من على خط النار.. 6 قصص ملهمة أسرت قلوب الأوكرانيين والعالم
رغم ما تفرضه الحرب من صعوبات، إلا أن مثل هذه الظروف القاسية دائما ما يتخللها مواقف تظل محفورة في ذاكرة الشعوب، لا سيما عندما تكون إيجابية وملهمة، وهو ما شهدته الأيام الثلاثة الماضية من الحرب الروسية الأوكرانية.
وانتشرت 6 قصص ملهمة كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي بأوكرانيا، وألهبت حماس الأوكرانيين، فقالوا إنهم جعلتهم يستميتون في الدفاع عن بلادهم.
شبح كييف
وضجت منصات التواصل الاجتماعي في أوكرانيا حول قصة طيار يقود مقاتلة من طراز “MiG-29 Fulcrum”، ويقال إنه استطاع أن يسقط 6 طائرات حربية روسية في سماء أوكرانيا، خلال 24 ساعة فقط.
وسرعان ما أصبح “شبح كييف” بطلا شعبيا في حرب باتت تشاهَد على نطاق واسع عبر الإنترنت، وأكدها السفير الأوكراني لدى الاتحاد الأوروبي.
وكتب السفير الأوكراني، ميكولا توتشيتسكي، في تغريدة على “تويتر”: “حقق طيار مقاتل أوكراني 6 انتصارات في يوم واحد في معارك جوية مع الروس. أطلق عليه لقب شبح كييف.. إنه مثال آخر على استعداد الشعب الأوكراني للمقاومة. يجب أن يساعد العالم المتحضر في حماية حريتنا”.
عمل “بطولي”
كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في أوكرانيا قصة مهندس عسكري، مشيدين بـ”العمل البطولي” الذي قام به لوقف تقدم الجيش الروسي في بلاده.
وأثنى الإعلام الأوكراني على المهندس العسكري البحار فيتالي سكاكون، الذي فجر جسرا حيويا في هينيتشيسك؛ لإيقاف تقدم للقوات الروسية في المدينة المهمة، الخميس، في اليوم الأول للعملية العسكرية الروسية.
وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أنه عندما رأت الكتيبة أن الطريقة الوحيدة لمنع الفوج الروسي المدرع من العبور هي تفجير الجسر، تطوع مهندس الكتيبة البحرية فيتالي سكاكون فولوديميروفيتش لوضع ألغام على الجسر، وعندما أدرك أنه لا يملك الوقت الكافي للوصول إلى بر الأمان، أقدم الجندي الشجاع على التضحية بنفسه على الجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم والبر الرئيسي لأوكرانيا.
وأضاف البيان: “وفقًا لإخوته في السلاح، اتصل فيتالي وقال إنه سيفجر الجسر. وزهقت روحه في الانفجار”، وأعلن الجيش أن عمله البطولي أدى إلى إبطاء تقدم القوات الروسية، مما سمح للوحدة بالانتقال وتنظيم الدفاع، فيما أكد القادة العسكريون أنهم يعتزمون منحه جائزة بعد وفاته لعمله البطولي.
موقفان ملهمان
وانتشر مقطع فيديو بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي لرجل أوكراني أعزل يواجه قافلة عسكرية دون خوف.
وأظهر مقطع الفيديو رجلا يعترض قافلة عسكرية من عشرات المدرعات في محاولة لمنعها من العبور، إلا أنها تحاول الابتعاد عنه ويخترق بعضها الطريق.
كما أظهر مقطع مصور آخر مسنا يتحدى دبابة روسية حيث وقف أمامها دون خوف ومع تقدمها قام بالقفز عليها قبل أن ينزل ويدفعها للخلف، ثم جثا على ركبتيه قبل أن تدفع شجاعته آخرون للتجمع من حوله ومحاولة إيقاف الدبابات.
نائبة الكلاشينكوف
ونشرت النائبة في البرلمان الأوكراني، كيرا روديك، صورة على حسابها على “تويتر”، من داخل منزلها وهي تحمل سلاح الكلاشينكوف، تؤكد استعدادها للانضمام إلى صفوف المقاتلين لحماية بلادها من الاجتياح الروسي.
وكتبت النائبة الأوكرانية كيرا روديك: “تعلمت استخدام الكلاشينكوف، ومستعدة للتجنيد، وستدافع نساؤنا عن أرضهن مثل رجالنا”.
والنائبة البالغة من العمر 36 عامًا هي حاليًا عضو في حزب الصوت وعضوة في البرلمان منذ عام 2019، وفي حديثها لشبكة “سي إن إن”، قالت روديك إنها في كييف وستقاتل إلى جانب طاقمها، مؤكدة استمرار سماعها أصوات إطلاق النار في العاصمة الأوكرانية.
شعبية رئيس أوكرانيا
ولاقى خطاب الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، الذي صوره بنفسه بطريقة “السيلفي”، تفاعلا واسعا، حيث عزز بذكاء مكانته بين شعبه وبين سكان العالم.
واجتهد زيلينسكي في رسم ابتسامة على وجهه، بينما بدا غير حليق اللحية، ويرتدي سترة عسكرية، وأكد لمواطنيه أنه ما يزال بينهم في العاصمة، ونفى صحة التقارير التي تحدثت عن محاولته الفرار.
وفي وقت سابق، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية: إن الولايات المتحدة عرضت على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المساعدة لمغادرة كييف.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين وأوكرانيين أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها لمساعدة زيلينسكي على مغادرة كييف كي لا يقع في أيدي القوات الروسية، لافتة إلى أنه رفض عروض الإجلاء، مؤكداً أنه باقٍ على رأس عمله.
مظاهرات دعم عالمية
وأبدى متظاهرون في جميع أنحاء العالم دعمهم لشعب أوكرانيا، ودعوا الحكومات إلى بذل المزيد لمساعدة كييف وتجنب نشوب صراع أوسع.
وخرج مئات الأشخاص في مسيرة وسط هطول أمطار غزيرة في سيدني، مرددين هتافات “أوكرانيا ستنتصر“، وتظاهر آلاف في الشوارع في أوروبا وقام متظاهرون ومن بينهم أوكرانيون يعيشون في الخارج بلف أنفسهم بالأعلام ورفعوا لافتات “أوقفوا الحرب” في لندن ونيقوسيا وبرلين وأثينا وهلسنكي ومدريد وميلانو.
ونُظمت مسيرة في العاصمة السويسرية برن قال منظموها إن ما يصل إلى 20 ألف شخص شاركوا فيها. ورفرف علم أوكرانيا فوق مقر مجلس المدينة، ودعا البعض الحكومة السويسرية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد روسيا، وفي إسطنبول ردد الأوكرانيون المقيمون في تركيا نشيدهم الوطني ورفعوا لافتات عليها صور لبصمات أيدٍ ملطخة بالدماء.
وتظاهر المئات في الميدان الواقع أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف، حاملين لافتات كتب عليها “اجعلوا أوكرانيا عضوا في حلف الأطلسي الآن”.
رفع الروح المعنوية
ويرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية، سعيد صادق، أن كل هذه القصص الملهمة مهمة جدا في الحروب حيث تعمل على رفع الروح المعنوية وتساعد على الصمود.
وأضاف صادق، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن العالم يتعاطف مع أوكرانيا؛ لكونها دولة صغيرة في مواجهة ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم، مؤكدا أن قصص الحروب تلقى رواجا كبيرا ودائما يكون هناك أبطال يصبحون رموزا ويخلدهم التاريخ.
وأشار إلى أن خطاب الرئيس الأوكراني وظهوره في الشوارع رغم الحرب أعطى دفعة كبيرة للجيش والمتطوعين ويزيد من شعبيته، وفي نفس الوقت يدحض الشائعات حول هروبه التي قد تقتل معنويات جنوده.
ولفت إلى أن نصف الحرب “نفسية” وليست كلها عتادا وقوة، معتبرا أن كلما زاد الوقت كانت مهمة الجيش الروسي أكثر تعقيدا وتأثيرا على روسيا.