مقالات

نزار حسين يكتب:..(بروباغاندا)..مواطنو الثورات.. من الدانات إلى النهب المسلح..!

نزار حسين يكتب:..(بروباغاندا)..مواطنو الثورات.. من الدانات إلى النهب المسلح..!

 

 

لم يكد مواطنو الثورات بأمدرمان يكملون فرحتهم بقرب نهاية معركة الكرامة مع بشريات النصر التي لاحت حتى فاجأتهم أحداث الانفلاتات الأمنية المتكررة بأن هناك معارك أخرى عليهم أن يخوضوها وهي معارك لا تخلو أيضا من تعريض الارواح والأنفس والممتلكات بل وربما الأعراض للخطر..!

فالاحداث التي تجري هذه الايام بمدينة امدرمان والثورات تحديدا تدق ناقوسا عاليا بأن الخطر بدأ يأتي من بوابات أخرى غير الدانات والمسيرات والرصاص الطائش.. فتلك النيران أو الراجمات قد تقع في بيتك وقد لا تقع فهي عشوائية.. تحتمل أن توجهها الارادة والاقدار

المكتوبة لكن هذا الخطر الطافي على سطح الحدث في امدرمان الصمود وملتجأ الباحثين عن الامان، يأتيك مباشرة ويستوقفك ويهددك وربما يتسور بيتك ويضع فوهة الكلاش بين عينيك..!
شكاوى مواطني امدرمان تتالى والحديث يعلو بعد أن كان همسا متقطعا..

فلا اعظم خطرا من أن تفاجأ بمسلح داخل (حوش) بيتك عند الثالثة صباحا.. أو أن تمر بشارع خال من المارة نهارا فيأتيك (موتر) به ثلاثة مسلحون يأخذون ما عندك بكل جرأة..
بل تطور الأمر إلى يتم تتبعك وانت خارج من أحد المحلات إلى أن تصل إلى ميدان خال ليلحق بك هؤلاء المجرمون ويهددوك ويأخذوا ما عندك..!

بالأمس القريب في الثورة الحارة العاشرة وبعض المواطنين في طريقهم لصلاة الجمعة أتى مسلحون (بمواتر) بدون لوحات! وأخذوا جوالات المصلين تحت تهديد السلاح..!
الشاب (ب) كان جالسا في دكانه بعد المغرب فوجئ (بتكتك) يطلب منه صاحبه بعض البضائع ومعه أكثر من ثلاثة مسلحين وحين أخذوا البضائع طالبهم بالحساب، فهددوه بكلاش واجبروه على إعطائهم كل ما في الدرج من أموال وهربوا..!
وعند التاسعة صباحا خلال هذا الاسبوع تم نهب مجموعة من الهواتف من شارع متفرع من شارع الوادي داخل الحارة العاشرة..!

وبالامس وأثناء جلوس بعض الشباب تحت إحدى اشجار الحي توقف امامهم فجأة موتر به مسلحون نهبوا كل هواتفهم..!
تفاجأ أحد المواطنين بثلاثة مسلحين يهمون بالدخول إلى بيته، أحدهم ينظر إلى داخل البيت من فوق السور..!
وهكذا تترى القصص وهذا نموذج من كثير من الاحداث التي صارت تحدث بصورة شبه يومية في مناطق مختلفة من أحياء الثورات..! وإن لم تجد التصدي بقوة فسوف تتمدد وتصل إلى مناطق أخرى كأمدرمان القديمة والأحياء التي تقل فيها الكثافة السكانية والتواجد الأمني..!

الأمر يحتاج إلى تحقيق عاجل من الإعلاميين لمساندة الشرطة والجيش في القبض على هؤلاء المجرمين وهذه العصابات والخلايا التي تهدم في وقت كل السودانيين يحملون شعار البناء..!
المطلوب:
1. على الجهات الأمنية أن ترفع معدل الدوريات وأن تضع نقاط ارتكازات وتفتيش و(فيش) وهوية لكل من يحمل سلاحا في الشارع العام.
2. حملات تفتيش على (المواتر).

 

3. الاستفادة من المستتفرين في تأمين الأحياء بعمل نقاط تفتيش ودوريات ليلية ونشر عيون للشرطة والأمن نهارا فهذه العمليات لم تعد تقتصر على الليل فقط.
4. الارتكازات ونقاط التفتيش التي بها المستتفرون لابد أن تديرها الشرطة والأمن بأفراد داخل الخدمة.

5. من الأفضل أن تكون دوريات المستتفرين التأمينية من أبناء الحي لمعرفتهم للسكان وتمييزهم للغرباء أكثر.
6. تحديد رقم خاص بهذه الظاهرة حيث يستقبل بلاغات استباقية في حالة ظهور مشتبه بهم في منطقة معينة.
7. الاعلان عن جمع السلاح غير المرخص طوعا وإلا تتم محاكمة من يحمل سلاحا غير مرخص بعقوبة مشددة، في حالة القبض عليه لان السلاح الآن منتشر بصورة مرعبة عند هؤلاء المجرمين.

هذا جرس إنذار يلفت انتباه الوطنيين الشرفاء، أبناء هذه الارض الجريحة.. هنالك من يدمر كلما نبني ويشيع الخوف بين الناس وهؤلاء لا يقلون خطرا وجرما عن من يقاتلون الجيش وينهبون المواطنين ويقتلونهم في هذه الحرب، بل هم أسوأ فهم العدو الخفي لهذا الوطن ولابد من قطع أيديهم التي تحمل السلاح في وجه الآمنين في بيوتهم وشوارعهم وأماكن عملهم..
هذا أو كوارث أخرى لم يعد بوسع الوطن احتمال المزيد منها.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى