
ناجون من الفاشر يروون لـ”أطباء بلا حدود” رحلة الهروب الدامية إلى طويلة
طويلة | العهد أونلاين
قالت منظمة أطباء بلا حدود في السودان إن آلاف النازحين الذين فرّوا من مدينة الفاشر وصلوا إلى منطقة طويلة بعد رحلة بالغة الخطورة، مشيرة إلى أن أكثر من 10,000 شخص وصلوا في الأيام الأخيرة، معظمهم في أوضاع إنسانية صعبة وحاملين قصصًا ثقيلة من الفقد والعنف.
وتنقل المنظمة عن نازحين روايات مروّعة عمّا جرى أثناء سقوط الفاشر، حيث وصف كثيرون الحياة قبل الهروب بأنها “شبه مستحيلة” مع انعدام الطعام وتكرار القصف العنيف. يقول أحد الناجين:
“كنا نأكل أحيانًا أمباز (علف الحيوانات)، وأحيانًا لا نأكل شيئًا على الإطلاق. كان القصف عنيفًا جدًا من كل الأطراف، وفي اليوم الذي سقطت فيه الفاشر حدثت وفيات كثيرة.”

ويضيف الرجل، الذي وصل إلى طويلة بعد أربعة أيام من السير على الأقدام مع أطفاله، أنه فقد ابنة أخيه خلال الطريق من شدة الإرهاق، واضطر لدفنها في قرية قريبة. ويؤكد أنهم وصلوا بلا شيء سوى الملابس التي كانوا يرتدونها.
وتشير أطباء بلا حدود إلى شهادة نازح آخر فقد زوجته وابنته في غارة جوية على الفاشر، بينما أصيب ابنه خلال الهروب. ويروي:
“عانينا كثيرًا أثناء الهروب إلى طويلة خلال القصف. فقدت زوجتي وابنتي، وأُصيب ابني.. وتعرضت للضرب والاعتداء والسرقة.”
وتقول المنظمة إن تلك الشهادات تمثل جزءًا من معاناة واسعة يعيشها الناجون، إذ وصل كثيرون في حالة إنهاك شديد، يعانون الجوع والصدمات وفقدان أفراد أسرهم، مؤكدين أنهم لا يعرفون كيف سيبدؤون من جديد بعد خسارتهم كل شيء.
وتدعو أطباء بلا حدود إلى مساعدات عاجلة لتلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين في طويلة، بما في ذلك الغذاء والرعاية الصحية والمأوى، مؤكدة أن الوضع الإنساني ما يزال بالغ الخطورة.






