مولانا الفاتح بشير الوسيلة الماحى يكتب :الصلف الامريكي والتطاول علي شعب السودان
*الصلف الامريكي والتطاول علي شعب السودان*
*مولانا الفاتح بشير الوسيلة الماحى*
لاينتاب المرء شك حين يسمع كبار البيت الابيض الامريكي، ورجال الكونغرس وهم ينددون ويهددون
ويلمحون بالويل والثبور وعظائم الامور، بل ويصدرون القوانين بحق جمهورية السودان، لايتنابه الشك اويخامره ظن بأن السودان قد اصبح ولاية من ولايات الاتحاد
الامريكي، وليس دولة ذات سيادة عضواً في الأمم المتحدة، والمنظمات الاممية والإقليمية الاخري، وأن بينه وبين أمريكا جغرافياً بعد المشرقين والمغربين.. بل هو
في موقع القلب من خريطة العالم، ولا رابط ايدلوجي بينه وبين الولايات المتحدة..
لا شك ان كل إحساس بسيادة السودان يتلاشي وانت تقرأ وتتابع وتشاهد وزير الخارجية الامريكي وهو يطلق في البيانات الفظة والغليظة والتي تجافي كل الاعراف
والادآب المتعارف عليها دبلوماسياً، والتي لا تراعى سيادة الدول وافرادها الطبيعيين والاعتباريين، وتتأدب امام شعوبها، وتقف عند الخطوط الحمراء. فتتجاوز ذلك
وتُمعّن في التعالي والغطرسة دونما اي اعتبار، وإلا فكيف لدولة تحترم نفسها ان تتجرأ بأن تتوعد دولة او أشخاص داخل هذه الدولة وفي شأن داخلي بأنها لن تدخر وسعاً
في معادتها، وتعلن توظيف كل طاقاتها لقلع حكومتها، بل تمضي في الصلف بأن تسمي حكومة الدولة بما يعنِ لها من تصنيف، و تصف الحكومة بأنها انقلابية وانها انتزعت حكومة شرعية وخلعتها من الحكم!!
تري من عيّن هذه الحكومة؟؟ التي يتباكي عليها وزير خارجية أمريكية !!
ومن هو رأس الدولة فيها؟وكيف تنقلب الدولة علي نفسها؟؟
يامن ترون انكم سادة العالم!!
واذا كانت الدولة كما ترون فما حاجة سفيركم في عاصمتها؟
والا فأن وجوده يفسّر علي إنه أحد امرين لا ثالث لهما وهما :
اولا : ان السودان دولة واقعة تحت الاحتلال الامريكي بما يفسّر ما يقوم به المسؤولين في الحكومة الامريكية، وهيأتها من إصدار قوانين وتهديد بالعقوبات، ووضع
اشخاص تحت العقوبات واخرين تحت التهديد وتحريض للمجمتع الدولي، واحياناً اغراءات لدول ومكوينات سياسية داخل السودان ..
يتم ذلك كله علي دولة عضواً في الأمم المتحدة، طلما أنها لا تراعي ذلك، إذن فهي تعتبر وجود السفير هنا بمثابة الحاكم العام الممثل لدولة الاحتلال .
وبهذا يمكن ان نجد تفسيراً معقولاً لكل تصرفات وتحركات ولقاءات السفير الامريكي، في كل ما قام ويقوم به منذ ان وصل الي الخرطوم .
ثانيا : ازدواجية المعايير التي تجعلهم يقومون بالشئ وضده في وقت واحد.. فيرفعون مستوي التمثيل الدبلوماسي لأعلى مستوي مع الحكومة.
وفي ذات الوقت تعمل علي التدخل في شؤونها الداخلية، وهو امر لا يفهم منه غير انعدام المصداقية في المواقف وأعمال سياسة مسك العصاة من النصف، وهذا الأمر
تشهد عليه البيانات التي تصدرها السفارة الأمريكية بالخرطوم والخارحية الامريكية، والقرارات والقوانين التي يصدرها الكونغرس، ثم الأوامر التنفيذية التي
تصدرها الرئاسة الامريكية وجُلها تتعلق بتجديدها للعقوبات والابقاء علي السودان في قوائم الخارجية الامريكية مجهولة العدد متعددة الاسماء..
ويضاف الي ذلك المواقف الامريكية المحرضة ضد حكومات السودان في المنظمات الاممية المتعددة..
الي جانب التواطؤ الواضح في عدم حماية المسؤولين من الحكومة السودانية عند وجودهم في الولايات المتحدة في مشاركاتهم في اجتماعات الهيئات الدولية..
ومن المؤسف ان كبار البيت الابيض يجهلون تاريخاً عظيماً للشعب السوداني وحكوماته ضد الصلف الامريكي والاستكبار الذي تنتهجه اذاء الشعوب، ولابد انها لم تقرأ من واقع تاريخها المعاصر وليس البعيد في معاداة
السودان وهي تحرك كل آلياتها خلال ثلاثين عام وتحاول تركيعه ومحاصرته.
لم تقرأ بعين منصفة مردود سياستها تلك،
فهل نجحت في ذلك؟
وهل استطاعت ان توقف تقدمه؟
او ان تسد عليه منافذ الا قتصاد فلا يجد متنفس فيختنق ويموت؟
كل ذلك لم ينجح، ولكي نكون منصفين فقد نجحت بهكذا خطابات وبيانات التي اطلقها وزير الخارجية من ان تذهب بجزء عزيز من بلادنا.
لكنها لم تنجح في إيقاف عجلة النموء والتطور التي اثمرت ببناء علاقات دبلوماسية مع شعوب جنوب شرق اسيا والصين ضخت هواءً نقياً في جسد الاقتصاد.
فانفتحت بفضل الله ثروات باطن الارض من بترول وذهب وحديد ونحاس وغيرها من المعادن والحجار النفيسة، فأصبحت عائدات هذه السلع يتذين به ميزان
مدفوعات الدولة وموازناتها، وانتصبت المصانع شامخة تُلبي حاجات البلاد من
احتياجاتها الأساسية في المجالات الاستراتيجية والدوائية، ما دعي دول الاستكبار يوما ان توجه
صواريخها الحربية لدك هذه الصروح العملاقة.
وانطلقت عجلة التنمية في بناء الطرق الرابطة بين ولايات السودان الشاسعة والعابرة منها الي دول الجوار
في ملحمة بناء الطرق القارية، ورغم الحظر والحصار الاحادي الذي كانت تفرضه الولايات المتحدة علي قطاع الطيران، الا ان السودان إستطاع بناء مطارات تكاد تكون
بمستوي مطار لكل ولاية، بل اصبح يمتلك اكبر مركز في مجال سُلطة الطيران علي المستوي الاقليمي، ومدا عُنقه عالياً وسامقاً ليطلق قمراً صناعياً يسبح في الفضاء بإسم
السودان (SUSat1)، ومن قبله انطلقت الفضائيات تبرز عراقة أهل كل ولاية وتعزز أواصر القومية الوطنية في إطار التنوع الثر، والفعل الإيجابي، وبنى علاقات مع
الاتحاد السوفيتي كانت أساس لتوقعه اتفاق شراكة لبناء مفاعل نووي سوداني للأغراض السلمية، وانفتحت ابواب التعليم كماً وكيفاً..
كماً في استيعاب اعداد الطلاب..
وكيفاً في إدخال تخصصات وحقول في مجال التقانة والإلكترونيات شكّلت إضافة بخريجين هم الان عماد
البناء والعمران والسياسة، ثم استلقت السدود علي ظهور الانهار وثيرة تزيل صعوبة تواصل الاهالي بين ضفاف النيل وتسقي اراضي كانت بوار، ليشهد السودان رغم
الحصار الامريكي ارتفاع الرقعة الزراعية من خمسين الف فدان الي خمسين مليون فدان علي مستوي السودان..
وانطلقت ثورة العمران لتشهد الولايات ولادة مُدن جديدة بكامل زينتها وعدتها وعتادها، واسواقها، وتغير نمط البناء والعمران بالاستفادة من العلاقات مع تركيا، والتي شهدت
مجالات متعددة تجارية وهندسية وصناعات، وتعززت متانة العلاقات مع مصر الشقيقة، والتي لم تفلح كل محاولات دول الاستكبار لوضعها في مربع العداء والحرب
وفق سياستها التي اسمتها جر السودان اوشده من الاطراف، والتي هدفها شغله بحروب في جهاته الاربعه، فمصر عصية علي الاستجابة لمثل هذه السياسة، ورغم
كل جهودهم في محاربة السودان الا انه ظل محتفظاً بكامل عضويته وبصورة فاعلة في أشخاص القانون الدولي عالمياً وأفريقياً وعربياً، وفي كافة المنظمات، رغم ما كانت تسببه مواقف الولايات المتحدة في تحشيّد
الناس ضد السودان من ضيق وصعوبات .
بيد انه كان يتجاوزها بسلام و ظلال السدود .. امتدت مدن تشهد لأهلها بالايثار والفضل لأهل البلاد، وتشهد لهم
بسهم وافر تحريك تربيانات الكهرباء وزرعت مسافاتها بابراجها لتنقل التيار تبدد ظلمة كانت تسكن كثيرا من الديار..
وما افلح تحريضهم لمنع السودان مم حصصه التي يستحقها في الصناديق والبنوك المالية في ايقاف عجلة التتمية، واكثر من ذلك ..
قد تم مما يتطلب من كبار البيت الابيض ورجال الكونغرس الذين يتبارون في تهديد السودان، ان يعيدوا النظر في سياستهم هذه التي لن تجدي نفعاً ولن تجعل
من السودان دولة حليفة لهم، خاصة وانهم كانوا احد الأسباب التي عجّلت برحيل حكومة الدكتور عبدالله حمدوك، وذلك بحرمانها من الاعانات التي وعدتها بها
وتجديدها للعقوبات وتمنعها في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والابقاء علي اسمه ضمن قائمة الدول المحظورة من خدمات شركات الانترنت
، وبالابتزاز الذي مارسه في تحميلها السودان دفع مبالغ في حادثتي لوكربي والمدمره كول، مبالغ المحاكم الامريكية نفسها برأت السودان منها، وتواصل ابتزاها
لحكومة حمدوك في التأخير في إصدار قانون يمنع مقاضاه السودان في الولايات المتحدة، والذي حين صدر استثني الدعاوي والقضايا التي يرفعها ذوي الضحايا الذين سبق ان دفعت حكومة حمدوك لهم..
إذن المطلوب من كبار البيت الابيض والكونغرس ومن ورائهم مراكزهم البحثية والشركات التي تنفذ سياساتهم، مطلوب منهم إعادة النظر في الإستراتيجية التي يتبعونها في معاداة السودان ومحاولة تنفيذها عبر استقطاب
جماعات او افراد من ابنائه، وتسخير المنظمات الاممية وغيرها الي إستراتيجية تقوم علي احترام سيادة السودان، وتؤسس علي تبادل المصالح المشتركة بين البلدين بما يحقق منافع شعوب البلدين .