مقالات

نزار حسين يكتب: ..(بروباغاندا)..حديث الوالي و(هزيع الحرب) الأخير..!

نزار حسين يكتب: ..(بروباغاندا)..حديث الوالي و(هزيع الحرب) الأخير..!

 

 

صرخة امرأة في إحدى قرى الجزيرة تستغيث وتقول بلغتها البدوية القح: (يا ابو مروة).. شق صدر (البلولة)، تماما كما تفعل سكين الجزار بالفلو بالمذبوح، وهو داخل القيد وعلى رأسه رصاص مخبول مسلح أقصى ما يمكنه أن يفهم في هذا الدنيا هو غريزة القتل على الحقد والهوية..!

تلك الصرخة التي وصلت إلى قلوب كل سوداني في هذه الأرض هي التي حركت السبابات الغاضبة على الزناد وهي التي ألهبت العيون بالحمرة التي هي لسان لهب يتصارع في جوف كل (رجل) طبيعي الفطرة..!

ولم يكن تنادي العمائم وسراويل الجينز المهرولة في صف واحد، إلا لنجدة تلك الصارخة في قرى الجزيرة وفي الجنينة وفي الفاشر وفي الخرطوم..!
وبعد قرابة العامين بشر (والي الحرب)، البلولة المكبل بأن النصر آت..!

كانت القاعة، رغم غليان العروق الخفي، يحيطها تورد في الوجوه تفاعلا مع البشريات التي زفها والي الخرطوم الأستاذ المجاهد أحمد عثمان حمزة لقبيلة الاعلاميين المستنفرة بالكلاش والشاشات والكيبوردات.. في عصر حرب النجوم والايقونات وقواذف وسائل التواصل ومنشئي المحتويات..!

حديث الوالي أيها السوداني المنتصر حتما، جاء بعد ليال طويلة من الدماء والنيران والأرواح التي غادرت اجسادها بالرصاص والمرض والجوع وريما (بالغبينة) فما حدث كان فوق توقع الأرض والشجر ولم يتوقع النيل انه

سيكون يوما مقبرة للجثث وبوابة تعبر منها الحرائر الهاربات من جحيم ذئاب حرمت نعمة الرحمة..!
كان حديث الوالي عن صمود من صمد ليستحق أن يبشر

بقرب حصاد الصبر وأوغل منعشا لمسامع الحضور من جنود قبيلة الإعلام التي أتت مجددة للبيعة بأن تنشر الحق وان نقاتل ما فلت من الباطل من ساحة المعركة.. تصيبه قنصا وحرفا.. وتعاهدوا على نصب مقصلة لكل من رفع السيف في وجه الوطن..!

لقد بكت جبالنا وناحت اشجارنا ولطمت حاراتنا وقرانا خدودها وملأت أصداء العويل ساحات العرس والمهرجان .. لكن البشارات التي لاحت في الافق ترسل لأذن الروح طبول الفرح بعد أن دق النحاس حتى ارجف قلوب الأعداء..!

كان لقاء الوالي بإعلاميي بلادي إيذانا بتمايز الصفوف فلم يبق على فجر السلام والنصر إلا ظلمة هزيع الليل الأخير.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى