين عن أن المصريين ليس لديهم تأثير خاصة على المارشال العسكرية إبان
الحكم التركي ومن بعده الثنائي معروفين أن الحياة تقوم على إيقاعات مستعرضين القبائل التي دخلت السودان من قبل الاسلام وبعده مشيرين إلى أن شنقول عربي وينتهي نسبه الى عبدالرحمن الداخل الأموي موضحين تأثيرها على الثقافة
والفنون الموسيقية السودانية معتبرين اللغة لاتنفصل عن الايقاع التراثي معتبرين الحركة والسكون عند الإنسان ايقاع مبينين أن الموسيقى لغة عالمية مشيرين إلى أن السودان موعود بربط وجداني موسيقي ذاكرين أن العرب الذين دخلوا شمال
السودان تنوبوا في المجال الفني والموسيقي داعين لإدخال علم الموسيقى في المدارس ثابت مثل المناهج الأخرى خاصة الموسيقى التقليدية حاثين الإعلام السوداني على عكس التراث السوداني خاصة الفنون والموسيقى معتبرين أن مشاكل السودان حلها عن طريق الثقافة والفنون
وفي الختام أعرب مدير بيت التراث دكتور اسماعيل الفخيل عن شكره للحضور خاصة البروفيسور نزار الغانم معتبرا أن المحاضرة نقلت الحضور من التنظير للفعل مشيرا إلى أنه سيشرع مركز توثيق الفنون السودانية ذاكرا بأن المجلس القومي
للتراث الثقافي يملك كما من التراث الموسيقي السودانية مبينا أن المجلس بالتنسيق مع اليونسكو وبيت التراث يقومون برقمنة التراث وتحويله لمشروع رقمي