نبض أفريقيا.. حين تتحدث القارة بصوتها الحقيقي

نبض أفريقيا.. حين تتحدث القارة بصوتها الحقيقي
بقلم : فائز الزاكي حسن
في لحظةٍ بدت كأنها موعدٌ مع التاريخ، ومن قلب إفريقيا النابض (اديس ابابا) وُلدت قناة «نبض أفريقيا»؛ مشروع إعلامي جديد يحمل بين حروف اسمه وعدًا صادقًا بأن تكون القارة السمراء أخيرًا هي من تتحدث عن نفسها، لا أن يُتحدَّث عنها.
من قلب أفريقيا، ومن وجعها وآمالها، من ألوانها ولهجاتها وأغانيها القديمة، تنطلق هذه القناة لتكون أكثر من مجرد وسيلة إعلامية؛ إنها صوت القارة وروحها وقلبها النابض بالحياة.
* إفريقيا كما لم تُرَ من قبل
في زمنٍ طالما نُقلت فيه صورة أفريقيا عبر عدسات الآخرين، تأتي “نبض أفريقيا” لتكسر القوالب النمطية، وتعيد الاعتبار إلى الجمال المخفي وراء الصمت. هنا تُروى الحكايات بلسان أصحابها: من المزارع الذي يزرع الأمل في أرضٍ عطشى، إلى الشابة التي تُبدع في مختبرٍ علمي، إلى الموسيقي الذي يعزف أحلام وطنه على آلةٍ من قصب.
القناة لا تقدم أخبارًا فحسب، بل تفتح نوافذ على إنسان أفريقيا الحقيقي، وتُعيد كتابة السردية الكبرى للقارة — تلك التي تختزن في عمقها ثراءً حضاريًا وثقافيًا واقتصاديًا يتجاوز حدود الجغرافيا والتاريخ.
* رسالة إعلامية تتجاوز الحدود
“نبض أفريقيا” ليست مشروعًا إخباريًا تقليديًا، بل منصة وعي وهوية، تسعى لتوحيد أصوات الأفارقة حول قضاياهم المشتركة — من التنمية إلى البيئة، ومن الثقافة إلى السياسة — برؤيةٍ تنطلق من الداخل نحو العالم.
فكل تقرير، وكل حوار، وكل صورة، ستكون محاولة لقول الحقيقة كما هي: إفريقيا ليست قارة الفقر والنزاعات فقط، بل قارة الإبداع، والنهضة، والإلهام.
* النبض الذي يوحّد القارة
بهذا التدشين، تضع “نبض أفريقيا” لبنة جديدة في جدار الإعلام الأفريقي المستقل، وتعلن أن زمن التبعية الإعلامية قد آن له أن يرحل.
إنها ولادة صوتٍ أفريقي خالص، يعبّر بلغاته ولهجاته المتعددة، ويتحدث من موقع الفخر لا التبرير، ومن موقع المساهمة لا المتفرج.
فالقناة الجديدة تسعى لأن تكون منبرًا جامعًا لشعوب القارة، تُبرز قصص النجاح والتحدي، وتربط بين العواصم الأفريقية بخيطٍ من الأمل والمستقبل المشترك.
* صوت أفريقيا
بين ضجيج الأخبار وضوضاء العالم، تأتي “نبض أفريقيا” كإيقاعٍ جديد في سمفونية الإعلام الدولي — إيقاع ينبع من الأرض التي أنجبت الحضارة الأولى، ويُذكّر بأن القارة السمراء لم تفقد صوتها، بل كانت تنتظر اللحظة التي تُمسك فيها بالميكروفون لتقول:
“ها أنا ذا… أفريقيا، بكل لغاتي، بكل قلبي، بكل نبضي”.
بقلم فائز الزاكي حسن / إعلامي سوداني